الجمعة 30 ماي 2025

داعيا بلاده إلى دعم استفتاء يتيح للصحراويين تقرير مصيرهم… مستشار ترامب السابق “بولتون” يكشف الحقائق ويدحض أكاذيب المخزن بخصوص الصحراء الغربية

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
داعيا بلاده إلى دعم استفتاء يتيح للصحراويين تقرير مصيرهم… مستشار ترامب السابق “بولتون” يكشف الحقائق ويدحض أكاذيب المخزن بخصوص الصحراء الغربية

كتب مستشار الأمن القومي الأسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون مقالا نُشر في صحيفة واشنطن تايمز بتاريخ 28 ماي الجاري، أفحم فيه المخزن المغربي، ونسف الدعاية المغرضة والمزيفة للحقائق بخصوص الصحراء الغربية.

وأورد جون بولتون في مقاله، أن إحدى القضايا الدولية الكبرى العالقة، هي قضية الصحراء الغربية، هذا الإقليم الواسع الواقع على الساحل الغربي لشمال إفريقيا، في الحدود جنوب المغرب، بقي في حالة من الغموض منذ أواخر السبعينيات، مما أضر بسكانه وبالاستقرار والأمن في منطقة الساحل، ومع تصاعد النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا، لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتيح فرصة جديدة لهاتين القوتين لتوسيع نفوذهما.

إرث الاستعمار الإسباني:

وكشف المستشار السابق لدونالد ترامب، أن إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة، لم تشارك في موجة “رياح التغيير” التي اجتاحت إفريقيا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بل حاولت بيأس الاحتفاظ بممتلكاتها الخارجية القليلة.

وبعد وفاة فرانسيسكو فرانكو في نوفمبر 1975، انهار نظامه، وتخلّت إسبانيا فعليًا عن الصحراء الغربية، والتي باتت تُعرف منذ ذلك الحين بـ”آخر مستعمرة في إفريقيا”.

وتابع بولتن: “قامت المغرب وموريتانيا، الدولتان الحدوديتان، بغزو الإقليم المهجور، سعيًا للاستيلاء عليه، لكن السكان المحليين الصحراويين قاوموا ذلك من خلال جبهة البوليساريو… لاحقًا، تخلّت موريتانيا عن مطالبها، فيما بسط المغرب سيطرته العسكرية على نحو 80٪ من الإقليم، بينما تُسيطر البوليساريو على الباقي انطلاقًا من مناطق قرب تندوف جنوب غرب الجزائر، التي تدعم الصحراويين”.

الجمود الحالي:

وأوضح جون بولتون، أن النزاع لا يزال قائمًا حتى اليوم، مشيرا إلى أن الحل البديهي هو إجراء استفتاء يحدد فيه شعب الصحراء الغربية مصيرهم، مضيفا أنه في عام 1991، وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، دفعت الولايات المتحدة عبر مجلس الأمن إلى إقرار القرار 690، الذي أنشأ بعثة أممية للإشراف على استفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية، وفقًا لاتفاق عام 1988 بين البوليساريو والمغرب.

وكشف مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي ترامب، عديد الحقائق التي يسعى المخزن إلى تزييفها، وإيهام العالم بمعلومات زائفة، أين أشار -بولتون- إلى عرقلة المغرب لتنفيذ القرار الأممي منذ صدوره، خشية أن يختار الصحراويون الاستقلال في استفتاء نزيه.

وأردف: “حتى بعد جهود الوساطة الناجحة التي قادها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر في “اتفاق هيوستن” عام 1997، رفض المغرب العودة إلى طاولة الاستفتاء، ومنذ ذلك الحين، استمر الجمود، ولا يزال مئات الآلاف من الصحراويين يعيشون في مخيمات اللاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة قرب تندوف”.

كما تطرق محرر المقال إلى العلاقات الجزائرية الأمريكية في الماضي والحاضر، مؤكدا أنه في فترة الحرب الباردة، كانت علاقات الجزائر بالغرب أضعف من علاقات المغرب، وهو ما أضر بالصحراويين، مضيفا أن الأمور بدأت تتغير، حيث تم توقيع أول اتفاقية للتعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة مع بداية إدارة ترامب الثانية، مما يشير إلى تحول في التوجه الاستراتيجي الجزائري.

حملات تضليل جديدة:

عرج المستشار السابق إلى نقطة مفصلية تخص القضية الصحراوية، كاشفا أن الأطراف المعارضة للبوليساريو تشعر بأن نفوذهم بدأ يتراجع، فلجأوا إلى دعاية جديدة لا أساس لها، تزعم أن الجبهة باتت تحت تأثير إيران.

وأفاد بولتون أن هذه الاتهامات تهدف إلى صرف انتباه الولايات المتحدة عن عرقلة المغرب لجهود الاستفتاء، حيث وصل الأمر ببعض الأطراف إلى مطالبة الكونغرس بإدراج البوليساريو كمنظمة إرهابية، وهي تهمة خاطئة تمامًا، أين ادعى بعض معارضي الصحراويين بأن مقاتلين من البوليساريو كانوا من بين المليشيات الأجنبية التي درّبتها إيران في سوريا في ظل نظام الأسد الذي سقط لاحقًا.

وكشف جون بولتون، أن صحيفة واشنطن بوست وغيرها من وسائل الإعلام أفادت بأن الحكومة السورية الجديدة وجبهة البوليساريو نفتا هذه الاتهامات بشكل قاطع، إلا أن أصدقاء المغرب في الغرب يواصلون ترويجها.

وكتب مستشار ترامب السابق أن الصحراويين، لم ينجرفوا أبدًا وراء موجة التطرف التي اجتاحت الشرق الأوسط بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والادعاء بأنهم عرضة للدعاية الإيرانية تكذبه الحقيقة المتمثلة في الوجود الطويل للمنظمات غير الحكومية الأميركية ذات الطابع الديني في مخيمات اللاجئين، والتي تقدم خدمات تعليمية وطبية.

ومن الأسباب التي جعلت الرئيس الأسبق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور جيمس إينهوف من أبرز مؤيدي الصحراويين، هو انفتاحهم دينيًا والذي لاحظه بنفسه خلال زياراته، وعلى مر السنين، دعمت تقارير وزارة الخارجية الأميركية هذا التقييم، كما أن المملكة المتحدة رفضت رسميًا الادعاءات الأخيرة بوجود أي صلة للبوليساريو بإيران، يضيف جون بولتون.

ويخلص بولتون إلى أن على السياسة الأميركية تجاه الصحراء الغربية أن تعود إلى جذورها عام 1991، عبر دعم استفتاء يقرر من خلاله الصحراويون مستقبلهم، موضحا أن العديد من أعضاء الكونغرس قاموا بزيارة مخيمات تندوف على مر السنين والتقوا قادة البوليساريو والأميركيين العاملين هناك، مجددا دعوته إلى مواصلتهم للمزيد من هذه الزيارات للاطلاع على الحقائق حول الشعب الصحراوي.

رابط المقال الأصلي على واشنطن تايمز:

https://www.washingtontimes.com/news/2025/may/28/china-russia-gain-african-influence-america-ignores-western-sahara/

رابط دائم : https://dzair.cc/hngo نسخ