الأحد 13 جويلية 2025

رئيس الحكومة الإسباني الأسبق أثنار يفضح الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعد أن طلب منه تسليم سبتة ومليلة والتنازل عن الصحراء الغربية للمغرب سنة 2002

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
رئيس الحكومة الإسباني الأسبق أثنار يفضح الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعد أن طلب منه تسليم سبتة ومليلة والتنازل عن الصحراء الغربية للمغرب سنة 2002

كشف رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أثنار عن موقف مفاجئ للرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال أزمة جزيرة ليلى (برخيل) الإسبانية عام 2002، حيث اقترح شيراك عليه تسليم سبتة ومليلية والصحراء إلى المغرب.

وجاءت هذه التصريحات في فيلم وثائقي صدر مؤخراً في إسبانيا بعنوان “جزيرة باراخاس: الحرب التي لم تحدث”، والذي يستعرض تفاصيل الأيام المتوترة بين إسبانيا والمغرب بشأن السيطرة على الجزيرة الصغيرة غير المأهولة بالسكان.

وكشف أثنار عن خلافاته مع الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك، الذي يتهمه بأنه “القوة الدافعة” وراء احتلال جزيرة ليلى نظرًا لقربه من الحسن الثاني وخليفته وابنه محمد السادس. ففي محادثات خاصة، حاول شيراك إقناعه بتقديم تنازلات للرباط. يكشف أثنار قائلاً: “طلب مني تغيير موقعي في الصحراء وتسليم سبتة ومليلية”. ويضيف أن رده كان دائمًا سلبيًا.

ويصر رئيس الوزراء الإسباني السابق على أن قراره بالسيطرة على جزيرة ليلى عسكريًا كان مُبررًا. ويضيف: “أصدرتُ الأمر باستعادة الجزيرة. لماذا؟ لاحترام الوضع الراهن؛ لا لأي سبب آخر. لا للتباهي بالسلطة؛ فقط لإعادة الوضع الراهن، والعودة إلى طبيعته، وإرسال رسالة واضحة للغاية: إسبانيا، عندما تحدث هذه الأمور، تتدخل. وثانيًا: من المستحسن ألا تتكرر هذه الأمور”.

وأشار أثنار إلى أنه كان صريحاً أيضًا في إقراره بأنه فكّر في الاستقالة – إذ كان لا يزال أمامه عام ونصف على انتهاء ولايته – إذا فشلت عملية “استعادة جزيرة ليلى”، كما يسميها. يقول: “أتذكر أنني أجريتُ تأملًا شخصيًا، وقيّمتُ بمفردي جميع الاحتمالات والمخاطر والشكوك التي واجهناها، واتخذتُ القرار وعواقبه. ثم أخبرتُ شخصًا ما، وتحديدًا زوجتي، أنه إذا فشلت العملية، فسأستقيل”.

ووفقاً لما نقلته صحيفة “إل كونفيدنسيال”، يذكر أثنار في الوثائقي أن فرنسا كانت تدعم المغرب بشكل واضح. وأكد أثنار رفضه القاطع للاقتراح، معتبراً الأمر تدخلاً غير مقبول في السياسة الخارجية الإسبانية. وقال: “شيراك أخبرني أن الحل الأفضل هو تسليم سبتة ومليلية والصحراء الغربية إلى المغرب. أجبت بوضوح: لا، هذا غير ممكن”.

وأضاف أثنار: “أنا ملتزم بحماية كل شبر من الأراضي الإسبانية”، مشيراً إلى أن الحكومة الإسبانية آنذاك بعثت برسالة واضحة مفادها أن البلاد لن تتهاون بشأن أي تهديد لسيادتها.

وتعد جزيرة تورة، التي تُعرف في اللغة الإسبانية بجزيرة “برخيل” وفي العربية بجزيرة “ليلى”، جزيرة صخرية صغيرة تخضع للسيطرة الإسبانية رغم قربها بنحو 250 متراً من السواحل المغربية. وبرزت الجزيرة إلى الساحة الدولية بسبب أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد عام 2002 كادت أن تتصاعد إلى مواجهة عسكرية.

رابط دائم : https://dzair.cc/w8wq نسخ