صحة و رياضة : تمزق عضلات الفخذ الخلفية

أيوب بن مومن

هناك ثلاثة عضلات تشغل الجزء الخلفي من الفخذ، و هذه العضلات تبدأ من أسفل الحوض عند المقعدة وتنتهي في أعلى عظمة الساق و تعمل أساسا على ثني مفصل الركبة.و قد تصاب هذه العضلات بتمزق جزئي بسيط أو تمزق كلي.

وهذه الإصابة كثيرا ما تحدث في الرياضيين و خصوصا الذين يشاركون في الألعاب الرياضية التي تتطلب الجري و القفز مثل كرة القدم و ألعاب القوى. كما أنها شائعة فى الرياضيين فى عمر المراهقة حيث يكون نمو العظام سريعا بينما لا تنمو العضلات بنفس المعدل.

السبب الرئيسي في حدوث التمزق هو زيادة الحمل على العضلات و قد يحدث ذلك عندما تتمدد العضلات فوق طاقتها أو يتم إنقباضها فجأة بقوة.

و هناك عوامل عدة يمكن أن تزيد من إحتمالات حدوث التمزق بما في ذلك قصر و عدم ليونة العضلات و لذا يجب اتباع برنامج رياضي على مدار السنة يشمل تمارين إطالة العضلات، ضعف العضلات فالعضلات الضعيفة أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد فى التمارين وأكثر عرضة للإصابة.التعب و إجهاد العضلات يقلل من قدرة العضلة على إمتصاص الأحمال مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة.

وقد يحدث التمزق فى الألياف العضلية (بالجزء السميك من العضلات) أو فى الأوتار الموجوده فى نهاية العضلة. و فى بعض الحالات قد يقوم الوتر بشد جزء من العظام معه أثناء التمزق.

عند حدوث التمزق يحدث ألم حاد مفاجئ في الجزء الخلفي من الفخذ مما يسبب التوقف السريع عن الجري و القفز على الساق السليمة أو الوقوع. بالإضافة لذلك قد يحدث تورم بالفخذ خلال الساعات القليلة الأولى بعد الإصابة كدمات أو تلون الجزء الخلفي من الفخذ والساق تحت الركبة خلال الأيام القليلة الأولى ضعف في قوة عضلات الركبة ممكن أن يستمر لأسابيع.

وعادة ما يتم تشخيص هذه الحالة بمعرفة التاريخ المرضي للإصابة و بالكشف الألكلينيكي على المريض و ملاحظة موضع الألم و الزرقان، و قد يلجأ الطبيب لعمل أشعة إذا كان هناك شك فى حدوث شد لجزء من العظام، و فى بعض الأحيان قد يتم اللجوء للرنين المغناطيسي للتأكد من التشخيص و تحديد درجتها.

وتشير الأبحاث أن ثلثي هذه الإصابات يمكن تجنبه بأتباع تمارين التقوية المناسبة فى صالات الألعاب، كما أنه يجب عمل إحماء مناسب قبل المباريات مباشرة و ذلك بالهرولة البطيئة ثم الجري لمسافات قصيرة بصورة متقطعة حتى يزداد تدفق الدم للعضلة و تستعد للعبء المباراة.

و هناك تمرين ممتاز يمكن عمله بعد الإحماء لزيادة استعداد العضلة، حيث يقوم اللاعب بالجلوس على ركبته أثناء قيام المدرب بتثبيت الكاحل على الأرض، ثم يبدأ اللاعب في الميل للأمام ببطء حتى يقترب صدره من الأرض مستخدما عضلات الفخذ الخلفية لتجنب سقوطه للأمام، إلى أن يصبح غير قادر على المقاومة فيسقط إلى الأرض مستندا على كفيه إلى أن يلامس صدره الأرض، ثم يقوم بدفع نفسه إلى وضع الجلوس على الركبة مرة أخرى و إعادة التمرين.

و يجب أن يتم عمل هذه التمارين بصورة تدريجية تماما لإعطاء الفرصة الكاملة للعضلات للتقوية على ألا تجاوز الزيادة الأسبوعية فى التمرين 10% من أحمال الأسبوع السابق. كما يجب ملاحظة أن تدريبات الإطالة الشديدة قبل المباريات قد تضعف العضلات و تزيد من فرص تعرضها للإصابة.

يختلف العلاج وفقا لسن المريض و نوع التمزق و موضعه و إحتياجات المريض في ممارسة الرياضة.

الهدف من أي علاج – غير الجراحية أو الجراحي – هو المساعدة على العودة إلى جميع الأنشطة التي كان يقوم بها المريض.

العلاج التحفظي (غير جراحي)، حيث عادة ما يلتئم التمزق بهذا النوع من العلاج و هو يشمل الراحة، وقد يوصي الطبيب بإستخدام العكازات لتجنب وضع الوزن على الساق، والثلج باستخدام كمادات باردة لمدة 20 دقيقة عدة مرات في اليوم و لكن لا تضع الثلج مباشرة على الجلد.

أربطه ضاغطة لمنع التورم و حدوث تجمع دموي. و قد يوصي الطبيب بإرتداء جبيرة للركبة لفترة وجيزة لمساعدتها على الشفاء، ورفع القدم المصابة بحيث يكون مستواها أعلى من مستوى القلب عند النوم و ذلك لتخفيف التورم، ويمكن البدء في العلاج الطبيعي عند زوال الألم الشديد و التورم و ذلك بهدف التدرج فى زيادة مدى الحركة وقوة العضلات و زيادة مرونة العضلات.

أما العلاج الجراحي، قد يتم اللجوء للتدخل الجراحي في الحالات التي يحدث بها شد لجزء من العظام حيث يتم تحريك العظام إلى موضعها السليم و تثبيتها بمسامير إلى أن تلتئم، حالات التمزق الكامل للعضلات حيث يتم خياطة القطع.

شارك المقال على :