الثلاثاء 01 جويلية 2025

سانشيز يتهرب من الرأي العام …ماهو السر؟

نُشر في:
بقلم: صوفيا بوخالفة
سانشيز يتهرب من الرأي العام …ماهو السر؟

لا تزال حكومة تصريف الأعمال الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز، الخاسر في الانتخابات الأخيرة، تتحفظ على عرض الرسالة التي وجّهها للعاهل المغربي، محمد السادس، بخصوص الصحراء الغربية والرسالة المتعلقة بسبتة ومليلية، للرأي العام في إسبانيا خوفا من الأسرار الخطيرو التي تتضمنها والتي قد تنهي مستقبله السياسي.

ورغم المطالب الشعبية المتكررة، والتي كانت في البداية برلمانية، استنادا إلى الدستور الإسباني، قبل أن تصل إلى القضاء الذي منح الحصرية في رفع السرية ومنح الحصرية لصحيفة “إل ديبات”، إلا أن بيدرو سانشيز ووزير خارجيته، خوسي مانويل ألباريس، لا يزالان يتهربان.
وتتعلق الرسالة الأولى بالخطاب الذي وجّهه رئيس الحكومة الإسبانية للعاهل المغربي في مارس من السنة المنصرمة (2022)، والتي دعم من خلاله مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام المغربي في الصحراء الغربية، وهي الرسالة التي تسبّبت، كما هو معلوم، في قطع الجزائر قنوات التواصل الدبلوماسي مع مدريد، وأقرت عقوبات اقتصادية على المصالح الإسبانية، سبّبت متاعب كبيرة لحكومة بيدرو سانشيز.
أما الرسالة الثانية، فهي تتعلق بالخطاب الذي وجّهته الخارجية الإسبانية لنظيرتها المغربية، التي عبّرت عن امتعاضها من قرار الاتحاد الأوروبي اعتبار مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين، حدودا جنوبية للاتحاد، ما يعني، حسما لا جدال فيه، بأن المدينتين جزء من الأراضي الإسبانية.
وحسب ما أفادت به تقارير إعلامية إسبانية، ومن بينها صحيفة “إل ديبات”، أن مدريد جدّدت رفضها الكشف عن مضامين رسائلها للنظام المغربي، وقالت الصحيفة، إن حكومة سانشيز المكلفة بمهمة تصريف الأعمال، متشبثة برفضها الكشف عن الرسالة التي وجّهها للملك المغربي، والحال ذاته بالنسبة لوزارة الخارجية الإسبانية، التي رفضت الكشف عن مضمون الرسالة خوفا من أن ذلك “سيؤدي إلى تأثير سلبي على العلاقات بين مدريد والرباط”.
وإن تراجعت مدريد عمليا عن مضمون الرسالة التي وجّهها سانشيز لملك المغرب، في خطابه بالأمم المتحدة في سبتمبر 2022، بتأكيد بلاده على ضرورة الاحتكام إلى قرارات هيئة الأمم المتحدة دونما أدنى إشارة إلى مخطط الحكم الذاتي، الأمر الذي أغضب النظام المغربي، إلا أن رئيس الحكومة الخاسر في الانتخابات التشريعية الأخيرة لا يزال يتستر عن مضمون الرسالة خوفا على مستقبله السياسي في حال تمت الدعوة لانتخابات تشريعية جديدة في نوفمبر المقبل، بسبب حالة الاحتقان الحاصل جراء نتائج الانتخابات الأخيرة التي لم تكن حاسمة.
ويؤشر حرص الحكومة الإسبانية على رفض رفع السرية عن الرسالتين، على وجود أسرار قد يؤدي الكشف عنها إلى حدوث أزمة داخل النظام المغربي، الذي تردّد، في ربيع العام المنصرم، أن العاهل المغربي تنازل لإسبانيا عن مدينتي سبتة ومليلية مقابل دعم مدريد لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدّم به النظام المغربي في الصحراء الغربية، لقطع الطريق على القرار الأممي القاضي بإجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، الذي يعود إلى بداية تسعينيات القرن الماضي.
وما يعزز هذه الفرضية هو إقدام النظام المغربي على الاحتجاج على قرار الاتحاد الأوروبي القاضي باعتبار المدينتين المحتلتين حدودا جنوبية له، ومعنى ذلك أن الرباط حاولت امتصاص الغضب الشعبي بهذا الاحتجاج، الذي يعتبر رسالة لرئيس حكومة مدريد، بأن التراجع عن دعم مخطط الحكم الذاتي (استنادا إلى تجاهل سانشيز له في خطابه بالأمم المتحدة)، يعني تمسك النظام في الرباط بمغربية سبتة ومليلية، وهذا من شأنه أن يضع حكومة مدريد في مأزق أمام شعبها.

رابط دائم : https://dzair.cc/k0vz نسخ