الثلاثاء 01 جويلية 2025

دبلوماسيته فعلت المستحيل كي لا يحضر الرئيس إبراهيم غالي.. المغرب رفض حضور اجتماع “بريكس/ إفريقيا” حتّى لا يجلس إلى جانب الدّولة الصحراوية

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
دبلوماسيته فعلت المستحيل كي لا يحضر الرئيس إبراهيم غالي.. المغرب رفض حضور اجتماع “بريكس/ إفريقيا” حتّى لا يجلس إلى جانب الدّولة الصحراوية

على الرّغم من أنّ وسائل إعلام محليّة دولية عدّة تحدّثت عن ترشيح المغرب للانضمام إلى مجموعة “بريكس” أو إمكانية مشاركتها في الاجتماع القادم “بريكس/ إفريقيا”، المرتقب عقده في 24 أغسطس الحالي في جوهانسبورغ، عاصمة جنوب أفريقيا، إلا أنّ المغرب نفى تقدمه بطلب انضمام إلى التكتّل الاقتصادي العالمي، مؤكداً أن مشاركته في اجتماع “بريكس/إفريقيا” لم تكن “واردة أبداً على أي مستوى كان”.

إعلان المغرب عن عدم تقديمه لملف انضمام إلى مجموعة بريكس كان ملتبسا للغاية، فهو لم يصدر بشكل مباشر عن وزارة خارجية المخزن، بل جاء في شكل برقية أصدرتها وكالة الأنباء الرسمية استنادا إلى ما زعمت أنّه تصريحات من “مصدر مأذون” من الوزارة، كما أنّه وكالعادة، كان مليئا بالمغالطات وتزوير الحقائق والذى صدر بصياغة لم تستطع إخفاء درجة التخبط وحالة النرفزة، يعيد إنتاج ردات فعل أصبحت تقليدية لدى ديبلوماسية الشيك المغربية عندما تحدث هزة قوية تثير “الغضبة الملكية” المعهودة.

لقد تقدم المغرب، بالفعل، بطلب العضوية للإنضمام الى مجموعة البريكس وتم استدعاؤه مثل الدول الأفريقية ولم يكن ذلك كله من محض إرادة حكومة الدولة المضيفة أو بمبادرة أحادية الجانب من بريتوريا، كما تدعي الرباط في بيانها، وإنما تم من خلال قرارات اتخذتها بالإجماع الوفود الخمسة لدول المجموعة المكلفة بتحضير قمة جوهانسبورغ.

و تجدر الإشارة إلي أنه منذ الإعلان عن تاريخ إنعقاد القمة تم القيام بعشرات الندوات و المؤتمرات القطاعية المختلفة على مستوى السفراء و الخبراء و نواب وزراء الخارجية والوزراء أنفسهم.

و في هذا الإطار إجتمع نواب وزراء خارجية المجموعة المعنيون بشمال أفريقيا و الشرق الأوسط في مدينة كيب تاون  بتاريخ 26 أبريل 2023 و اصدروا بيانا ضمنوه فقرة حول كفاح الشعب الصحراوي، يطالبون فيه بتنفيذ المينورسو للمهمة التي أنشئت من أجلها و هو نفس الموقف الذي اعتمد رسميا في البيان الصادر عن مؤتمر وزراء خارجية المجموعة المنعقد نهاية شهر يوليوز المنصرم بمدينة جوهانسبورغ.

كما وجهت المجموعة، ضمن التحضيرات السالفة الذكر، دعوة لجبهة البوليساريو للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية على مستوى الأحزاب و المجتمع المدنى، حضرته أزيد من خمسين 50 حزبا، بما فيها الأحزاب الحاكمة في دول البريكس الخمسة، تمخضت عن اتخاذ توصية بالإجماع تطالب بضرورة الإسراع لإيجاد حل سياسي و سلمي للقضية الصحراوية وذلك في إطار الأمم المتحدة وعلى أساس قراراتها.

انسحاب الرباط المعلن من قمة جوهانسبورغ، المدينة الواقعة في أقصى جنوب القارة، مثل انسحابه من قمة تونس، المدينة الواقعة في اقصى شمالها، يجسدان ورطة محتل متهور معزول في محيطه لن يعترف له الشعب الصحراوي و لا العالم بأية سيادة على الصحراء الغربية.

الغياب المغربي المنتظر او المعلن يعري حقيقة أخرى هي أن أهم ما تصدر المملكة المغربية هو القنب الهندي والحشيش و احسن ما تنتج هو الفساد في جميع تجلياته و اشكاله.

إدارة المغرب ظهره للحوار الدائر على مستوى دول الجنوب الكلي واقصائه لنفسه من المساهمة في رسم سياسات المستقبل تثبت من جهة أن نظامه يفتقد للمصداقية و ليست له سياسة و لا اجندة غير الهوس و الورطة في مسألة واحدة هي الإحتلال الإستيطاني و من جهة ثانية فإن انسحابه من مثل هذه القمم يعد في الحقيقة هروبا من الإدانة و خوفا من تقديم تبريرات وحجج لا يمتلكها فيما يخص مواصلة عدوانه ضد الدولة الصحراوية.

رابط دائم : https://dzair.cc/a9ob نسخ