الجمعة 13 جوان 2025

رفض واسع في المغرب على إثر حملة مخزنية لإعادة تسمية شوارع وأماكن عامّة بأسماء شخصياتٍ يهوديةٍ والمغاربة يرفعون هاشتاغ يدعو لوقف المبادرة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
رفض واسع في المغرب على إثر حملة مخزنية لإعادة تسمية شوارع وأماكن عامّة بأسماء شخصياتٍ يهوديةٍ والمغاربة يرفعون هاشتاغ يدعو لوقف المبادرة

اشتعل جدلٌ واسعٌ في مدينة أكادير وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء المغرب منذ نشر رسالةٍ وجّهها المعهد المغربي لحقوق الإنسان (MIHR) إلى عمدة المدينة، ورئيس حكومة المخزن عزيز أخنوش. في هذه الرسالة، المؤرخة في 21 مايو 2025، تقترح الجمعية، التي يرأسها عبد الله الفرياضي، إعادة تسمية العديد من المرافق العامة والشوارع بأسماء شخصياتٍ يهوديةٍ مغربيةٍ بزعم أنها “خلّدت تاريخ المنطقة”.

لكنّ الاقتراح رُفض، إذ كان السبب وراء ذلك هو اقتراح إعادة تسمية شارعين رمزيين – شارعين يحملان أسماء شخصيتين تاريخيتين من الحركة الوطنية المغربية، علال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد – واستبدالهما بأسماء سيمون ليفي، المفكر اليهودي المغربي، والحاخام خليفة بن مالكا، الزعيم الروحي السابق للجالية اليهودية في أكادير.

مقترحات مثيرة للانقسام

بالإضافة إلى هذه التغييرات في الأسماء، يقترح المجلس المغربي لحقوق الإنسان أيضًا تسمية متحف إعادة الإعمار باسم أورنا بعزيز، إحدى الناجيات من زلزال عام 1920 ومؤلفة رواية مهمة عن الكارثة، وتسمية المجمع الثقافي في حي الداخلة باسم الفنانة نيتا إلكايام. وفي مواجهة حادة لنص الدستور المغربي صراحة على “تعزيز التعددية الثقافية”، والذي يعترف بالتراث العبري ويذكر “المساهمة العبرية” كأحد التأثيرات التي أثرت على الهوية الوطنية المغربية، ندد المغاربة بالمحو الرمزي للإرث الوطني المغربي.

“لماذا يجب أن يكون ذلك على حساب أبطال الحركة الوطنية؟” تساءل أحد مستخدمي الإنترنت. انتشر هذا السؤال على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتخذ النقاش منحى سياسيًا وهوياتيًا.

استفزاز للناشطين المناهضين للتطبيع

يُتهم رئيس جمعية الحقوقيين اليهود المغاربة، المعروف بموقفه المؤيد للتطبيع مع الكيان الصهيوني وزيارته لتل أبيب لعقد اجتماعات ثنائية، من قبل منتقديه بشن هجوم رمزي على الذاكرة الجماعية المغربية.

من جهته، كتب ناشط في الحزب الاشتراكي الموحد (PSU) على حسابه على تويتر (X): “بعد زيارة إسرائيل، هناك الآن دعوات لإعادة تسمية شوارع أكادير بأسماء شخصيات يهودية، بما في ذلك مسرح الداخلة، الذي سُمي تخليدًا لذكرى محمد الدرة، الطفل الفلسطيني الذي قتله الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة”.

في السياق نفسه، تساءل آخرون: “لماذا نهاجم رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار ورمزًا للانتفاضة (انتفاضة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة ضد إسرائيل، ملاحظة المحرر)؟”

مستخدمون آخرون يتهمون حزب عزيز أخنوش، عمدة أكادير ورئيس الحكومة: التجمع الوطني للأحرار

ورغم معارضتهم لهذا التوجه، يؤكد مستخدمو الإنترنت أنهم لا يعارضون مبادرة إعادة تسمية الأماكن بأسماء شخصيات يهودية، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب رموز الأمة.

ولم يُتخذ أي قرار رسمي حتى الآن.

ووفقًا للعديد من وسائل الإعلام المحلية، سُجِّل طلب وزارة حقوق الإنسان لدى مكتب السجل المدني بأكادير، ولكنه لم يُدرَج على جدول أعمال اجتماع المجلس. ولم تُتخذ أي متابعة إدارية حتى الآن، مما لا يمنع من تصاعد المشاعر الرافضة والمنددة.

ويثير هذا الجدل قضايا حساسة تتعلق بالذاكرة المدنية، والهوية المغربية، والسياق الذي أعقب الاتفاق الثلاثي بين المغرب والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، المعروف باتفاقية التطبيع. كما يعكس انقسامًا متزايدًا بين رؤيتين للمغرب: إحداهما “مُطَبِّعة” والأخرى “مُتَوَسِّطة” على أسس تاريخية ودينية وقومية تُعتبر غير قابلة للتفاوض.

رابط دائم : https://dzair.cc/shhz نسخ