صحة و رياضة : التدخين وأثره على اللياقة البدنية لدى الرياضيين

أيوب بن مومن

مما لاشك فيه إن للتدخين أثرا سيئا على الجهاز العصبي وجهاز الدورة الدموية والقلب والجهاز التنفسي والهضمي والبولي والتناسلي ولهذا يفقد الرياضي المدخن ومميزاته الأساسية كالسرعة والصلابة والمهارة كما تقل لياقته البدنية كثيرا .

ويؤثر التدخين على كمية الأكسجين التي يحتاج إليها جسم الرياضي لتقوم بعملية الاحتراق والتمثيل حتى تتناسب مع المجهود العضلي الذي يقوم به الرياضي مما يحد من قدراته وكفاءته، كما يؤثر النيكوتين بشكل سيئ على بصر الرياضي وعلى سمعه وعلى بقيه الحواس لديه .

تدرك الاتحادات الرياضية ويدرك القائمون على شؤون الرياضة في جميع أنحاء العالم تعارض التبغ مع ما يمثلونه من قيم وما يتمتعون به من صحة، ويشعر اللاعبون الرياضيون بالفخر بما لديهم من قوة ومهارات وتفان، وأيضا من مقدرتهم على الظهور بصورة إيجابية أمام جميع المجتمعات كقدوة يحتذى بها وهم جميعا يرغبون في وضع حد لتلاعب القائمين على شركات التبغ في المجال الرياضي.

من المعروف أن التبغ يتسبب في الوفيات، فهو يقتل نصف من يستخدمونه لمدة طويلة. أما ما هو غير معروف جيدا، فهو ما يمكن أن يحدثه التدخين من تأثير على مقدرة الناس في الاستمتاع بحياتهم اليومية على أقصى حد-ولاسيما عندما يستدعي الأمر اشتراكهم في إحدى الرياضاتت أو أي شكل من أشكال النشاط البدني، وبالإضافة إلى ما لاستخدام التبغ من تأثيرات طويلة الأمد على الصحة، فإن له تأثيرات أخرى قصيرة الأمد ولاسيما تلك التي تؤثر على وظيفة الرئتين بل وحتى على قوة العضلات وأنماط النوم.

يؤدّي التدخين في مُرحلة المراهقة، أو مرحلة ما قبل المراهقة إلى إبطاء مُعدّل نمو الرئتين، كما يُضعف وظائف الرئة ويُسرّع من معدّل نبضات القلب للشخص المُدخّن مُقارنةً بغيره، كما يُعاني المراهقون الذين يدخنون كثيراً من السعال، ومن أمراض في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ذلك يعانون من إصابات رياضيّة جسديّة أكثر، حيث يجدون صعوبةً في التنفّس، وفي التحمّل الجسدي عموماً.

ولقد أجريت عدة دراسات ثبت فيها أن المدخنين هم عموما أقل لياقة من غير المدخنين، بالإضافة إلى ضعف استفادة المدخنين من هذه التدريبات، كما خلصت دراسة أجريت على 6500 مجنداً في عمر 19 عاماً إلى أن المسافة التي قطعها المدخنون عدواً في 12 دقيقة تقل عن مثيلتها في حالة غير المدخنين، وأنه بزيادة عدد السجائر المدخنة يومياً وبزيادة مدة التدخين تقل المسافة التي يقطعها هؤلاء المدخنون عدواً.

وتقدر هذه الدراسات أن كل سجارة يدخنها المدخن في اليوم تزيد المدة اللازمة لاستكمال السباق بمقدار أربعين ثانية. يشير الباحثون إلى أن تدخين 20 سجارة في اليوم تجعل المدخن يقطع مسافة السباق التي تبلغ 16 كيلومتراً في نفس المدة التي يقطعها فيه غير المدخن الذي يزيد عمره باثنتي عشرة سنة، أي أن البالغ من العمر 42 عاماكما أن تدخين 20 سجارة في اليوم يدمر الأثر الإيجابي الذي يحدثه العدو مسافة 20 كيلومتراً أسبوعياً في تحسين قوة التحمل، وهذا وبالإضافة إلى ما لاستخدام التبغ من تأثيرات على وظيفة الرئتين، فقد بينت الدراسات أن المقدرة على الأداء الرياضي الجيد تتأثر أيضا.

شارك المقال على :