25 سبتمبر، 2025
ANEP الخميس 25 سبتمبر 2025

“جيل زد” يتحدّى المخزن: احتجاجات الشباب المغربي تكسر جدار الصمت وتفضح إفلاس السلطة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
“جيل زد” يتحدّى المخزن: احتجاجات الشباب المغربي تكسر جدار الصمت وتفضح إفلاس السلطة

لم يعد جيل الشباب المغربي، المعروف بـ”جيل زد”، صامتًا أمام سياسات القمع والإقصاء التي ينتهجها المخزن. فهؤلاء الذين فتحوا أعينهم على واقع الانهيار الاجتماعي والاقتصادي، قرروا مواجهة منظومة الاستبداد بصدور عارية وصوت مرتفع، غير آبهين بالترهيب ولا بالمنع.

خرج المئات من الشباب إلى الشوارع، هاتفين ضد الغلاء، البطالة، وغياب العدالة الاجتماعية، في مشهد أربك السلطة التي حاولت عبر إعلامها المأجور التعتيم والتشويه. لكن صور وفيديوهات التظاهرات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي فضحت حقيقة الانفجار الشعبي الذي يقوده جيل لا يساوم.

جيل زد، الذي يتسلح بوسائل التواصل كمنبر حر، كسر احتكار المخزن للإعلام وكشف زيف خطابه حول “الاستقرار”. فالهتافات الصاخبة ضد القمع والفساد أصبحت أيقونة تتداولها الصفحات والمنصات، لتؤكد أن جدار الخوف بدأ يتهاوى أمام إرادة الشباب.

المخزن، العاجز عن توفير أبسط مقومات العيش الكريم، لجأ إلى أسلوبه المفضل: الاعتقالات، المحاكمات الصورية، وتشويه صورة المحتجين. لكنه لم يدرك أن هذا الجيل لا يعيش في عزلة، بل متصل بالعالم، يتنفس الحرية من فضاء رقمي يتجاوز حدود القمع المحلي.

الاحتجاجات الأخيرة أظهرت أن المغرب يسير على فوهة بركان اجتماعي، وأن كل محاولات شراء الوقت لم تعد تجدي. فالمطالب التي رفعها الشباب واضحة: الحق في الكرامة، الحرية، العدالة الاجتماعية، والمحاسبة.

جيل زد يضع المخزن أمام اختبار تاريخي: إمّا الاستجابة لمطالب التغيير العميق، أو مواجهة موجة غضب لا تبقي ولا تذر. هذا الجيل لا يحمل إرث الهزيمة ولا يرضخ لخطاب التخويف، بل يحمل روحًا جديدة تؤمن أن المستقبل يُنتزع انتزاعًا.

لقد أصبح واضحًا أن معركة الشارع ليست عابرة، بل بداية لمسار طويل من المواجهة، حيث يعلن الشباب أن زمن الصمت انتهى، وأن المغرب الجديد لن يُبنى بالهراوات، بل بإرادة الأحرار.

رابط دائم : https://dzair.cc/3gvn نسخ