الاثنين 07 جويلية 2025

تقرير الأمم المتحدة لعام 2025 حول المخدرات والجريمة يضع المغرب في قلب مسارات تهريب الكوكايين من فنزويلا وكولومبيا إلى أورويا

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
تقرير الأمم المتحدة لعام 2025 حول المخدرات والجريمة يضع المغرب في قلب مسارات تهريب الكوكايين من فنزويلا وكولومبيا إلى أورويا

في تقرير الأمم المتحدة لعام 2025 حول المخدرات والجريمة، أُدرج المغرب كجزء من المسارات التي تمتد لتهريب الكوكايين القادم من أمريكا الجنوبية. الخرائط المُصاحبة للتقرير تشير إلى المغرب كإحدى الدول التي شهدت ضبطيات للكوكايين القادم عن طريق البحر، وإن لم تكن بنفس كثافة العمليات المسجلة في بلدان مثل إسبانيا أو فرنسا. غير أن إدراج المغرب في شبكة التهريب العالمية يُبرز دور الموقع الجغرافي للمنطقة كجزء من ديناميكيات النقل عبر القارات.

ويُظهر تحليل خرائط التقرير أن بعض تدفقات الكوكايين تبدأ من دول مثل كولومبيا وفنزويلا، ثم تعبر المحيط الأطلسي باتجاه غرب إفريقيا، لتكمل طريقها إلى شمال إفريقيا، وتحديدا إلى المغرب. هذه التدفقات تتداخل مع مسارات أخرى تتوجه نحو الأسواق الأوروبية، ما يجعل المغرب إما محطة عبور أو نقطة استقبال محتملة.

ويُسلط التقرير الضوء على استغلال الجماعات الإجرامية المنظمة للأزمات العالمية كالنزاعات المسلحة والاضطرابات الاقتصادية لتعزيز نفوذها. كما نبه إلى تصاعد تأثير جماعات البلقان في سوق الكوكايين بأوروبا الغربية، مما قد يساهم في توسع تحالفاتها عبر حوض المتوسط.

وبحسب إحصائيات سنة 2023، بلغ عدد مستهلكي المخدرات على مستوى العالم 316 مليون شخص، أي ما يمثل 6% من الفئة العمرية بين 15 و64 عاماً، مقارنة بنسبة 5.2% سنة 2013. القنب الهندي هو المخدر الأكثر انتشاراً بـ244 مليون مستهلك، يتبعه المواد الأفيونية بـ61 مليوناً، ثم الأمفيتامينات بـ30.7 مليوناً، والكوكايين بـ25 مليوناً، والإكستازي بـ21 مليوناً.

وفيما يتعلق بالكوكايين تحديداً، يشهد سوقه العالمي توسعاً ملفتاً؛ إذ بلغ الإنتاج غير القانوني للمادة 3,708 أطنان سنة 2023، بزيادة تقارب 34% مقارنة بعام 2022. عمليات الحجز العالمية لهذا المخدر وصلت إلى مستوى قياسي بواقع 2,275 حالة، بزيادة 68% خلال الفترة بين 2019 و2023. كذلك ارتفع عدد مستهلكي الكوكايين من 17 مليوناً عام 2013 إلى 25 مليوناً عام 2023.

كما أشار التقرير إلى أن الإدمان تسبب في خسارة ملايين السنوات الصحية على المستوى العالمي، مع تسجيل نصف مليون وفاة ناجمة عن اضطرابات ترتبط بالمخدرات في عام 2021. الأكثر إثارة للقلق هو أن واحداً فقط من كل 12 فرداً يعاني من اضطرابات إدمانية يتلقى علاجاً فعالاً، مما يكشف عن فجوة كبيرة في توفير الاستجابة الصحية والاجتماعية عالمياً وإقليمياً.

وعلى الصعيد البيئي، أوضح التقرير أن إنتاج وتجارة المخدرات يشكلان مخاطر بيئية ملحوظة مثل تلوث التربة والمياه الناتج عن تصنيع المخدرات الاصطناعية. كما تضاعفت عمليات تفكيك المختبرات السرية في أوروبا خلال العقد الماضي. ورغم عدم تسجيل حالات تصنيع محلية للمخدرات الاصطناعية بالمغرب وفق التقرير، إلا أن احتمالية ظهور هذا النوع من النشاط تبقى واردة، خاصة مع توسع السوق العالمية لمثل هذه المواد التي تتميز بانخفاض التكلفة وسهولة الانتشار.

رابط دائم : https://dzair.cc/v619 نسخ