الخميس 05 جوان 2025

صحة و رياضة : العلاقة بين الحمية والرياضة

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
صحة و رياضة : العلاقة بين الحمية والرياضة

ترتبط التمارين الرياضية والسعرات الحرارية ارتباطًا وثيقًا باستهلاك الطاقة وتعزيز التمثيل الغذائي (الأيض) وتقوية العضلات، ويختلف استهلاك السعرات الحرارية بشكل كبير من تمرين إلى آخر، وكذلك من شخص إلى آخر، كما أن إحراق السعرات الحرارية يعتمد على شدّة التمارين ووتيرة ممارسته.

يواجه العديد من الأفراد مشكلة ثبات الوزن وعودته إلى ما كان قبل البدء بممارسة النشاط البدني واتباع الحمية الغذائية. يوجد العديد من الأسباب التي تسبب ثبات الوزن ومنها اتباع حمية غذائية لا يوجد بها جميع العناصر الغذائية، ممارسة تمارين رياضية بقسوة وبشكل مكثف بدون راحة يؤدي إلى إجهاد الجسم، وعند التوقف عن الحميات الغذائية الخاطئة والتمارين الرياضية القاسية يعود الكثير من الوزن الذي فقده الجسم، وهذا الأمر يسبب إحباط العديد من الأفراد إذ يشعرون بأنَّ كل ما قاموا به ذهب سدى. سنتعرف هي هذا المقال عن دور الرياضة في تثبيت الوزن.

ويتأثّر معدّل الأيض بالسنّ والكتلة العضليّة للفرد. ومع التقدّم في السنّ، تنخفض الكتلة العضليّة، لذا فإن التمارين الرياضيّة فعّالة في الحفاظ على عمليّة التمثيل الغذائي مرتفعة.

وعادًة، يتحقّق إحراق السعرات بعد 48 ساعة من الفراغ من ممارسة التمارين الرياضية. ويختلف عدد السعرات الحرارية التي يتمّ إحراقها وفق قوّة التمرين ومدّته

إذا كنت واحدًا من أولئك الذين يقضون جلَّ وقتهم بالجلوس أمام التلفاز في مرحلة منتصف العمر وفي حاجة إلى تعزيز صحتك القلبيَّة، فالأفضل لك ممارسة الرياضة أم اتّباع نظام غذائي؟

يعتقد البعض أن ممارسة الرياضة مع الريجيم لا حاجة له، وأن الحمية الغذائية تكفي في فترة الرجيم فقط دون أداء التمارين الرياضية ولكن الرياضة لها من الأهمية ما يجعلها مفيدة في فترات الحميات الغذائية، حيث تعمل الرياضة مع الحمية على حرق المزيد من السعرات الحرارية كما أن النشاط الرياضي يساعد على حرق الدهون والتخلص من السيلوليت.

إنَّ ممارسة الرياضة بشكل منتظم يعمل على تثبيت الوزن بعد الحمية، وأكدت الدراسات الحديثة أنّ الأفراد الذين يميلون إلى تنزيل الوزن يجب عليهم الالتزام بالمداومة على ممارسة النشاط البدني، والتقليل من السعرات الحرارية مع احتواء الوجبة على كافة العناصر الغذائية؛ للتحسين من إمكانية تنزيل الوزن والدهون المتراكمة في الأماكن غير المرغوب فيها.

واعتبر الباحثون أنَّ ممارسة الرِّياضة جنبًا إلى جنب مع اتباع نظام غذائي هو على الأرجح أفضل وسيلةٍ للحفاظ على الصّحة.

وفي تلك الدراسة التي كانت تهدف إلى خفض أوزان المشاركين بنسبة 7 % خلال ثلاثة أشهر تقريبًا، اختار المشاركون بين مجموعاتٍ ثلاث: الحمية أو التمرين أو الاثنين معًا، وأظهرت الدِّراسة ما اختاره المشاركون لإنقاص أوزانهم لم يكن مهمًا، حيث لوحظ أن المجموعات الثلاث حققوا انخفاضًا في نسبة خطورة أمراض القلب والأوعية الدّمويَّة من 46 % إلى 36 %.

ويقول «إدوارد وايس الأستاذ المشارك في قسم التَّغذية في جامعة سانت لويس والباحث الرَّئيسي في هذه الدِّراسة، تُعتبر ممارسة الرِّياضة واتباع نظامٍ غذائي منخفض السُّعرات الحراريَّة من الأمور الصحيَّة التي تقلل من خطورة أمراض القلب والأوعية الدّمويّة، حتى وإن لم يتم فقدان الوزن، وأضاف: في ضوء هذا كنا نتوقع أن الجمع بين النِّظام الغذائي وممارسة التّمارين الرّياضيّة سيكون له أثرٌ مضاعفٌ في تقليل عوامل الخطر، وبالتالي توقعنا تحسنًا أكبر في مجموعة الحمية والرِّياضة معًا، بالمقارنة مع مجموعة النّظام الغذائي أو مجموعة ممارسة الرّياضة وحدها، بدلًا من ذلك فما توصّلت إليه الدِّراسة هو أنَّ حجم الفائدة لا يعتمد على الطريقة المستخدمة لفقدان الوزن سواء اتباع نظامٍ غذائي أو ممارسة الرِّياضة أو الاثنين معًا.

وفي طور تلك الدراسة التي شملت 52 مشاركًا من الرِّجال والنِّساء الذين يعانون من زيادة الوزن والذين قسِّموا في ثلاث مجموعات، صدرت التعليمات لمجموعة الحمية بخفض 20٪ من استهلاكهم للسعرات الحراريَّة، في حين طلب من مجموعة ممارسة الرياضة زيادة مستويات النشاط بنسبة 20 %، وطُلب من المجموعة التي تقوم بالرياضة والحمية نفس الطلبات ولكن بنسبة 10 %.

واعتبر وايس أن اقتطاع 20% من السُّعرات الحراريَّة هو طلبٌ متواضعٌ بالنسبة لمعظم النّاس ويعادل اقتطاع حوالي 300-500 سعرة حراريَّة في اليوم أي ما يعادل قارورتين من المشروبات الغازيَّة تقريبًا.

ويقول: «لكن زيادة الإنفاق في السعرات الحرارية بنسبة 20% في اليوم الواحد أكثر صعوبةً وخاصة بالنسبة للرِّجال والنِّساء الغير معتادين على ممارسة الرِّياضة، حيث يترجم هذا إلى المشي بمقدار 3-5 أميال خلال ستة أو سبعة أيام في الأسبوع».

وأظهرت نتائج الدِّراسة في النِّهاية أنَّ للمجموعات الثلاث نفس درجة التَّحسن من حيث ضغط الدَّم ومستويات الكوليسترول ومعدل ضربات القلب، وذات معدل الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب، وعلى الرغم من ذلك اعتبر وايس أنَّ اتّباع الرِّياضة والحمية قد يكون هو المنهج الأفضل.

وإنَّ النِّظام الغذائي وممارسة الرِّياضة معًا قد يكون لها مزايا إضافيَّة في جوانب صحيًّة أخرى، على سبيل المثال: كان هناك انخفاض أكبر في مخاطر الإصابة بالسكري من النوع 2 بين أولئك الذين اتبعوا كلا الأمرين (الرياضة والحمية معًا) ولأسباب غير واضحةٍ تمامًا، مشيرًا إلى أنَّ إضافة ممارسة الرِّياضة للنظام الغذائي يمنح أفضلية للقلب والأوعية الدّمويَّة، فإذا قارنّا بين شخصين لهما نفس ضغط الدَّم والكوليسترول والتاريخ العائلي والعمر، لكن أحدهما يتمرن والآخر لا يتمرّن، فالشخص الذي لا يتمرن أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالذي يتمرَّن.

ووافقت أخصائيَّة التَّغذية لونا ساندون الأستاذة المساعدة بعلم التَّغذيّة السّريريّة في جامعة تكساس جنوب غرب المركز الطبي في دالاس على ذلك بقولهاأن الأكل الصحي وممارسة الرِّياضة مهمان نظرًا لما نعرفه من الأبحاث السَّابقة عن فائدة كل منهما.

إذن فاتباع نظامٍ غذائي صحي يوفِّر العناصر الغذائيَّة الأساسيَّة للعمل الأمثل ولوقاية الجسم من الأمراض، والتمرين وحده لا يوفر المواد الغذائية، ولكنه قد يساعدنا على الاستفادة من العناصر الغذائية بشكلٍ أكثر فعاليّة.

وإن مفتاح النَّجاح هو اختيار السعادة على الألم، فإذا كان المشي أو الجري على جهاز الجري يبدو وكأنه عقاب، ابحث عن شيء آخر للقيام به ربما رفع الأثقال، أو المشي في الحديقة وهو الخيار الأفضل.

والأمر نفسه ينطبق على تناول الطعام فإذا كان شرب عصير اللفت يبدو وكأنه عقاب فلا تهتم بإمكانك تناول بعض أصابع الجزر المغموسة بصلصة الرانش بدلًا من ذلك، أو تناول الحلوى لمرةٍ واحدةٍ فقط في الأسبوع.

ومن الأخطاء التي يقوم بها من يتعبون الحميات الغذائية فقط عدم تناول جميع العناصر الغذائية من بروتينات وكربوهيدرات وغيرها من العناصر الغذائية بحجة خسارة الوزن سريعًا، ولكن الجسم في تلك الحالة سهل جدًا أن يتعرض لعدد كبير من الأمراض أولها الأمراض المناعية، لذلك لابد من تناول جميع العناصر الغذائية المتوازنة.

الإكثار من المشروبات الرياضية وحبوب التخسيس بحجة خسارة الوزن سريعًا، طبعًا ضررها أكثر من نفعها، عدم تناول الماء الكافي إلا في وقت العطش، الماء يساعد على خسارة الوزن والتخلص من السموم العالقة بالجسم والإحساس بالشبع. لا تبدأ ممارسة الرياضة مع الريجيم القاسي فجأة بل مهدد لجسدك أولًا، لا تنسى فوائد الرياضة المذهلة حيث أنها تزيد من مناعة الجسم وتتحكم في مستوى السكر والكوليسترول بالدم ويزيد من حرق الدهون والسعرات الحرارية.

رابط دائم : https://dzair.cc/rqnv نسخ