جهود الأئمة بين الإنكار و التشجيع … بقلم/ الدكتور زين العابدين حامدي شريف

مروان الشيباني

بعد أربعة أشهر كاملة من انتشار و تغلغل الوباء و المرض في أوساط الجزائر ، و بعد فرض الحجر الصحي و فرض حضر التجوال على العديد من الولايات و تمديده بصيغ و طرق مختلفة عدة مرات ، من أجل مواجهة فايرس كوفيد 19 المستجد ، كلنا قد لمسنا الدور الريادي الذي لعبه المسجد في التخفيف من حدة انتشار المرض ، و ذلك ببث رسائل توعوية و محاولة بعث روح الإيمان في قلوب المواطنين بتشغيل التلاوات عبر مكبرات الصوت و المآذن ،كذا اختيار أندى المؤذنين أصواتا لرفع كلمة الحق قصد طرح السكينة في نفوس السامعين ، ناهيك عن الأشغال و المشاريع المكتملة من صيانة لبيوت الله و تغيير للسجاد و تعقيم للمداخل و المخارج و المحيطات مع عدم التقصير في العمل الخيري كتوزيع القفف على المحتاج و كسوتي العيد و اليتيم مع جمع و توزيع الصدقات و الزكاة ، و الإعانات المالية و المادية التي تندرج تحت تسيير مجلس سبل الخيرات .

إن الأئمة و المؤذنين و إن لم يسمع لهم أنين كقطعة من الصبر و الاصطبار إلا أنهم قد رفعوا أيضا سقف التحدي لمجابهة الوباء ، و خاطروا بأنفسهم و أهليهم باحتكاكهم المباشر مع الناس ما ترتب عنه مرض العديد منهم ووفاة آخرين ، ناهيك عن الجانب النفسي المتزعزع عند البقية و الذي لا يحق لهم إبداؤه كونهم ملزمين بنشر التفاؤل و الأمل و كبت الحزن و الانكسار في قلوبهم .

إننا و إن كنا مقهورين لغلق المساجد و منع الصلاة فيها جمعة و جماعة ، نحزن لرؤية أبوابها موصدة و نتقطع لسماع صيغة الآذان اليوم و هي تختتم بالصلاة في بيوتكم التي تكسر القلب و تحطم الوجدان ، فكيف حال المؤذن الذي يرفعها كل يوم و هو وحده من داخل مسجد مغلق مظلم قد اعتاد النور و الحركة فيه. أئمة يقدمون دروسا لصفوف فارغة تبث عبر مكبرات الصوت الخارجية فحدثني عن التحدي أحدثك عن خطيب يخطب و مستمعوه غائبون . إن لم يكن هناك بد من الشكر و التقدير فلم يكن هناك أيضا بد من الجحد و النكران .

جائحة كورونا و إن طال زمانها إلا أنها تعلمنا يوما بعد يوم كيف يجب أن نقول للمحسن أحسنت و نقول للمسيء تعلم كيف تحسن ، و أثبتت لنا بأن التمسك بقيم و تعاليم الدين الحنيف هي الأصل و أنه لا بد من الرجوع دوما إلى أمتنا السابقة : أمة و اعتصموا …

شارك المقال على :