الخميس 10 جويلية 2025

تكــالب مغــربي على المنتخــب الجــزائري النســوي

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
تكــالب مغــربي على المنتخــب الجــزائري النســوي

تشّن وسائل الإعلام المغربية حملة ممنهجة ضدّ المنتخب الوطني الجزائري النسوي، على هامش مشاركته في كأس أمم إفريقيا للسيدات الجارية وقائعها بالمغرب، في خطوة ليست غريبة على نظام المخزن الذي لطالما سعى جاهدا لتحويل أنظار الشعب المغربي، عن مشاكله وأزماته الداخلية من جهة وتغطية الإخفاقات التي شابت المنافسة القارية من جهة أخرى بنشر أكاذيب وخزعبلات عن الجزائر.

ومنذ انطلاق “الكان” بتاريخ 05 جويلية الجاري، وجّه الإعلام المغربي أقلامه المأجورة نحو المنتخب الجزائري بقيادة مدربه فريد بن ستيتي، محاولا الزج به في مستنقع سياسي فاشل، بهدف ضرب استقرار “الخضر” والتأثير عليه بأي من خلال نشر إشاعات واتهامات واهية لا أساس لها من الصحة.

ولأنّ بطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات، انطلقت على وقع الفضائح، بداية بعرض أغنية دعائية تتضمن رسائل سياسية واضحة تروج لضم أراضي الصحراء الغربية، في انتهاك صارخ لقوانين المحكمة الرياضية الدولية “التاس” التي تمنع استغلال الفعاليات الرياضية في قضايا سياسية، وهو ما روّج له الإعلام المغاربي على أنه “انتصار رمزي”، قبل أن يتلقى المغرب صفعة مدوية من قبل الجهة المنظمة لـ “الكان” باستخدام خريطة المغرب الرسمية المعتمدة من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، والتي تفصل أراضي الصحراء الغربية المحتلة، وما كان على وسائل الإعلام المغربية سوى الرضوخ والانصياع، والتأكيد في تبريرها لهذه الواقعة أنّ اللجنة المنظمة هي سيــدة القرار.

وهنا ثارت ثائرة المغاربة، وتحولت القضية إلى رأي عام. ودخلت الأبواق الدعائية في هيستيريا مفتعلة، وبما أن نظام المخزن يدرك جيدا أنّ لا شيء ينسي المغاربة في فضائحهم وأزماتهم سوى الترويج لأخبار زائفة عن الجزائر، فما كان منه سوى محاولة لفت الأنظار بفبركة اتهامات ضد المنتخب الجزائري، مدعيا أنه قام بتغطية شعار البطولة، غير أن التحقيقات بيّنت أن الشعار المعني يخص ناديًا محليًا، وتمت تغطيته لأسباب إدارية لا علاقة لها بالفرق المشاركة والدليل على ذلك هو أنّ الأمر ذاته حدث بالنسبة للمنتخب البوستواني الذي واجه الجزائر في المباراة الافتتاحية.

من جهة أخرى، يُلاحظ أن المباريات تُقام في ملاعب بلدية تفتقر لأبسط معايير التجهيز، بسبب انشغال الملاعب الكبرى بأشغال التهيئة استعدادًا لاحتضان كأس أمم إفريقيا للرجال 2025، حيث تسابق المغرب الزمن لإنهاء الأشغال في أقرب ممكن وتفادي فضيحة جديدة ستضع “الكاف” في ورطة حقيقة وتعكس المؤامرات التي حيكت ضدّ الجزائر لحرمانها من تنظيم العرس القاري ومنحه لبلد يمتلك بنية تحتية مهترئة.

وبالتزامن من الدعايات الكاذبة، كان المنتخب الجزائري للسيدات قد اضطر لتغيير مقر إقامته بسبب الظروف غير اللائقة، وهو قرار اتخذته منتخبات أخرى كذلك، مثل تونس ونيجيريا والكونغو، في ظل تدهور مستوى الإيواء والخدمات، دون أن يتسبب ذلك في أي ضجة، عدا ما أُثير إعلاميًا ضد الجزائر.

ويعكس التكالب الإعلامي ضدّ المنتخب الجزائري النسوي، الحملة التي تحاول الأبواق المغربية شنّها ضدّ كل ما هو جزائري، وذلك قبل أشهر معدودة على انطلاق كأس أمم إفريقيا للرجال المقررة بداية من 21 ديسمبر القادم، حيث سيكون أشبال المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش المستهدف الأول في “الكان” وهو ما يتقضي التفطن لهته المؤامرات والتصدي لها دفاعا عن الجزائر.

رابط دائم : https://dzair.cc/f1do نسخ