28 سبتمبر، 2025
ANEP الأحد 28 سبتمبر 2025

خيانة الداخل أخطر من مؤامرات الخارج: الرئيس تبون يعرّي أذناب العصابة والمسؤولين الفاشلين.. بقلم: معمر قاني

نُشر في:
بقلم: معمر قاني
خيانة الداخل أخطر من مؤامرات الخارج: الرئيس تبون يعرّي أذناب العصابة والمسؤولين الفاشلين.. بقلم: معمر قاني

لم يكن تصريح الرئيس عبد المجيد تبون عن «خاين الدار» مجرد جملة عابرة في لقاء دوري مع وسائل الإعلام الوطنية. لقد كان إنذارًا صريحًا ورسالة قوية تكشف أن معركة الجزائر الحقيقية اليوم ليست فقط ضد خصوم الخارج، بل ضد الخونة الذين يعيشون بيننا، في مواقع القرار ومراكز النفوذ، ينهبون، يضلّلون، ويخذلون ثقة الدولة والشعب.

أذناب العصابة لم تنته

منذ 2019، دخلت الجزائر في مواجهة مفتوحة مع بقايا العصابة التي كانت تُمسك بخيوط الاقتصاد والسياسة. المحاكمات التي طالت أسماء بارزة، والقرارات الصارمة لاسترجاع الأموال المنهوبة، والضربات الموجعة لشبكات الاحتكار والفساد، كانت خطوات حاسمة، لكنها لم تكن كافية للقضاء على جذور «الأخطبوط» الذي لا يزال يحاول العبث بقوت الجزائريين واستقرارهم.

مسؤولون متقاعسون خانوا الثقة

الرسالة الأخطر في كلام تبون هي أن «خاين الدار» قد يكون أيضًا وزيرًا أو مديرًا عيّنه الرئيس نفسه، ولم يشرّف المنصب بثقة ولا بإنجاز. بعضهم فشل في تسيير قطاعات حيوية مرتبطة مباشرة بيوميات المواطن ولها علاقة وطيدة بتلبية حاجياته الضرورية، بعضهم قدّم تقارير وأرقامًا مغلوطة، وآخرون تجاهلوا تعليمات رئاسية واضحة. هؤلاء لم يكتفوا بالتقصير، بل مارسوا خيانة من نوع آخر، لأنها أعاقت التنمية، وأبقت الاقتصاد الوطني رهينة أزمات متكررة.

فساد في قلب المؤسسات

الأدهى أن الرئاسة تتلقى تقارير عن انتشار الرشوة والفساد في مراكز حساسة. هناك مسؤولون لا يترددون في تحويل مناصبهم إلى مزرعة شخصية، غير مبالين بمصير الجزائر التي تسعى للنهوض إقليميًا ودوليًا. إنهم يفضلون نزواتهم على حساب أمة بأكملها، وهو ما يجعلهم شركاء في الخيانة.

الرئيس تبون يفتح معركة النتائج

رئيس الجمهورية حدّد معالم المواجهة: لا مكان لمسؤول يقيس نجاحه بالولاء وليس بالإنجاز، ولا تسامح مع أي تقصير يمسّ قوت المواطن أو مصالح الوطن. الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يقودها، وسياسة محاربة الفساد بلا هوادة، تؤكد أن معركة تطهير «الدار» مستمرة، وأن بقاء أي مسؤول مرهون بقدرته على خدمة الجزائر لا تحقيق رغباته وإشباع نزواته.

«خاين الدار» ليس شخصًا واحدًا بل منظومة كاملة: بقايا العصابة، المحتكرون، المسؤولون المتقاعسون، والفاسدون في قلب المؤسسات. ومعركة الرئيس تبون اليوم هي معركة وجودية: مواجهة خيانة الداخل التي قد تكون أخطر من مؤامرات الخارج. فالعدو الخارجي واضح ومكشوف، لكن الطعنة التي تأتي من «أهل البيت» هي الأكثر إيلامًا وخطورة.

رابط دائم : https://dzair.cc/6o8r نسخ