صحة و رياضة : علاقة أمراض الأسنان واللثة بالإصابات الرياضية

أيوب بن مومن

هناك العديد من المدربين أو الرياضيين أو الإداريين لا يهتمون أو لا يعتقدون بوجود علاقة بين ألم الأسنان أو أمراض الأسنان واللثة وبين الإصابات الرياضية والأمراض الأخرى التي تحدث للرياضي ، ولكن الدراسات الحديثة أظهرت أن هناك علاقة متداخلة بين أمراض الأسنان واللثة مع الإصابات الرياضية وأمراض أخرى تحدث للرياضي .

وقد أثبتت هذه الدراسات أن التهابات الأسنان واللثة لن تؤثر سلباً على الأنسجة الرخوة والصلبة المحيطة بالأسنان والقريبة من موقع الالتهابات فقط، وإنما تعرض جسم الرياضي إلى أمراض أخرى بعيده عن تجويف الفم ومنها الجهاز الدوري والجهاز التنفسي والجهاز العضلي والجهاز العصبي مما يؤثر ذلك سلبا على الأداء الرياضي كما أنها تؤدي إلى حدوث الإصابات للرياضي وسوف أتناول في مقالتي هذه كيف يؤثر الم الأسنان أو أمراض الأسنان اللثة على الأجهزة الوظيفية للرياضي وبالتالي يؤثر على مستوى الأداء الفني وتؤدي إلى حدوث الإصابات للرياضيين :

قد يفكر الرياضي أن أمراض الأسنان واللثة لاتهم أداؤه الرياضي ولكن الدراسات أثبتت عكس ذلك حيث إن تدفق البكتريا من الأسنان واللثة المصابة إلى الدم والأوعية الدموية تساعد على التصاق الصفائح الدموية بعضها البعض داخل الأوعية الدموية مما يسبب تغيير في شكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية وهذه التغيرات تضيق من أتساع التجويف الداخلي للأوعية الدموية مما يقلل من سريان الدم الذي يحمل الأوكسجين والغذاء إلى الأجهزة الوظيفية كالجهاز العضلي وتجعل العضلة لا تأخذ كفايتها من الأوكسجين والغذاء مما يسبب ذلك حدوث ضمور في العضلة وبهذا تقل فاعلية العضلة وتصبح أقل بكثير من فاعلية العضلة السليمة.

كما أنها تجهد بسرعة مقارناً بعضلات أي رياضي آخر لا يشكو من أمراض الأسنان واللثة ، وبالتالي قد يتعرض الرياضي إلى الإصابات كالشد العضلي أو التمزق العضلي .. إلخ … وحيث أن تدفق البكتريا إلى الدم يغير من لزوجة الدم ويؤثر سلبياً على سريان الدم في الأوعية الدموية فأنها تنهي عادة بانسداد جزئي أو كلي ومفاجئ لبعض الأوعية الدموية كأوعية القلب والدماغ و قد تؤدي إلى ( الجلطة الدموية ) مما يعرض حياة الرياضي للخطر.

إن تدفق البكتريا الناتجة من أمراض الأسنان واللثة إلى الدم والأوعية الدموية تؤثر على الفترة الزمنية لشفاء الرياضي .. فلو تعرض الرياضي للإصابة في مكان ما كمفصل الركبة فإن عملية شفاء هذه الإصابة ستتأخر بالمقارنة مع رياضي آخر لا يشكو من هذه الأمراض

بالإضافة إلى احتمالية تعرضه إلى مضاعفات أكثر بسبب جود هذه البكتريا في الدم.. وهنا يمكننا أن نقول أن أمراض الأسنان واللثة عبارة عن عامل مساعد قوي في تأخر عملية الشفاء و للإصابة بمختلف أمراض الجسم.

من المعروف أن انتقال البكتريا في جسم الرياضي عن طريق الدم والجهاز الهضمي يسبب مشاكل للجسم، وكذلك انتقال البكتريا عن طريق التنفس من الفم إلى الرئة يؤثر على الجهاز التنفسي فأمراض اللثـة تزيـد من احتمالية حدوث عدوى للجهاز التنفسي وهي عامل مساعد للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أن أمراض الأسنان واللثة يؤثران على جهاز الدوران والذي يؤثر بدورة على عمل الجهاز التنفسي حيث أن تغيير بطانة الأوعية الدموية وتضييقها يؤثر على أداء الجهاز التنفسي في نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الدم وبالتالي ستؤثر على معدل التنفس .

فالرياضي عند الراحة يتنفس مرة في الدقيقة ويتضاعف مرات عند الجهد البدني، أما الرياضي الذي يعاني من مشاكل مزمنة في اللثة والأسنان سنجد أنه يتنفس في الراحة وكذلك في الجهد البدني بمعدل أعلى من الرياضي السليم وذلك لتعويض النقص الحاصل في كمية الأوكسجين الواردة إلى العضلات بسبب ضيق الأوعية الدموية الناتج من تلاصق الصفائح الدموية والتي أدت التضييق في الشرايين مما قلل من كمية الدم والأوكسجين الوارد إلى العضلات ، وهذه الزيادة في معدل التنفس تؤثر سلباً على الرياضي الذي يشكو من أمراض الأسنان واللثة فهي تؤدي إلى زيادة في الجهد المبذول مقارناً بالرياضي السليم.

تؤثر الالتهابات الناتجة عن أمراض الأسنان واللثة (تأثيرات سموم البكتريا) ضغطاً على الأعصاب القريبة من الفكين فتسبب صداع قوي في الرأس يقلل من تركيز اللاعب ويشتت تفكيره وبالتالي يؤثر على أداء الرياضي .

وكذلك تؤثر أمراض الأسنان على العين .. وهنا نتكلم عن جزء حساس ومهم جداً في جسم الرياضي .. والعين حساسة جداً لأي تأثير بسيط عليها فإنه يؤثر على فاعليتها بصورة ملحوظة حيث أن الأسنان التالفة تحتوي على خراج (سموم الميكروبات) قد تؤثر هذه على حالة العين وتضعف من قدرتها على الرؤيا السليمة التي يحتاجها اللاعب لتقييم الموقف أثناء الأداء ولاتخاذ القرار المناسب كما أن الألم في العين يشتت ذهنية اللاعب ويقلل من تركيزه وبالتالي يؤثر على أداءه البدني والفني والنفسي.

وقد أثبتت دراسات طب العيون أن بعض أمراض العيون سببها أمراض الأسنان وهنا يجب معالجة الأسنان المصابة وعدم تأخير علاجها أو إهماله ، وغالباً ما يكون الحل لإهمال الأسنان المصابة هو القلع لهذه الأسنان، ولكن قد يكون هذا الحل متأخراً مما قد يضعف العين ويسبب مشكلة مزمنة للرياضي تؤثر على مستقبلة الرياضي .

بعدما تعرفنا على مشاكل الأسنان و تأثيراتها على جسم الرياضي لابد لنا أن نتعرف على العوامل التي تساعد على الوقاية من أمراض الأسنان وتلافي الإصابة بأمراضها ..

تنظيف الأسنان بعد كل وجبة حتى لا تتجمع مادة البلاك ( وهو عبارة عن طبقة رقيقة تتكون على الأسنان بعد ساعات قليلة من تناول الطعام ) وهو العامل الأساسي في تسوس الأسنان ومرض اللثة . وإن تنظيف الأسنان مهم جداً ويجب أن يتم تنظيفها مرتين على الأقل يومياً بالفرشاة ومعجون الأسنان المزود بالفلورايد ، وكذلك تنظيفها بالخيط الخاص مرة واحدة على الأقل يوميـاً مع مراجعة طبيب الأسنان مرتين على الأقل في السنة لتلافي الإصابات الرياضية والأمراض الأخرى .

تناول التوت فهو يمنع تسوس الأسنان حيث إن التوت البري يمكن أن يمنع تسوس الأسنان و يؤكد العلماء المتخصصين أن التوت يحتوي على مواد مضادة للأكسدة ويتميز التوت بقدرته على مهاجمة البكتريا الناتجة بسبب تسوس الأسنان، الفواكه الغنية بفيتامين C حيث يحتوي البرتقال والليمون والتفاح وغيرها من الفواكه على فيتامين C الضروري للحفاظ على صحة الأسنان واللثة والعظام ويساعد على امتصاص الحديد ويمكن تناولها على شكل حبوب .

الفراولة لها تأثير كبير في تنظيف الأسنان ومنع البكتريا من الالتصاق بالغلاف الخارجي للسن، الحليب كلنا نعرف أهمية الحليب لاحتوائه على الكالسيوم فهو ضروري للأسنان لأنه يقوي الأسنان ويقاوم التسوس ويمنع وصول البكتريا إلى داخل الجسم عن طريق الأسنان.

شارك المقال على :