الاثنين 16 جوان 2025

سوق النفط يترقب ارتفاعاً كبيراً وسط تصاعد النزاع بين الكيان وإيران

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
سوق النفط يترقب ارتفاعاً كبيراً وسط تصاعد النزاع بين الكيان وإيران

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات يوم الجمعة، نتيجة تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إثر مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران وإسرائيل.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 7.02%، أي بما يعادل 4.87 دولار، لتصل إلى 74.23 دولار للبرميل، وفقاً لبيانات الأسواق العالمية.

هذا الصعود جاء عقب تقارير تحدثت عن تنفيذ طهران هجمات صاروخية مكثفة استهدفت مواقع داخل إسرائيل، كرد على ضربات سبق أن طالت منشآت حساسة داخل الأراضي الإيرانية.

من جانبهم، أكّد مسؤولون إيرانيون أن الرد على ما وصفوه بالعدوان لن يكون “مؤقتاً”، ولفتوا إلى أن “لا مكان آمن داخل إسرائيل”، مع تحذيرات بتصعيد إضافي حال استمرار العمليات العسكرية.

وفي وقت سابق من صباح الجمعة، شنت إسرائيل هجمات استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران، معلنة أن هدفها وقف تقدم طهران نحو تطوير سلاح نووي.

هذا التصعيد الكبير بين الجانبين يضفي المزيد من التعقيد على المشهد في الأسواق العالمية، التي تعاني أصلاً من تداعيات التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. كما يعيد إلى الواجهة مخاوف بشأن تقلب أسعار الطاقة، لا سيما في ظل غياب بدائل سريعة لتوازن العرض والطلب.

إيران وصناعة النفط

استهدفت إسرائيل البنية التحتية للطاقة في إيران بشكل مكثف، مشددة على تضييق الخناق على قطاع الطاقة الإيراني. وتعرض حقل غاز جنوب فارس، وهو من أبرز الحقول الإيرانية، لأضرار بالغة أدت إلى وقف إنتاج 12 مليون متر مكعب من الغاز يومياً.

إضافةً إلى ذلك، اشتعلت النيران في حقل شهران النفطي غرب طهران بعد هجوم إسرائيلي، وشملت الغارات مستودعين للنفط في العاصمة طهران، مما أدى إلى خسائر كبيرة. وأعلنت إيران تعليق الإنتاج جزئياً في أحد أكبر حقول الغاز في العالم نتيجة هذه الهجمات.

وفي ظل هذه الأوضاع، لا يزال إنتاج إيران يبلغ حوالي 3.3 مليون برميل يومياً، مما يشكل نحو 3.5% من الإمدادات العالمية.

الرد الإيراني وتأثيره على إسرائيل

لم تقف إيران مكتوفة الأيدي؛ حيث شنت عدة هجمات صاروخية استهدفت منشآت الطاقة الإسرائيلية. وبرغم التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطات الإسرائيلية، تم الإعلان عن تضرر بعض منشآت النفط والغاز.

وكشفت مصافي النفط الإسرائيلية يوم الأحد عن تعرض أحد خطوط الأنابيب لهجوم إيراني، دون الإفصاح عن حجم الأضرار أو تأثيرها على الإنتاج. وأكدت أيضاً أن مرافق التكرير تواجه هجمات متكررة لكنها لا تزال تعمل جزئياً، مع إغلاق بعض العمليات لتقييم الوضع.

وفي ظل التصعيد المستمر، تشير التوقعات إلى تسجيل واحدة من أكبر زيادات أسعار النفط اليومية منذ ما يزيد عن عقدين.

آفاق أسعار النفط

لم يكن التصعيد الراهن بين إسرائيل وإيران أمراً غير متوقع؛ إذ حذرت العديد من التحليلات البحثية مسبقاً من تداعيات مثل هذا الصراع. ودفعت هذه التوقعات المؤسسات الاقتصادية والبنوك الدولية إلى دراسة تأثيره المحتمل على أسعار الخام.

توقع بنك جيه بي مورغان أن يصل سعر برميل النفط إلى 120 دولاراً بسبب اشتداد هذا النزاع. بينما أشار بنك غولدمان ساكس إلى احتمال ارتفاع الأسعار بأكثر من 100 دولار للبرميل، معتبراً أثر الصراع كبيراً لكنه أقل حدة من توقعات جيه بي مورغان.

وفي المقابل، توقعت شركة هيدجاي لإدارة المخاطر أن يصل سعر برميل النفط إلى أكثر من 90 دولاراً بفعل التصعيد في المنطقة.

تظل أسواق النفط حذرة أمام هذا المشهد المتقلب، حيث يلعب الصراع دوراً محورياً في تشكيل مستقبل الأسعار خلال الأيام والأسابيع المقبلة.

رابط دائم : https://dzair.cc/3a4i نسخ