الثلاثاء 08 جويلية 2025

حماقة المخزن أعيت من يداويها.. استفزازات القصر العلوي للدولة الجزائرية واعتداء دبلوماسيته على سفارتها بالرباط ستكلّفه أثمانا باهظة لن يكون بوسعه سدادها

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
حماقة المخزن أعيت من يداويها.. استفزازات القصر العلوي للدولة الجزائرية واعتداء دبلوماسيته على سفارتها بالرباط ستكلّفه أثمانا باهظة لن يكون بوسعه سدادها

لقد خالف المغرب جميع الأعراف الدبلوماسية بتجرّئه على مصادرة ممتلكات سفارة الدولة الجزائرية في الرباط، من منطلق أن التمثيليات الدبلوماسية لدولة في بلد ما تعتبر امتدادا لسيادة تلك الدولة، وأي اعتداء عليها هو بمثابة انتهاك لهذه السيادة.

خلفيات هذه الاستفزازات، وفقما وصفها بيان وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، تؤكد أنها خطوة كهذه لم تأت من فراغ، فقد يتخذها نظام المخزن منطلقا لاستفزازات أخرى قادمة، وهذا ما دفع الجزائر لأن تؤكّد أنّها “سترد على هذه الاستفزازات بكل الوسائل التي تراها مناسبة”، وهذا ما لا ينبغي السكوت عليه لأنه سيؤدي إلى التمادي، ومن أمن العقوبة أساء الأدب.

هذه الخطوة التصعيدية جاءت أياما بعد الإعلان عن افتتاح تمثيلية لجمهورية الريف في الجزائر، والمغرب يعتقد أنّ اعتداءه على السفارة الجزائرية ردّ “مشروع” على سماح الجزائر للريفيين بإنشاء تمثيلية لهم على أراضيها، يا لها من خطيئة لا تغتفر تجرأ المخزن على اجتراحها!!

المخزن لا يفرق بين انتهاك القانون الدولي كما هو عليه الحال فيما أقدم عليه من استفزازات بمصادرته لممتلكات السفارة الجزائرية، وبين تضامن الجزائر مع شعب يناضل في سبيل تحرره من نظام استعماري مستبد قمع الريفيين وانتهك حقوقهم لعقود طويلة.

على المغرب أن يفرق بين الأمرين جيّدا، ففي الأولى يمكن للجزائر أن تلجأ إلى القانون والمؤسسات الدولية من أجل الحصول على حقوقها كاملة، وسيدفع المغرب حينها ثمن استفزازاته الخرقاء باهظا، أما في ما يتعلق بالحالة الثانية فإن للجزائر كامل الحرية في اعتناق مبادئ سياستها الخارجية، التي تنبع من نضالها ضد استعمار همجي توسعي وثورة مجيدة لا يزال العالم يستلهم منها الدروس.

إلى الآن لم يفرق المخزن بين بداية الأزمة التي يعتقد مخطئا أنها بدأت بقرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، وبين أسبابها التي تعود إلى عقليته الاستعمارية التوسعية ونظرته العدوانية تجاه محيطه وجيرانه، تلك النظرة المشوهة للتاريخ عليه مراجعتها، أما بداية الأزمة فعلى المخزن أن يعود لأول عدوان قام به مباشرة بعد استقلال الجزائر ليكتشفها وليفهم أيضاً أن التراكمات هي ما خلق المشهد الحالي المتأزّم بين الجانبين.

لا يزال المغرب يصرّ على اللعب في الوقت الضائع، بل إنه أصبح يلعب خارج الوقت تماما، وهذا سيكلّفه خسائر جسيمة لا يبدو أنه يحسب حسابها جيدا، لقد خسر أسلاف العلويين الحاليين سبتة ومليلية بنفس هذه السلوكات الخرقاء، فبدل أن يحاسب المخزن نفسه على أخطائه تجاه جيرانه، وحتى إزاء القضيتين الريفية والصحراوية، لا يزال يمارس سياسات الانتقام والتصعيد والاعتداء والتآمر  والاستفزاز المكلفة، بينما في وسعه وقف العدوان ضدّ الجزائر وتقديم الاعتذار لها وتفكيك فخاخ كثيرة وضعها في طريق علاقات جيّدة مع الجزائر، آخرها كان التطبيع الذي جلب على المنطقة العربية الويلات بما فيها الاتحاد المغاربي، بالإضافة إلى ضرورة عدم التطلع إلى مكانة الجزائر ودورها الكبيرين والمحوريين والاستراتجيين في المغرب العربي ومنطقة الساحل. ممارساتٌ بسيطة كهذه بوسعها أن تفتح آفاقا جديدة، للأسف الشديد يصر المخزن بتعنته في كل مناسبة على غلقها.

رابط دائم : https://dzair.cc/ke4h نسخ