حقوقيون مغاربة يستنكرون ترحيل سلطات المخزن العشوائي لمهاجرين من دول جنوب الصحراء

عبَّر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة تيزنيت عن قلقه العميق إزاء استمرار ترحيل مهاجرين ومهاجرات من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى المدينة، في ظروف وُصفت بأنها غير إنسانية، وسط غياب واضح للتخطيط الحقوقي والاجتماعي.

وفي بيان أصدره الفرع الحقوقي، وتم تداوله على موقع “لكم”، دانت الجمعية ما اعتبرته عمليات ترحيل عشوائية عبر حافلات دون توفير الحد الأدنى من شروط الإيواء أو العناية الصحية والنفسية والاجتماعية للمرحّلين، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تمثل انتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانية وللقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

وأشار البيان إلى تسجيل أحدث هذه العمليات ليلة الثلاثاء، بناءً على معلومات تم نشرها عبر وسائل إعلام محلية وصفحات إلكترونية. وقد نُقل عشرات المهاجرين إلى تيزنيت دون تنسيق مسبق مع الفاعلين المحليين أو مراعاة محدودية المدينة في توفير الخدمات الأساسية.

وكان الفرع الحقوقي قد أصدر تحذيراً سابقاً بتاريخ 15 مارس 2025 بشأن خطورة الوضع الإنساني الذي يعاني منه المهاجرون، وذلك بعد حادثة حريق في مخيم عشوائي أدت إلى وفاة سيدة وطفلتها وإصابة آخرين بجروح، مطالباً حينها بضرورة التدخل السريع لتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية.

وأوضح البيان أن السياسات المرتجلة في التعامل مع ملف الهجرة لا تقتصر أضرارها على المهاجرين فقط، بل تؤثر كذلك على سكان المدينة المحلية من خلال خلق حالة اجتماعية وأمنية غير مستقرّة. كما اعتبر أن غياب التخطيط والتنسيق المسؤول يؤدي إلى توترات غير مبررة ويضع تيزنيت أمام تحديات تتجاوز إمكانياتها المحلية.

وفي ظل هذه التطورات، دعا الفرع الحقوقي إلى وقف فوري لهذه الممارسات التي وصفها بأنها غير إنسانية، مطالباً السلطات باعتماد مقاربة حقوقية وإنسانية تضمن كرامة المهاجرين، وتحقق في الوقت ذاته الحفاظ على أمن واستقرار المدينة وسلامة مواطنيها.