ربـــــــــورتاج : ستينية الاستقلال … من سفراء فريق جبهة التحرير إلى جزائر العرفان والتقدير
الدبلومــــــــــــاسية الرياضية
إنّ الجزائر في أحوالها عجب ولا يدوم بها للناس مكروهُ
ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتّسَع إلا ويُسرٌ مِن الرحمن يتلوه
تعتبر الدبلوماسية الرياضية جانبًا مهما في الممارسة الدبلوماسية وجزءًا متناميا في مجال الصناعة الرياضية العالمية من خلال السعي لتحقيق المصلحة الوطنية والإقليمية، بحيث يمكن اعتبارها جزءًا من بناء هوية الدولة، وما التحركات الدبلوماسية الجزائرية في المجال الرياضي خلال السنوات الأخيرة ماهي إلا نتاج استراتيجية فعالة للتموقع في موضع الرائد إقليميا ودوليا.
اعتمدت الجزائر الرياضة كبعد أساسي لاستراتيجية بناء الصورة الذهنية التي تتبناها كواحدة من استراتيجيات سياستها الخارجية للتعريف بها ولتعزيز مكانتها في المحافل الإقليمية و الدولية فكانت القيادة السياسية في الدولة المسيّر الرئيس لإدارة الرياضة وهي التي تحدد توجهاتها العريضة بدءا بتأسيس فريق جبهة التحرير الوطني سنة 1958 مرورا بسن قانون الإصلاح الرياضي سنة 1977 ووصولا إلى تشييد وبناء الملاعب واحتضان المنافسات الإقليمية والقارية لتصبح الجزائر بعدها قطبا رياضيا بامتياز
فريق جبهة التحرير الوطني… سفير الثورة الجزائرية
كان لميلاد فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، منذ 64 عاما بمثابة أول لبنة للدبلوماسية الرياضية الجزائرية حيث كان لهذا المنتخب دورا رئيسيا في الدفاع بطريقة خاصة عن القضية الجزائرية، و كان سما قاتلا للمستعمر الفرنسي الذي لم يستفق من وقع ضربات المجاهدين في مختلف ربوع الوطن، حتى تلقى تسديدات من لاعبين جزائريين في عقر داره ضحوا بمسيرتهم الرياضية وأموالهم، ليلبوا نداء الوطن دون تردد.
كما لعب فريق جبهة التحرير الوطني دور السفير الدبلوماسي للجزائر أينما حلّ ، رغم كل الصعاب بإجراء أكثر من 80 مباراة مع دول أسيا وأوروبا الشرقية وإفريقيا رفعوا فيها الراية الوطنية عاليا من أجل دعم القضية الوطنية فكان مساره حافلا بالإنجازات من صنيع تضحيات وهبها الأبطال للمساهمة في التعريف بالقضية الجزائرية في المحافل الدولية إلى جانب الشقين العسكري والسياسي.
محمد معوش – لاعب فريق جبهة التحرير سابقا لـ : ” دزاير سبور”
” فريق جبهة التحرير الوطني كان سلاحا دبلوماسيا رياضيا لـ”مقاومة” الاستعمار الفرنسي”
يستحضر محمد معوش لاعب فريق جبهة التحرير، في حديث ذو شجون ليومية ” دزاير سبور” بعض الذكريات وكيف اهتدى المدرب محمد بومزراق عقب المشاركة في مهرجان الشباب في موسكو، إلى فكرة تكوين فريق وطني بالمحترفين
يرى اللاعب الرمز معوش أن المدرب بومزراق وقتها شرع في رص صفوف فريق جبهة التحرير الوطني فاتصل بـ ” بن تيفور” الذي كان مناضلًا كبيرًا، قبل أن يلتقيه شخصيا وهو مجند في باريس، ليشرع المحترفون الجزائريون في الخارج بالتوافد إلى تونس في رحلة الهروب تلبية لنداء الوطن
وكان لتاريخ 13 ماي 1958 يوما مجيدا كقرع الطبول في السكون حيث يستذكر محمد نجح فهذا اليوم الموعود الذي أعلن فيه عن ميلاد فريق جبهة التحرير الوطني معوشخطف النجومية والأضواء الإعلامية كما استقبل هذا الفريق بحفاوة من قبل قيادات في مؤسسوه . إليه نظرة إكبارعربية ، وكانوا ينظرون
قانون الإصلاح الرياضي سنة 1977 … الثورة الرياضية
ولم تتوقف الدبلوماسية الرياضية بعد الاستقلال عند هذا الحد ، بل قامت بضخ دماء الثورة الجزائرية وتضحيات فريق جبهة التحرير الوطني في المنظومة الرياضة فقدم أبطالها خدمات جليلة للرياضة الجزائرية من خلال تدريبهم للأندية والفرق الوطنية، أين كانت أكبر إنجازات للكرة في الجزائر على يدهم في مختلف المراحل، فكان مخلوفي على رأس المنتخب الذي توج بالميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975، والألعاب الإفريقية عام 1978 كما أن حميد زوبا كان على رأس فريق مولودية الجزائر عام 1976 حين فاز بأول كأس افريقية لدى الأندية، كما تعززت المنظومة الرياضية سنة 1977،
بإصدار قانون الإصلاح الرياضي الذي أعطى دفعا قويا للرياضيين ووضع الرياضة الوطنية على المسار الصحيح فكانت الإصلاحات عميقة من خلال تقسيم الجمعيات إلى قسمين والمتمثلة في الجمعيات الرياضية البلدية والجمعيات الرياضية من المستوى العالي التي تخص نوادي النخبة وهي الخطوة التي ساهمت في منح السند المالي للأندية ودعم رموز الرياضة الجزائرية وهو ما ساهم في ارتفاع مستوى أندية النخبة و التتويج بعدة ألقاب على الصعيد القاري والتي كان أبرزها التتويج بلقب كأس أفريقيا 1990 بالجزائر تحت قيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي.
رضا عبدوش – لاعب دولي سابق:
” الإصلاح الرياضي قادنا إلى تكوين نخبة حقيقية”
أشاد رضا عبدوش، اللاعب الدولي السابق، والذي كان ينشط لنادي اتحاد العاصمة بالنقلة النوعية التي أتى بها الإصلاح الرياضي لعام 1977، والذي كان – حسبه – بمثابة وثبة احترافية في تسيير الأندية التي أصبحت تابعة للشركات الوطنية.
ووصف صانع أمجاد فريق إتحاد الجزائر سابقا فترة الإصلاح الرياضي خلال سبعينيات القرن الماضي بالأحسن على الإطلاق وذلك بالنظر إلى النتائج المسجلة و العمل الكبير الذي أقيم والذي قاد حسبه إلى تكوين نخبة حقيقية في مختلف الرياضات عامة وكرة القدم خاصة.
الجزائر الجديدة…مشاريع عملاقة … تكريس لثقافة العرفان والتقدير الرياضي
وعادت الدبلوماسية الرياضية الجزائرية لتمر إلى السرعة القصوى، من خلال تصدر المشهد الإقليمي والقاري، باحتضانها لبطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط فاستحقت بحق لقب عروس المتوسط بتنظيم محكم، أبهر الأجانب والوفود المشاركة التي تدفقت من كل حدب وصوب على الباهية وهران لتفتح الأبواب على مصرعيها لاحتضان منافسة بطولة العرب للناشئين.
كرست القيادة الرشيدة للدبلوماسية الرياضية الجزائرية ثقافة العرفان والتقدير في دستورها وانعكست الإرادة السياسية على النخبة الرياضية ، فحصدوا الألقاب واعتلوا منصات التتويج ونالوا الاحترام والتقدير وحضوا بتكريم رئاسي يليق بسمعة الأبطال
ولم تكتف الحنكة الدبلوماسية في تصدر الواجهة العربية والمتوسطية فحسب، فحركت قارة أفريقيا رأسها إعجابا لنهضة رياضية جزائرية في ظل القيادة الحكيمة، وتسلحت الجزائر بعزيمتها لاحتضان بطولة أفريقيا للاعبين المحليين مطلع العام المقبل لتبهر بعدها الأفارقة والقارة السمراء بملف ثقيل تتفاخر به بين الأمم يضم في طياته منشآت وملاعب بمعايير عالمية انبثقت من مشاريع عملاقة حتى تنال بها شرف احتضان عرس كأس أفريقيا 2025
كبرت الجزائر بعد مرور ستين سنة في عين القاصي والداني، فمن شرارة فريق جبهة التحرير الوطني إلى احتضان البطولات وتشييد الملاعب والمباني، ووجهت الدبلوماسية الرياضية بوصلتها نحو عمق أفريقيا فكانت بحق قوة رياضية ضاربة لا يستهان بها.
رئيس الكاف – باتريس موتسيبي :
” الرئيس تبون يحب كرة القدم والجزائر تملك كل الإمكانيات من أجل تنظيم كبرى المنافسات الرياضية”
قال رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي إن الجزائر تملك إمكانيات كبيرة من أجل تنظيم كبرى المنافسات الرياضية.
وأشاد الرجل الأول في هيئة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالملاعب والمرافق الرياضية التي تزخر بها الجزائر كما أشار بأنه يود كثيرا أن تجرى نهائيات كأس أمم أفريقيا في هذا البلد الذي يملك مرافق عالمية.
وعن فحوى لقائه برئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، صرح موتسيبي قائلا : “كان لي انطباع أنه رئيس يحب كرة القدم”، مضيفا “قلت للرئيس الجزائري بلدكم يتوفر على لاعبين مميزين في كرة القدم”.
عبد الرؤوف برناوي – وزير الشباب والرياضة سابقا لـ ” دزاير سبور”
“رئيس الجمهورية يعرف قيمة الرياضة والجزائر قادرة على احتضان أي منافسة رياضية ”
أكد السيد سليم رؤوف برناوي، وزير الشباب والرياضة الأسبق، خلال نزوله ضيفا على مقر يومية ” دزاير سبور ” ، أن الأهمية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للرياضة واستضافة المنافسات الرياضية نابعة من معرفته الكبيرة بقيمة الرياضة، حيث قال: “رئيس الجمهورية يعرف جيدا قيمة الرياضة وما يمكن أن تقدمه للبلد، وسبق أن مارسها هنا في الجزائر، وهذا ما يجعله يوليها اهتماما كبيرا ويهتم أيضا باحتضان التظاهرات الرياضية الكبيرة”.
هذا وأكد برناوي في معرض حديثه أن الجزائر تملك كل الإمكانيات من أجل احتضان مختلف المنافسات والتظاهرات الرياضية، سواء كانت إقليمية، قارية أو عالمية، حيث صرح قائلا في هذا الخصوص: “الجزائر قوة في كل المجالات، ومن بينها المجال الرياضي، وهي قادرة على احتضان مختلف المنافسات والتظاهرات الرياضية، ونحن أحسن من العديد من الدول التي احتضنت منافسات كبيرة في السابق”.