14 سبتمبر، 2025
ANEP الأحد 14 سبتمبر 2025
×
Publicité ANEP
ANEP PN2500010

Annonce Algérie Poste
ANEP PN2500010

جعفري : الجزائر من منصة العروض إلى ورشات الإنجاز .. صفقات IATF 2025 تتحول إلى واقع اقتصادي

نُشر في:
بقلم: دزاير توب
جعفري : الجزائر من منصة العروض إلى ورشات الإنجاز .. صفقات IATF 2025 تتحول إلى واقع اقتصادي

تحدثت الخبيرة المستشارة في القطاع الزراعي الدكتورة هدى سميرة جعفري، عن احتضان الجزائر للطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية (IATF 2025) تحت شعار: “الجزائر… بوابة نحو فرص جديدة”.

وأكدت جعفري، بأن الحدث كان استثنائيا بكل المقاييس، بمشاركة 70 دولة، منها 49 إفريقية، 2148 عارضا، وأكثر من 112 ألف زائر ومشارك (منهم 60 ألف حضوري و52 ألف افتراضي)، بينما بلغ حجم الصفقات المعلنة 48.3 مليار دولار، بينها 11.4 مليار دولار تخص الجزائر بشكل مباشر، إضافة إلى التزامات مستقبلية تصل إلى 11.6 مليار دولار لمشاريع ستمنح الأولوية للشركات الجزائرية.

ومن الأرقام إلى الواقع، وبالحديث عن التحدي المطروح اليوم، قالت جعفري أن هذه الأرقام لن تبق مجرد عناوين إعلامية، بل سوف تتحول إلى مصانع وفرص عمل للشباب، وكشفت وفق الحسابات الاقتصادية، أنه وفي حال نجحت الجزائر في تحويل 60% من هذه العقود إلى مشاريع فعلية، فإنها ستخلق ما يقارب 13 مليار دولار استثمارات جديدة.

وطبقا لمعايير البنك الدولي – تضيف ذات المتحدثة – يخلق كل مليون دولار صناعي ما بين 90 و120 وظيفة، يمكن للجزائر أن توفر أكثر من مليون منصب شغل مباشر وغير مباشر خلال السنوات القادمة.

وعن القيمة المضافة في الموارد الوطنية
الرهان ليس على حجم الصفقات وحده، بل على ربطها بالموارد المحلية، تؤكد جعفري، التي ترى أن مصنع للجلود يعتمد على الثروة الحيوانية الوطنية = قيمة مضافة حقيقية.
مصنع بمواد أولية مستوردة = أثر اقتصادي محدود، وهذا ما يجعل توجيه المشاريع نحو النسيج، الجلود، الصناعات الغذائية والدوائية شرطا أساسيا للنجاح.

وفيما تعلق بالمؤسسات الناشئة التي اعتبرتها الخبيرة المستشارة في القطاع الزراعي، قلب المعادلة الجديدة، أشارت إلى أحد القرارات التاريخية في هذه الطبعة هو إنشاء صندوق لدعم المؤسسات الناشئة الإفريقية، مؤكدةً أن هذه المبادرة تضع الشباب والابتكار التكنولوجي في صميم التكامل القاري، وتفتح أمام المقاولات الناشئة فرصة للاندماج في مشاريع كبرى بدل بقائها على الهامش، فالجزائر تدرك أن اقتصاد المستقبل تقوده المؤسسات الناشئة، القادرة على خلق حلول مبتكرة في مجالات الرقمنة، الزراعة الذكية، الطاقات المتجددة، واللوجستيك.

وعن أجندة 2063، من الحلم إلى التنفيذ، تؤكد جعفري أن المعرض لم يكن مجرد واجهة اقتصادية، بل خطوة في تنفيذ
رؤية أجندة 2063، التي ترسم لإفريقيا مسارا للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية بحلول منتصف القرن، ومن أبرز أهدافها ذكرت رفع التجارة البينية من 15% إلى أكثر من 50%، ربط العواصم الإفريقية بشبكات عصرية من الطرق والسكك والموانئ، إدماج الشباب والنساء كمحرك أساسي للنمو، فضلاً عن تسريع الرقمنة والابتكار الصناعي.

وفي حديثها عن زليكاف (ZLECAF)… السوق الإفريقية الواعدة، ومن خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، التي تضم 54 دولة وأكثر من 1.3 مليار نسمة، تمتلك الجزائر فرصة لمضاعفة صادراتها من 23 مليار دولار اليوم إلى 40 مليار دولار في 2030، وربما 100 مليار دولار بحلول 2063، مستفيدة من مشاريع استراتيجية مثل ميناء الوسط (الحمدانية)، الطريق العابر للصحراء، السكة الحديدية الجزائر–لاغوس، إضافة إلى المطارات الإقليمية الجديدة، تسترسل جعفري.

وترى جعفري أن البنية التحتية والرقمنة هي مفاتيح النجاح، بحيث لا يمكن للتكامل الاقتصادي أن يتحقق دون نقل ولوجستيك حديثين، فالجزائر مؤهلة لتكون بوابة شمال إفريقيا نحو العمق الإفريقي بفضل موانئها ومطاراتها، بينما تجعل الرقمنة المعاملات أكثر شفافية وتكسر قيود البيروقراطية الجمركية.

ومن بلد مستضيف إلى فاعل محوري، تؤكد هدى سميرة جعفري، أن الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية أثبتت أن الجزائر لم تعد مجرد بلد مستضيف، بل تتحول تدريجيا إلى فاعل محوري في مسار التكامل الإفريقي، مضيفةً بالقول أن النجاح الحقيقي لن يقاس بعدد العقود الموقعة، بل بعدد المصانع التي ستبنى، الوظائف التي ستخلق، والمؤسسات الناشئة التي ستكبر لتصبح شركات قارية.

واختتمت حديثها بالقول : ” ستكون هذه الخطوة بداية الطريق الطويل نحو أجندة 2063، حيث تتحول إفريقيا إلى قوة اقتصادية موحدة يقودها شبابها ومؤسساتها الناشئة”.

رابط دائم : https://dzair.cc/u4dz نسخ