صحة و رياضة : الرياضة التجميلية أو رياضة وزن الجسم !!

أيوب بن مومن

الرياضة التجميلية أو رياضة وزن الجسم هي مجموعة من تمارين المقاومة التي تستخدم وزن الجسم نفسه والجاذبية الأرضية وأقل قدر ممكن من الأجهزة الرياضية ولا تستخدم أوزاناً للرفع، وذلك لمساعدة المتدرب في السيطرة على جسده، والتحكم بعضلاته، وتحفيز العضلات وخاصة الحركية منها لإكسابها القوة، والتناسق، والرشاقة اللازمة.

وتعتمد تدريبات الرياضة التجميلية على تحقيق التوازن بين القدرة العضلية ومرونتها، والكفاءة العقلية لتحفيز الجسم للوصول إلى الحد الأقصى من اللياقة البدنية.

هل رأيت علماً بشريا من قبل؟ أو شخصاً متدلياً من عمود حديدي أو غصن شجرة؟ هل لفت نظرك أحدهم واقفاً على إحدى يديه؟

لا تتعجب، فجميع هؤلاء يمارسون الرياضة التجميلية، ومن أبرز تدريباتها: تمرين الضغط، وتمرين رفع الجسم حتى مستوى الأكتاف، وتمرين رفع الجسم حتى مستوى الذقن، وتمرين القرفصاء، وتمارين تقوية عضلات البطن، والظهر، والأكتاف، والصدر، وغيرها الكثير، حيث تستهدف تمارين الرياضة التجميلية كل عضلات الجسم تقريباً.

أثبتت هذه التمارين بأنها من الضروريات للجسم وللانسان، فهي ترفع معدّل دقات القلب وبالتالي تزيد من حرق الدهون والسعرات الحرارية في الجسم. كما تتميز هذه الرياضة بأنها تساهم في زيادة الحركات الميكانيكية وإجراء الكثير من التغيرات المستمرة في التمارين من أجل تحقيق أفضل مكاسب ممكنة من زوايا مختلفة. كما أنها أكثر أماناً وأكثر وظيفية، بل إنها تجعل الجسم أكثر توازناً وعمقاً من تمارين رفع الأثقال مع زيادة المرونة والتوازن، فهي أيضاً تحسّن اتصال الدماغ مع الجسم وهذا يؤدي إلى صحة نفسية إيجابية.

هذا النوع من الرياضة هو من الأمور الضرورية للحفاظ على صحة الجسم وعافيته، نظراً للدور الكبير الذي تلعبه في تنشيط الدورة الدموية والتخلص من الدهون الضارة في الجسم. كما تساهم هذه الرياضة في الوقاية من العديد من الأمراض وتمنح الإنسان القدرة على التركيز وتقلل من نسبة التشتت الذهني بشكل كبير.

تتضمن تمارين الرياضة التجميلية مجموعةً من الفوائد والمميزات، نورد تالياً بعضاً منهابناء الكتلة العضلية وذلك دون رفع أوزان، حيث تستهدف مجاميع عضلية مختلفة في الجسم في نفس الوقت. يستثنى من ذلك لاعبو كمال الأجسام حيث لا تعطينا الرياضة التجميلية الحجم الهائل للعضلات الذي يرغبون به.

زيادة قوة الجسم وقدرته على التحمل، حيث يتحتم على المتدرب تكرار التمرينات مراراً حتى يتعب ثم يريح عضلاته طوال الليل ليعيد الكرة اليوم التالي ولكنه يستغرق وقتاً أطول

ليشعر بالإجهاد، وهكذا يكون قد طور قدرة عضلاته على الاحتمال بما في ذلك عضلات جهازه الدوري.

عدم حاجة المتدرب إلى أجهزة او معدات خاصة أو حتى أماكن مخصصة للتمرين كالملاعب، فكل ما يحتاجه هو وزن جسمه نفسه وأي أدوات متوفرة حوله في المنزل، لذا لا يضطر المتدرب إلى إلغاء التمرين بسبب بعد المسافة بينه وبين صالة الرياضة أو قلة النقود، فلا قيود تعوقه عن بناء جسده، بالإمكان التدرب في أي مكان وأي وقت.

المساعدة على تخفيف الوزن، حيث ترفع تمارين الرياضة التجميلية من معدل الحرق حتى بأوقات الراحة كما تزيد من ضربات القلب وسرعة التنفس لما فيها من تمرينات هوائية. لا داع للإلتزام بروتين غذائي صارم، وإنما يلزم فقط المداومة على بعض التدريبات لتقليل الوزن باعتدال.

سرعة الشفاء من الإصابات التي يمكن أن تنجم عن ممارستها مقارنة بأنواع التمرينات الأخرى التي تعتمد على رفع الأوزان، فالمتدرب يختار التمارين المناسبة له، ويحدد درجة صعوبتها، ويريح جسده بالوقت المناسب، وأثناء الليل تتعافى العضلات لتبدأ بالاستجابة للتمارين مرةً أخرى، وزيادة مرونة الجسم، إذ من الضروري البدء بتمارين الاستطالة قبل التدريب وبعده أيضاً.

سهولة ممارستها من قبل المبتدئين، ويمكن للمتدرب تطويرها بما يلائمه، فعلى سبيل المثال يمكنه زيادة صعوبة تمرين الضغط بأدائه بيد واحدة أو زيادة العدات، وهكذا في أي تمرين آخر، وكذا تطوير التواصل بين الجسم والعقل ليعملا بتناغم سوياً وبنفس الكفاءة لتحقيق القوة، والرشاقة، والمرونة، والسرعة اللازمة.

كما تساعد على حرق سعرات حرارية أكثر من التمارين المنشطة للقلب حيث أنها تستهدف عدداً أكبر من المجموعات العضلية لأداء هذه التدريبات، وتزيد من الثقة بالنفس والاعتداد بها، ولا تشكل ضغطاً كبيراً على المفاصل مقارنة برفع الأوزان، بل بالعكس تزيد من ليونتها، كما تجعل جسم الممارس يتمتع بالتناسق العضلي الطبيعي الشكل، لأن كل العضلات شاركت بالتدريب، وتضاعف من سعة استيعاب الجسم للأكسجين للحد الأقصى وبالتالي تسهم في خفض ضغط الدم وترفع معدل إفراز الاندورفيناتالمسؤولة عن إزالة التوتر.

في الختام نشير إلى أن البعض يخلطون بين الجمباز، وتدريبات الشارع، وبين تمارين الرياضة التجميلية، ولكن لكل شكل تدريبي منهم ما يميزه عن الباقي

شارك المقال على :