الجمعة 11 جويلية 2025

رغم التخبط والإرباك.. لجنة مهرجان قرطاج تختار موقف الشعب التونسي الداعم لفلسطين

تم التحديث في:
بقلم: الإعلامية التونسية نورة الشنيتي
رغم التخبط والإرباك.. لجنة مهرجان قرطاج تختار موقف الشعب التونسي الداعم لفلسطين

يعتبر التعامل مع الجمهور التونسي بمختلف مشاربه وكل ألوانه وأطيافه السياسية أو الثقافية حقل ألغام كبير خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية يعتبرها كل تونسي قضيتة الشخصية، فلا يجب أن ننسى أن الشعب التونسي هو أول شعب هتف بعد هتاف الشعب يريد تغيير النظام، أنه بعد أن اسقط النظام صار هتافه الشعب يريد تحرير فلسطين، ويمكن لأي ملاحظ أن يتأكد من ذلك بأن لا يمكن ان يكون هناك فعالية في تونس دون ان يرفع العلم الفلسطيني بجانب او مع او بقرب العلم التونسي وهذا لم يكن إلا لفلسطين.

من هنا كان لزاماً على أي منظم أو مخططٍ لفعالية أو احتفال او مهرجان أن يدرك ذلك ويضعه في اعلى قائمة الحسابات.

ولا بد له ثانيا أن يدرك بأن الكيان الصهوني يسعى بعد فشله في فرض التطبيع كخيار سياسي على عدد من الدول العربية، يراهن ضمن مخطط مدروس على التطبيع الثقافي، باعتباره الممر الاسهل والسلس والأنعم القادر على اختراق وعي الشعوب وحشد دعمهم له لعله يستطيع أن يغطي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني من خلال كتائبه والويته الثقافية من فنانين وممثلين ومشاهير.

أمام هذا المخطط يتحتم على الفاعلين في الشأن الثقافي الانتباه والتدقيق عند التحضير إلى الفعاليات الثقافية الكبرى حتى لا يتسلل احد المطبعين وابواق الكيان باسم الانفتاح الثقافي.

عرض هيلين سيغارا: مأزق جديد يربك الدورة 59 من مهرجان قرطاج

تواجه الهيئة المشرفة على الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي موجة من الانتقادات والتساؤلات، بعد سلسلة من القرارات المرتبكة التي كشفت هشاشة في إدارة الأزمة الاتصالية والتنظيمية. فبمجرد إعلان البرنامج الرسمي للمهرجان، اندلعت حملة إعلامية وجماهيرية واسعة، رفضًا لإدراج عرض الفنانة الفرنسية هيلين سيغارا ضمن العروض المبرمجة.

وفي محاولة متأخرة لامتصاص غضب الشارع الثقافي التونسي، سحبت إدارة المهرجان الملصق الدعائي المتعلق بالحفل، وأعلنت إلغاء العرض نهائيًا. قرار لم يُقنع كثيرين، واعتبره البعض رضوخًا للضغط الجماهيري، لا خيارًا سياديًا من لجنة التنظيم، خاصة بعد سخرية الفنانة المعنية من نفي المهرجان التعاقد معها، مؤكدة عبر صفحتها الرسمية أنها لم تُبرم أي اتفاق في هذا السياق.

المفارقة أن مديرة الدورة، هند المقراني، خرجت لتبرّر قائلة إنه “لم يتم التعاقد رسميًا مع الفنانة”، في حين أكدت في المقابل أنها تملك مراسلات ومحادثات موثّقة مع مدير أعمال هيلين سيغارا.

هذا التناقض الصارخ بين النفي والإثبات، وبين الإعلان والإلغاء، لا يعكس فقط فشلاً في التنسيق الإداري، بل يسلّط الضوء على أزمة اتصالية حادة تُهدد صورة مهرجان عريق كمهرجان قرطاج، الذي بات اليوم في مرمى الانتقاد الشعبي والإعلامي.

وسط هذا الجدل، يبقى السؤال المطروح: من يُحاسب؟ ومن يُعيد الثقة إلى مهرجانٍ يُفترض أنه واجهة ثقافية لتونس، لا مسرحًا للارتجال وسوء الحوكمة

قرطاج… جسر محبة ودعم من تونس إلى فلسطين

لم تكن فلسطين يومًا مجرّد دولة أو قضية بالنسبة إلى التونسيين، بل كانت وما زالت نبضًا في القلب، وذاكرة في الوجدان، ووعدًا لا يموت بالانتماء والنصرة. فهي رمز للكرامة والصمود، وعهد قطعته تونس على نفسها بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إنسانيًا وسياسيًا وثقافيًا.

وفي دورته التاسعة والخمسين، ورغم ما شاب التنظيم من نقائص، حرص مهرجان قرطاج الدولي على الوفاء لهذا العهد. فجاءت فلسطين حاضرة منذ حفل الافتتاح، حيث يوثق الموسيقار محمد القرفي في  عرضه “من قاع الخابية”  التزام تونس بدعم فلسطين منذ الاستقلال.

التزام تونس الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل استرجاع حقوقه كاملة، وإقامة دولته المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس الشريف ترجمته ادارة المهرجان عبر برمجة عروض فنية تكرّم صمود الفلسطينيين وتحتفي بنضالهم من أجل الحياة والحرية.

ففي عرض “بساط أحمر 2″، يخصّ الفنان رياض الفهري أطفال رام الله بتحية موسيقية مؤثرة، فيما ترتفع صوت ناي البرغوثي في عرض “تخيّل روحك تسمع” للفنان كريم الثليبي، حاملةً رسالة من فلسطين إلى العالم، تعبّر عن الأمل والحياة رغم الألم.

كما خصّصت إدارة المهرجان عرضين لفنانين فلسطينيين بارزين، هما:

محمد عساف، الصوت الذي رافق الحلم الفلسطيني منذ بداياته، وSaint Levant (سانت ليفانت)، الفنان الشاب الذي يمزج الفن بالتوثيق السياسي لواقع الاحتلال.

عروض تعكس رفض تونس لكافة أشكال التطبيع وتجديد مساندتها للقضية الفلسطينية

يظل قرطاج منبرًا حرًا، وصوتًا للحق، وجسرًا نابضًا بالمحبة من تونس إلى فلسطين.

الإعلامية التونسية نورة الشنيتي

رابط دائم : https://dzair.cc/p84n نسخ