زيارة سلطان عمان للجزائر: ترجمة للرؤى السياسية المشتركة وبوابة نحو شراكة اقتصادية استراتيجية

أكد الأستاذ مخلوف وديع، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، في تصريح خاص لموقع “دزاير توب”، أن زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى الجزائر تمثل محطة تاريخية غير مسبوقة في مسار العلاقات بين البلدين، حيث لم تشهد الجزائر زيارة بهذا المستوى من التمثيل العماني منذ خمسة عقود.
وأوضح مخلوف أن هذه الزيارة تجسّد تطابق الرؤى السياسية بين قيادتي الجزائر وسلطنة عمان، والتي ترتكز على مبادئ راسخة تتقدمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام القانون الدولي، والاحتكام إلى الحلول السلمية في تسوية النزاعات. كما أشار إلى أن البلدين يتقاسمان مواقف متطابقة إزاء قضايا إقليمية ودولية بارزة، على رأسها دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف المتحدث أن الزيارة لا تقتصر على الجانب الرمزي أو السياسي فحسب، بل تمثل انطلاقة فعلية نحو توسيع مجالات التعاون لتشمل مشاريع اقتصادية استراتيجية، حيث تم التوقيع على سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات في قطاعات حيوية تشمل الصناعة الصيدلانية، صناعة السيارات، والزراعة الصحراوية، بما يعكس إرادة البلدين في إرساء قاعدة استثمارية مشتركة ذات أبعاد تنموية طويلة الأمد.
واعتبر مخلوف أن هذه الديناميكية الجديدة في العلاقات الجزائرية-العمانية تُعبّر عن رغبة معلنة من قيادتي البلدين في الارتقاء من مستوى التشاور الثنائي إلى بناء تحالف استراتيجي عربي-عربي، يقوم على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، ويشكل نموذجًا يُحتذى به في محيط عربي يحتاج إلى تجارب تكاملية فاعلة ومستقرة.
وفي ختام تصريحه، شدد الأستاذ مخلوف على أن مكانة الجزائر وسلطنة عمان كدولتين صاعدتين في محيطهما الإقليمي تمنحهما القدرة على لعب دور محوري في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بناء شراكة شاملة تتجاوز التوافق السياسي إلى تكامل اقتصادي يُعزّز من آفاق العمل العربي المشترك ويمنحه مضمونًا عمليًا جديدًا.