حسين الشرتونى ورمزية الدجاجه… / بقلم عصام سكيرجى

كحلوش محمد

كان من الممكن لقصة الطفل حسين الشرتونى ودجاجته أن تمر مرور الكرام، لولا أنها تحمل الكثير من المعاني، وأول هذه المعاني أن الدجاجة حطمت حدود سايكس بيكو في الوقت الذي تقف به ديوك العرب خانعة أمام هذه الحدود.

ثاني هذه المعاني أن حادثة الدجاجة تأتي في الوقت الذي يهرول به الأنذال نحو التطبيع، فجاءت حادثة الدجاجة لتقول لهم أن تطبيعكم ساقط لا محالة، ما دام هناك طفل عربب يرفض هذا التطبيع، ويرفض الاعتراف بالكيان وبكم.

وثالث هذه المعاني أن إصرار الطفل حسين الشرتوني على استعادة دجاجته، هذا الإصرار يؤكد أننا أمام جيل جديد قادم، جيل سيصنع النصر والتحرير، وأن زوال الكيان ما هو إلا مسالة وقت فقط، وإصرار حسين الشرتونى على استعادة دجاجته يؤكد أن هذا الوقت لن يطول، في عتمة الليل يبزغ ضوء الفجر القادم.

والمستقبل لن يكون إلا لجيل حسين الشرتونى، أما انتم يا من استوطن الذل فيكم، فزائلون وراحلون لا محالة …هذه هي ثقافة المقاومة، وهذا هو نهج الثوريون , حسين الشرتونى لم يقرأ لديستويفسكى، ولا يعرف بالتأكيد من هو تشيخوف أو ماركيز، وقد يكون لم يسمع بعد بجيفارا، لكنه وبالتأكيد قد رضع من حليب المقاومة، فخلق ثوريا بالفطرة، أما انتم فهنيئا لكم بول البعير .

الحقيقة الأخيرة  التي تؤكدها قصة حسين الشرتونى ودجاجته هي حقيقة الحق وان لا حق يضيع ما دام هناك له من مطالب …يقول حسين الشرتونى – بدي دجاجتي ولو شو ما بصير يصير – فتعلموا يا ديوك العرب، فالفخر كل الفخر أن يكون حسين الشرتونى وأقرانه معلمين لكم

بقلم / عصام سكيرجى

شارك المقال على :