صحة ورياضة : تمارين المقاومة أقصر الطرق لخسارة الوزن

أيوب بن مومن

الجري والسباحة وركوب الدراجات تمرينات رائعة لكنها أقل حرقا للسعرات الحرارية.. تمرينات المقاومة هي الحل، وإذا كنت ترغب في حرق الدهون وفقدانها في أقصر وقت ممكن فأنت بحاجة إلى تمارين المقاومة

سواء كنت ترغب في بناء العضلات، أو إنقاص الوزن، أو تحسين صحتك العامة، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت لملاحظة ثمار التمارين. أما إذا أردت استمرار الجسم في حرق السعرات الحرارية لمدة طويلة بعد الانتهاء من التدريب، فهذا لا يتحقق إلا بممارسة تمارين المقاومة عالية الكثافة لأنها تؤدي إلى رفع التمثيل الغذائي، وزيادة ما يُسمى بـ”تأثير ما بعد حرق الدهون”، أو “استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين”

فبعد الانتهاء من التمرين، يظل امتصاص الأكسجين مرتفعا من أجل إعادة العضلات إلى حالة الراحة، عن طريق تكسير الدهون والكربوهيدرات المخزنة، وفقا للمجلس الأميركي للتمرين.

والأكسجين الزائد هو الأكسجين الذي يتوفر من استخدام الطاقة أثناء التدريبات “ليعمل على حرق السعرات الحرارية، أثناء وصول الجسم إلى التعافي والراحة”، حسب تريسي ويرمان، اختصاصي فيسيولوجيا التمارين.

وتختلف تمارين المقاومة عن تمارين القوّة، ولا يُمكن الإشارة إلى تمارين المقاومة على أنّها تدريبات قوة، ومع أنهما مرتبطتان برفع الأوزان إلا أنّ تمارين المقاومة تهدف إلى زيادة التحمل العضلي، أما تمارين القوة فتهدف إلى زيادة قوة العضلة.

ومن الأمثلة على تمارين المقاومة التي يُوصي بها المدربون: تمرين القرفصاء، وتمرين رمي الثقل، وتمرين الاندفاع بالثقل، وتمرين الضغط بالدمبل، وتمرين القرفصاء مع رفع الكتفين، وتمرين حركة اليد الأمامية، وتمرين ضغط الأكتاف، وغيرها.

وقد أظهرت دراسات عدة تزايد الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة بين كثافة التمرين، واستهلاك الأكسجين الزائد بعد الانتهاء منه، في الحفاظ على كتلة الجسم.

للاستفادة من “استهلاك الأكسجين الزائد” في حرق السعرات الحرارية عقب تمريناتك، يجب معرفة أن تمارين المقاومة عالية الكثافة تُحفز الأكسجين الزائد أثناء الراحة، أكثر من التمارين منخفضة الكثافة.

فعبر التمثيل الغذائي، تحول أجسامنا الغذاء الذي نتناوله إلى مركب كيميائي يسمى “أدينوسين ثلاثي الفوسفات” يرمز له بـ(ATP)، يُستخدم وقودا يمد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط العضلي، بدلا من الأكسجين.

و”كلما ارتفعت كثافة التمارين، زاد الإجهاد وتضاعف إنتاج طاقة (ATP)، وأمكن استهلاك الأكسجين الزائد لحرق السعرات الحرارية أثناء الراحة”، حسب ستيف برونيويتش، اختصاصي فيسيولوجيا التمارين بجامعة نيويورك

التمرين الثقيل مع فترات راحة قصيرة يجعل العضلات سريعة الارتعاش، ويوفر مزيدا من الأكسجين الزائد، فالعضلات ذوات البروز السريع، المستخدمة في تمارين المقاومة ورفع الأثقال، يمكنها أن تولد مزيدا من القوة وسرعة الاستجابة، أكثر من العضلات ذوات البروز البطيء، ويقول برونيويتش “كلما كانت عضلاتك أكبر وأكثر كثافة، كلما زادت حاجتك إلى إنتاج طاقة (ATP)، مما يعني توفير أكسجين زائد أكثر، ومستوى أعلى من الحرق”.

تمارين القلب المستقر (الهوائية) أقل حرقا؛ فالجري والسباحة وركوب الدراجات تمرينات رائعة، لكنها أقل حرقا للسعرات الحرارية، لأن مستوى شدتها ثابت، وتعتمد على الأكسجين لإنتاج الطاقة، فلا يتبقى ما يكفي من الأكسجين ليستهلك أثناء الراحة ويعزز عملية الحرق، على عكس تمارين المقاومة التي تنتج طاقة بأكسجين أقل، فتوفر مزيدا من الأكسجين لاستهلاكه في عملية الحرق، حسب برونيويتش.

أكسجين أكثر يحرق سعرات حرارية أكثر، فأجسامنا تُنفق ما يقارب 5 سعرات حرارية، لاستهلاك لتر واحد من الأكسجين. لذا فإن الأكسجين الزائد المستهلك بعد التمرين، يمكن أن يزيد من صافي السعرات الحرارية المحروقة، (السعرات الحرارية هي كمية الطاقة اللازمة لتسخين لتر واحد من الماء بدرجة مئوية واحدة).

استهلاك الأكسجين الزائد يتأثر بكثافة التمارين، وليس بمدتها، لذا يُعدّ التدريب المتقطع عالي الكثافة أكثر الطرق فعالية لتحفيز تأثير استهلاك الأكسجين الزائد إذ يتطلب توفير الطاقة الضرورية بسرعة أكبر بكثير، لدرجة تجعلنا لا نستطيع الحفاظ على نشاط عالي الكثافة إلا مدة وجيزة من الزمن، لأن طاقتنا سرعان ما تنفد، فيستخدم الجسم الأكسجين لإعادة بناء بروتينات العضلات التي تضررت أثناء التمرين، حتى بعد انتهائه.

الأكسجين الزائد يُعيد إنتاج الطاقة (ATP) التي استهلكت أثناء التمرين، فأثناء التعافي بعد التمرين، تُستعاد مستويات الأكسجين في الدم، لتعويض الطاقة، وضبط درجة حرارة الجسم على مستويات الراحة.

إذا كنت ترغب في حرق الدهون وفقدان الوزن في المنزل في أقصر وقت ممكن، فأنت بحاجة إلى تمارين المقاومة.

إذ تظهر الأبحاث أن تمارين المقاومة بعد دمجها مع نظام غذائي صحي، سواء تمت عن طريق وزن الجسم، أو أحبال المقاومة، أو الآلات أو الدمبل أو الأوزان الحرة، لها آثار مفيدة تجمع بين تقليل دهون الجسم، وزيادة حجم العضلات وقوتها، والمساعدة على مواجهة فقدان العضلات المرتبط بالعمر.

ولأن التردد إلى صالة الألعاب الرياضية في الوقت الحالي قد يكون أمرا محفوفا بالمخاطر، بسبب فيروس كورونا فمن الممكن ممارسة تمارين المقاومة في المنزل لكامل الجسم، بطرق عملية وفعالة، ودون الحاجة إلى أي معدات، وذلك باستخدام بعض الأشياء مختلفة الأوزان المتوفرة في المنزل، كعلب الفاصوليا أو زجاجات المياه.

وللجمع بين التمرين والمرح العائلي، يمكنك اللعب مع طفلك كوزن مبهج في تنفيذ التمارين، يبقى أن “استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين” ليس وصفة سحرية خارقة، فتأثيره يرتبط بمجموعة متنوعة من العوامل، مثل مستوى اللياقة البدنية، ومدى كثافة التمرين، والعمر، والوزن، والنظام الغذائي.

لكنه في الأحوال العادية يحرق من 6 إلى 15% من إجمالي السعرات الحرارية التي تُحرق، “فإذا حرقتم 200 سعر حراري أثناء التمرين، فستحرقون من 12 إلى 30 سعرا إضافيا بعده”، حسب آندرو شوت، خبير اللياقة البدنية، الذي يضيف لموقع “بوب شوغر”، أن تأثير “استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين” يستمر من ساعة إلى ساعتين بعد ممارسة التمرين.

لذا فإن أفضل طريقة لزيادة لياقتكم هي التركيز على أسلوب الحياة بوجه شامل، مع رفع تأثير “استهلاك الأكسجين الزائد” لديكم في حرق السعرات الحرارية، عن طريق زيادة كثافة التمارين الرياضية.

شارك المقال على :