توتر حاد في العلاقات الروسية المغربية بسبب رفض موسكو الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الغربية

كحلوش محمد

لن يمر تعليق روسيا على إعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء الغربية، المُعبر عنه من طرف نائب وزير الخارجية الروسي عن رفض موسكو لقرار دونالد ترامب بردًا و سلامًا على العلاقات بين موسكو والرباط، وسيؤدي إلى توتر حاد بين البلدين.

وجاء تصريح المسؤول الروسي، مباشرة عقب اجتماعه بمفوض مجلس الأمن والسلم بالإتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي الجزائري الجنسية، الذي هرول بشكل مسرع نحو موسكو بإسم الإتحاد الأفريقي.

ونقلت وسائل إعلام روسية، عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف قوله “إن اعتراف واشنطن بسيادة المغرب يعد انتهاكا للقانون الدولي”، في تصريح يعيد حسابات المصالح الإستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة.

الصحافة المغربية استشاطت غضبًا من الموقف الروسي عكس توقعاتها، وانتقدت ضمنيًا الرفض الروسي للاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الغربية، وهو يوحي بأن الأمور بمجلس الأمن الدولي ستكون ملتهبة جدًا بخصوص قضية الصحراء الغربية، التي وإن خسرت أمريكا وهي قوة عظمى فإنها لا تزال تحافظ على علاقات متينة مع قوى عظمى أخرى مثل روسيا، الصين و بريطانيا فضلًا عن الجزائر، إيران وجنوب إفريقيا.

وذكرت وسائل إعلام مغربية بأن المغرب “سيعيد حساباته السياسية مع روسيا، بعد كسب دعم بلد قوي مثل أمريكا العضو الوازن جداً بمجلس الأمن الدولي.

المغرب الذي تربطه إتفاقيات شراكة إستراتيجية مع روسيا، قد يتخذ قرارات في القادم من الأيام، عقب تصريح نائب وزير الخارجية الروسي بضغط جزائري، تهم على الخصوص إتفاقيات الصيد البحري و التعاون العسكري والتجاري، حيث شهدت المبادلات التجارية بين البلدين تطورا كبيراً، تضاعفت 12 مرة بين سنتي 2001 و2010، لتنتقل من نحو مئتي مليون دولار إلى أكثر من 2.5 مليار دولار سنويا، مما جعل المغرب شريكا تجاريا كبيرا لروسيا في أفريقيا والعالم العربي.

والأهم في العلاقات المغربية الروسية أنها تجاوزت المسائل التجارية والثقافية والسياحية والغاز والنفط والطاقة النووية السلمية إلى التعاون العسكري، حيث تشير التقارير إلى أن المغرب بصدد عقد صفقة عسكرية مع روسيا تشمل غواصة وطائرات مروحية وصواريخ بحرية متطورة، لتكسر بذلك الاحتكار الأميركي الفرنسي للسوق المغربية”.

وكان المغرب قد وقع عدة اتفاقيات ثنائية خلال زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو في مارس 2016، تلك الزيارة الثانية للملك محمد السادس إلى روسيا في السادس جاءت لتعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تم التوقيع عليها إبّان الزيارة الأولى، حيث سعى كلا الطرفين لمواكبة التحولات الجيوسياسية وتحقيق مكاسب جيوسياسية.

وأفادت الصحافة المغربية بأن “الإنزعاج الروسي من الإعتراف الأمريكي، يرجعه متتبعون للشأن المغاربي، إلى غضب موسكو من قيادة المغرب لمشروع ضخم لنقل الغاز النيجيري عبر صحرائه باتجاه أوروبا، وهو ما يشكل تهديداً للغاز الروسي الذي تستعمله موسكو لابتزاز أوروبا في كل توتر يحدث، وهو نفس الانزعاج الذي تعبر عنه الجزائر التي تعتبر أن نجاح مشروع المغرب بنقل غاز نيجيريا عبر الصحراء هو تهديد وحكماً بإفلاس الجارة الشرقية وانهياراً لاقتصادها الذي يعتمد بنسبة 95% على بيع الغاز.

عمّــــار قـــردود

شارك المقال على :