الاثنين 24 نوفمبر 2025

سلطات المخزن تعتقل مغنّي الراب “بوز فلو”: حين يختنق النظام المغربي من أغنية ويخاف من جيل لم يعد يركع

نُشر في:
سلطات المخزن تعتقل مغنّي الراب “بوز فلو”: حين يختنق النظام المغربي من أغنية ويخاف من جيل لم يعد يركع

في المغرب، لم تعد السجون تستقبل فقط المعارضين التقليديين أو نشطاء الشارع، بل أصبحت تستقبل الأغنية أيضًا. فمجرد مقطع راب بات كافيًا لفتح أبواب مخافر الأمن، وكأن سلطة المخزن هناك تحارب النغم لأنها فقدت القدرة على إقناع الناس بالكلام.

اعتقال مغني الراب جواد أسرداي، المعروف بـ”بوز فلو”، ليس حادثًا عارضًا ولا “تطبيقًا للقانون” كما تحاول الرواية الرسمية أن توهم الرأي العام. إنه اعتقال سياسي مكشوف، رسالة تخويف لجيل كامل قرر أن يتحدث بصوته، لا بصوت البلاغات الرسمية وأقلام الموالين.

شبيبة النهج الديمقراطي العمالي قالت الحقيقة كما هي: الاعتقال محاولة لترهيب كل التعبيرات الشبابية الرافضة للظلم. وهذا ما يعرفه المغاربة جيدًا… فكلما ضاقت السلطة، اتسعت دائرة القمع، وامتدّت يدها إلى الفن والصحافة مثلما تمتد إلى السياسة.

نظام يضع الفن في قفص لأنه عاجز عن فهم ما يقوله الشباب

السلطة المخزنية التي تحاكم أغنية، هي سلطة تعترف ضمنيًا بأنها مهزومة أمام كلمة، وأمام صوت يهتف بحياة الكرامة والشغل والحرية. منذ متى كانت المحكمة مكانًا لتقييم الإبداع؟ ومنذ متى كان القاضي مرشدًا فنيًا؟ كما قال السياسي التونسي الراحل شكري بلعيد: الإبداع يُناقش نقديًا لا قضائيًا… لكن في المغرب يبدو أن النظام يريد أن يضيف “وزارة للذوق” إلى قائمة أدواته الأمنية.

الراب اليوم في المغرب ليس مجرد موسيقى، إنه سجل احتجاج حيّ يكشف جراح الشباب. ولذلك يتحول الفنانون إلى خصوم سياسيين في نظر السلطة، ويُعاملون كما يُعامل المناضلون.

جيل يرفض تعليمات الصمت… وجدار السلطة يتصدّع

ما يخيف المخزن ليس “بوز فلو” وحده. ما يخيفه هو هذا الجيل الذي لم يعد يقبل المعادلة القديمة: “اصمت لنعيش بسلام”. شباب “جيل زد” الذين اعتقلوا في الشوارع، وفنانو الراب، والصحافيون… كلهم يحكون القصة نفسها: رفضٌ جماعي للخضوع.

وكلما ارتفعت العصا فوق رؤوسهم، زاد غضبهم. وكلما ثقلت الأحكام، صار السؤال أكبر: لماذا تخاف السلطة من مواطنيها؟ ولماذا تُطلق العنان للقضاء ضد شباب أعزل، بينما تترك الفساد ينمو في هياكلها دون حساب؟

اعتقالات بالجملة… ونظام يبحث عن خصم يتوهم أنه سيتحكم فيه

اعتقال “بوز فلو” ليس سوى جزء من سلسلة ممنهجة: قبل أيام فقط، حُكم على فنان الراب حمزة رائد، ومئات شباب “جيل زد” يتابعون بتهم ثقيلة لأنهم تجرّؤوا على رفع أصواتهم. إنها محاولة واضحة لخلق جو من الخوف، لكن سلطة المخزن تنسى أن القمع لا يوقف الفن، ولا يقتل الأسئلة، ولا يمنع الناس من التفكير.

التضامن واجب… لأن السكوت مشاركة في القمع

شبيبة النهج أعلنت تضامنها الكامل مع “بوز فلو”، ودعت القوى الحرة في المغرب إلى الوقوف معه. وهذا ليس تضامنًا مع فنان فقط، بل مع حقّ شعب كامل في الكلام. فالقضية اليوم ليست قضية موسيقى، بل قضية كرامة.

إذا كان النظام المغربي يعتقد أن سجنه للفنانين سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فهو مخطئ. لأن الأغنية التي تُسجن اليوم ستصبح غدًا نشيدًا لجيل كامل.

رابط دائم : https://dzair.cc/mgdy نسخ

اقرأ أيضًا

×
Publicité ANEP
ANEP PN2500018