صحة و رياضة : أهمية المحضر البدني في المنظومة الرياضية

أيوب بن مومن

أصبح الإعداد البدني حديث العام والخاص وركيزة أساسة في المنظومة الرياضية، فالأداء الراقي الذي نشاهده في المنافسات وما نجم عنه من تحطيم للارقام القياسية في الرياضات الفردية وجمالية المباريات والايقاع العالي الذي تمتاز به الرياضات الجماعية محوره التطور الرهيب في الأداء البدني وما ميزه من مستجدات حديثة مواكبة للتطور العلمي في هذا المجال.

يعتبر التحضير البدني مرحلة أساسية لأن عليها يتركز رفع مستوى الرياضي خلال المنافسات، وهو العملية التطبيقية لرفع مستوى الحالة التدريبية للاعب بإكسابه اللياقة البدنية والحركية، كما يعني تنمية الصفات البدنية الأساسية والضرورية للفرد الرياضي، ويعتبر من أهم الأسس للوصول للمستويات العالية.

هي مرحلة متصلة ببعضها البعض ومكملة وتداخلها يؤدي إلى تكامل المنظومة التدريبية, إلا أن مرحلة الإعداد لها استثناء خاص نظرا لتأثيرها القوي على أجهزة الجسم المختلفة، ولهذا كان من الخطأ تكرارها في الموسم الرياضي الواحد، مرحلة الإعداد هي المرحلة الأساسية التي تعد اللاعب لمواجهة وتحمل المباريات والمنافسات، وتأتي في المقدمة من حيث الأهمية في البرنامج التدريبي.

والإعداد البدني في الوقت الراهن يمتاز بالعديد من المؤشرات التي لابد من التقيد بها، كتقنين الحمولات التدريبية عن طريق أجهزة ومستشعرات حديثة ترصد الأداء الحركي الخارجي وتسجل لنا التغيرات الداخلية لأجهزة أعضاء الجسم لتخزن هذه المعلومات في أنظمة متطورة باستخدام معادلات لوغارتمية لتنتج لنا حويصلة عن مستوى الرياضي ومدى تطوره من مرحلة لأخرى ومواقع القوة ونقاط ضعفه.

متابعة الرياضي خارج أوقات التدريب واتباعه لنمط حياة رياضي محدد لأنه يؤثر بشكل كبير على مسيرته ومشواره، واتباعه لنمط غذائي معين حسب حالته الفردية ومتطلبات الأداء الرياضي(تخفيض نسبة الدهون، زيادة الكتلة العضلية، محافظة على تركيبة جسمه)، واستخدام وسائل الاسترجاع السريعة من أجل تجهيز الرياضي لحمولات جديدة(تدليك، التطبيب بالماء، نوم، استخدام غرف التبريد، تنبيه الكهربائي،…….)

إعادة التأهيل الرياضي بعد مروره بإعادة التأهيل الوظيفي وقياس مدى استجابة الرياضي للبرنامج المقدم وإعطاء نسبة الجاهزية بأرقام دقيقة مبنية على مؤشرات المستشعرات الوظيفية، خضوعه لبطارية اختبارات مخبرية وميدانية من أجل معرفة إمكانياته وتسطير

البرنامج وفق خصوصياته من أجل العمل على تطوير قدراته وإيصاله إلى أعلى المستويات.

من خلال ما سبق ذكره نرى أن الرياضي لابد من متابعته يوميا وعلى مدار الساعة وهذا بطبيعة الحال لا يمكن للمعد البدني للفريق أو النادي التكفل بكل شخص خاصة في الرياضات الجماعية التي يكون هدفه إيصال المجموعة إلى مستوى معين ولا يمكن إدراج تمارين خاصة لكل لاعب حسب احتياجاته، كما أن الحجم الساعي للشق البدني غير كافي لإيصال وتطوير الرياضيين للمستوى العالي، حيث اقترح فريديريك اوبار 2014، في كتابه الإعداد البدني أنه من أجل تحقيق نتائج جيدة والرفع من المستوى البدني للرياضي لابد من تخصيص حيز كبير ومتابعة مستمرة ودائمة لإعطاء نتائج مرضية وملاحظة تطور هام في القدرات البدنية كما يعزو ارتفاع مستوى الرياضيين وإطالة مشوارهم إلى تتبعهم من طرف محضرين بدنيين فرديين يعملون على زيادة كفائتهم البدنية والعمل على الحد من الإصابات الرياضية.

وغالبا ما نرجع أسباب الفوز أو الهزيمة في مباريات كرة القدم للمدرب أو اللاعبين ونتناسى كل أطقم الفريق بكل مكوناته مع العلم أن كرة القدم تتطلب فنيات وتكتيك اللعب أي خطة المدرب والأهم من ذلك الجهد البدني الذي بدونه لن يستطيع اللاعب إبراز مؤهلاته الفنية والتقنية, لهذا فدور المعد البدني دور فعال وملموس.

المعد الذي يعمل في خفاء وبعيدا عن الأنظار ولكن دوره ملموس ومكشوف لكل متتبع، فهو الذي يعطي برامج ويخول صلاحيات الجاهزية للاعبين ويساهم في الرفع من لياقتهم، وهو الشخص الوحيد داخل الطاقم الأدرى بعلوم الفيزيولوجيا، والتي تتطرق إلى كل ما من شأنه أن يحدث للإنسان ابتداء من مصادر الطاقة التي يستعملها، وتكيفه مع مجهود بدني معين من خلال دراسة علمية لحدة التمرين و المدة الزمنية وطريقة الأداء.

اليوم الإعداد البدني ودور المعدّ أصبح يضــاهي دور المدرب وربمــا أكثر أهمية في بعض الأحيــان، فالحضور البدنــي غالبا ما يرجح كفــة الفريق الفلانــي على حساب الآخر والحضور البدنــي أصبح أمر مفروغ منه في ظل تصاعد النسق واشتداد التنافس.

شارك المقال على :