الأربعاء 14 ماي 2025

جيل يصنع المجد: حكاية الشباب الجزائري اليوم… بقلم الكاتب القطري علي حمد المري

نُشر في:
بقلم: الكاتب القطري علي حمد المري
جيل يصنع المجد: حكاية الشباب الجزائري اليوم… بقلم الكاتب القطري علي حمد المري

عندما تتحدث عن الجزائر، فأنت تتحدث عن وطن لا يُقاس بحجمه الجغرافي، بل بروح شعبه، وبطموح شبابه. فالشباب الجزائري اليوم لا يعيش على أمجاد الماضي فقط، بل يصنع حاضره ومستقبله بإصرار يعانق السماء.

في كل شارع من شوارع الجزائر، ترى ملامح الجهد والصبر. شباب يعملون في المهن، في الجامعات، في الشركات الناشئة، وحتى في القرى النائية… تجدهم يحملون في قلوبهم طاقة لا تنضب، وأحلامًا تمتد من حدود الوطن إلى العالم. هم لا ينتظرون الفرص، بل يخلقونها من العدم. لا يتذمرون من التحديات، بل يحوّلونها إلى دروس وبدايات جديدة.

في المجال العلمي، يبرع الجزائريون داخل الوطن وخارجه، ويثبتون أن العقول الجزائرية لا تقل كفاءة عن أي مكان في العالم. وفي الرياضة، تصدح أسماءهم في الملاعب، ويهتفون باسم بلدهم في كل هدف وإنجاز. أما في الفن والثقافة، فصوت الشباب الجزائري يصل إلى قلوب العالم من خلال السينما، والموسيقى، والشعر، والكتابة.

لكن ما يميّز هذا الجيل أكثر، هو وعيه الاجتماعي والسياسي. فهم جيل يعرف كيف يعبر، وكيف يطالب بحقوقه بسلمية، وكيف يشارك في رسم ملامح مستقبل بلاده. لا يقبلون بأن يكونوا أرقامًا صامتة، بل أصواتًا فاعلة ومؤثرة.

الشباب الجزائري اليوم لا يريد فقط وظيفة أو راتبًا شهريًا، بل يبحث عن كيان، عن معنى، عن دور. يريد أن يشارك في بناء الجزائر التي يحلم بها، والتي تستحقه بقدر ما يستحقها. إنها علاقة وفاء متبادل بين وطن وشبابه.

إن من يراهن على الشباب الجزائري، يراهن على نهضة حقيقية. فهؤلاء ليسوا مجرد أمل قادم، بل هم الواقع الحي الذي يُبنى عليه كل غد مشرق. وفي وطن المليون شهيد، من الطبيعي أن يكون الشباب أحفاد بطولة، وحملة راية، وصنّاع فجر جديد.

رابط دائم : https://dzair.cc/n0g3 نسخ