30 سبتمبر، 2025
ANEP الثلاثاء 30 سبتمبر 2025

رد مفحم ودرس مجاني في التاريخ لقناة “العربية”

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
رد مفحم ودرس مجاني في التاريخ لقناة “العربية”

في رد حازم على “المقطع المفبرك” المنسوب زورا إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حول الجزائر، أكدت وكالة الأنباء الجزائرية أن محاولة قناة “العربية” افتعال قطيعة بين الجزائر ومصر ليست سوى خطة خبيثة لضرب ركيزتين أساسيتين في العالمين العربي والإفريقي، مشيرة إلى أن الجهة المستفيدة من هذه الدسائس، فهي معروفة: الجار الغربي الذي لم يتردد في الارتماء في أحضان التطبيع الصهيوني.

وأوضحت الوكالة أن القناة السعودية “العربية” أقدمت على تجاوز جديد في مسار التضليل الإعلامي، من خلال بث ما زعمت أنه أرشيف يظهر جمال عبد الناصر وهو يقلل من دور الجزائر في حرب الستة أيام عام 1967، معتبرة أن هذه الخطوة تؤكد مرة أخرى الوظيفة الحقيقية للقناة: تزوير التاريخ، بث الفتنة، والإساءة إلى أكثر الدول العربية التزاما بقضايا الشعوب.

تساءلت الوكالة: من الذي يخشى التقارب بين الجزائر والقاهرة؟ ومن الذي يخشى مواقف البلدين أو دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى وحدة القوة العربية؟
وأشارت إلى أن الضباط المصريين عندما يتحدثون عن حرب أكتوبر 1973، فإنهم يشددون دائما على الدور الحاسم للجزائر، سواء ماليا أو عسكريا.

كما يستحضرون باحترام كبير تضحيات الجنود الجزائريين الذين استشهدوا على الجبهة دفاعا عن أشقائهم المصريين، والخسائر الفادحة التي ألحقوها بالعدو الصه. يو ني بفضل صمودهم.

ذكّرت الوكالة بالمبادرة التاريخية للرئيس الراحل هواري بومدين، الذي سافر شخصيا إلى موسكو لاقتناء السلاح للجيش المصري وتكفل بسداد تكلفته، معتبرة أن هذه المواقف تظل شاهدا على أخوة راسخة في السراء والضراء، وهو ما يفسر المحبة الكبيرة التي يكنها الشعب المصري بأغلبيته الساحقة للجزائر.

أكدت الوكالة أن “المقطع” ليس سوى فبركة رقمية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في مشهد جديد من مشاهد الكذب الإعلامي. وأضافت: “لو أن عبد الناصر صدرت منه مثل هذه الأقوال لوجدت طريقها إلى الصحافة العالمية أو الأرشيفات الرسمية أو خطبه المعروفة، لكن لا أثر لها إطلاقا”.

وشددت وكالة الأنباء الجزائرية على أن عبد الناصر كان من أشد المناهضين للصهيونية، ومن أبرز الداعين إلى وحدة الأمة العربية، وظل سندا ثابتا للجزائر منذ استقلالها.

كما اعتبرت أن عودة الجزائر إلى مرمى الحملات المغرضة ليس صدفة، بل نتيجة لنهجها الدبلوماسي القائم على المبادئ، التضامن مع الشعوب، دعم القضايا العادلة، ورفض الإملاءات الإمبريالية.

وخلصت الوكالة إلى أن محاولة قناة “العربية” افتعال قطيعة بين الجزائر ومصر ليست سوى خطة لضرب الذاكرة المشتركة وتشويه روابط الأخوة التاريخية بين الشعبين. وأكدت أن الجهة المستفيدة من هذه الدسائس معروفة، وهي الجار الغربي الذي ارتمى في أحضان التطبيع.

كما حذّرت من طريقة توظيف القناة لبعض التصريحات الجزائرية، حيث تُقتطع من سياقها وتُلوَّن بصبغة سياسية غريبة عن معناها الأصلي، لتتحول إلى أداة تضليل ضد الجزائر وضد الوحدة العربية.

وفي الختام، أوضحت الوكالة أن قناة “العربية” معروفة بخطها المنحاز وحملاتها الدعائية، وأن واقعة تزوير تصريحات عبد الناصر ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل أسود من المناورات الإعلامية، مؤكدة أن التاريخ لا يزور، والصداقة الجزائرية – المصرية التي صنعت بالنضال والدم لا تمحى بمقاطع مفبركة.

الحملات الإعلامية قد تتواصل، لكنها لن تنجح في طمس دور الجزائر في القضايا العربية ولا في الإساءة إلى مكانة مصر الناصرية.

رابط دائم : https://dzair.cc/2k5m نسخ