صحة و رياضة : محاربة الكسل وعلاقته بالتمارين الرياضية

أيوب بن مومن

يعاني الكثير من الأشخاص من عدم الالتزام بممارسة النشاطات الرياضية على الرغم من رغبتهم الشديدة بذلك وذلك أمر طبيعي يمكن الشعور به من وقتٍ لآخر حتى من قبل الأشخاص الممارسون للنشاطات الرياضية بشكلٍ كبيرٍ أو من قبل الأشخاص الذين يعتبرون ممارسة النشاطات الرياضية عادةُ لا يُمكن الاستغناء عنها.

إلاّ إنّه يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة الأنشطة الرياضة خصوصاً للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن الأربعين عاماً، والذين يعانون من أمراضٍ مزمنةٍ، والأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، والأشخاص المنقطعون عن ممارسة الرياضة لفترةٍ طويلةٍ.

ومن بين الفوائد التي يمكن الحصول عليها من ممارسة النشاطات الرياضية زيادة نشاط القلب ووقايته من الأمراض، تنقية الأوعية الدموية، زيادة القدرة الاستيعابية للرئتين، تقليل مستوى السكر في الدم، المحافظة على الوزن ضمن معدلاته الطبيعية، تقوية العظام،وقاية الأشخاص من الإصابة بالسرطان، زيادة الطاقة وتقليل التعب، وتحسين الوضع النفسيّ وزيادة الهدوء في الجسم.

ويمكن إتباع طرق معينة تسهّل ممارسة التمارين الرياضة والالتزام بها كاختيار التمارين الرياضية المراد ممارستها التي تناسب الشخص بما يخص امكانياته الجسدية والمادية،وضع أهداف منطقية وواقعية تكون مناسبة لطبيعة الشخص، التركيز على الأمور التي تزيد من حماس الشخص لممارسة التمارين الرياضية، التركيز على فكرة أنّه لا يشترط خسارة الوزن بعد ممارسة التمارين الرياضية، والبدء بزيادة الوقت المقطوع في ممارسة النشاطات الرياضية بشكلٍ تدريجيٍ.

إضافة إلى الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل جماعي، المحاولة قدر الإمكان على الإستمتاع خلال ممارسة التمارين الرياضة ،تدوين مهمة ممارسة النشاطات الرياضية على مفكرة، استخدام الجداول التحفيزية ، أخذ قرار البدء بممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ سريع.

يوجد منا من لا يمارس الرياضة بسبب الكسل أو قلة الوعي بفوائدها تعتبر ممارسة الرياضة مؤشر يدل على وعي الأفراد والشعوب، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية أن الخمول يحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأسباب المؤدية للوفيات على الصعيد العالمي فالنشاط البدني هو أي حركة تؤديها العضلات الصغيرة والكبيرة وتستهلك سعرات حرارية أكثر من السعرات المصروفة خلال فترة الراحة.

إذ تلعب الرياضة دوراً أساسياً في حياتنا اليومية فهي وبحسب بعض الخبراء لها الكثير من الفوائد الصحية والنفسية لذا فقد أصبحت محط اهتمام بالغ من قبل بعض الجهات

والمؤسسات الرياضية التي سعت بشكل جاد إلى نشر وتطوير بعض الرياضات بصورة أكبر في العديد من دول العالم وذلك من خلال إقامة المسابقات والدورات.

لذا تعد الأنشطة الرياضية من الأمور المهمة والأساسية في حياة الإنسان، فهي وبحسب بعض الخبراء سلوك صحي هام لتحسين الصحة العامة، فالرياضة تساعد بشكل كبير في تخليص الجسم من الكثير من المشكلات والأمراض المتنوعة كالسمنة وهشاشة العظام وأمراض القلب والشرايين و الشيخوخة المبكرة والوهن الجسدي والإعياء والأرق وغيرها من الأمور الأخرى.

فقد يكون من الصعب أن تستجمع طاقتك في نهاية اليوم للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، خاصةً وأن الاسترخاء على الأريكة في هذا الوقت يبدو أكثر جاذبية بكثير، لكنَّك لا تحتاج إلى التدرُّب لساعاتٍ في صالة الألعاب الرياضية؛ إذ اتَّضح أنَّ ممارسة الرياضة 30 دقيقة فقط يومياً لمدة خمسة أيام في الأسبوع يمكن أن تكون مفيدة جداً لصحتنا.

وللحصول على فوائد التمارين الرياضية ينصح بممارستها في مكان مفتوح للإستفادة من الأكسجين وإذا اضطر الشخص لممارسة الرياضة داخل غرفة فعليه فتح النوافذ، ومن هذا كله نصل إلى نتيجة مفادها أن على القائمين على المدارس تعليم الطفل أهمية الرياضة وإعطاء حصص أسبوعية لممارسة الرياضة والاهتمام بها أكثر لما لها من آثار ايجابية على صحة الإنسان، ولا تنس عزيزي القارئ أنه بعد ممارسة الرياضة يجب أخذ استراحة ومن ثم شرب الماء أو العصير لتعويض ما تم فقده من سوائل الجسم بسبب التعرق.

كلما تفهم الناس فوائد ممارسة التمرينات الرياضية كانوا أكثر نشاطا من الناحية الجسمانية، وأجرى باحثون بجامعة سنترال كوينزلاند مسحا على 615 شخصا لمعرفة قدر معرفتهم بمنافع النشاط الجسماني ومخاطر الكسل.

وتضمن المسح أيضا أسئلة لقياس الوقت الذي يمضونه في السير أو القيام بنشاط خفيف مثل السباحة أو نشاط أكبر مثل ركوب الدراجات، وكتبت كبيرة الباحثين في الدراسة ستيفاني سكويب وزملاؤها في دورية إن النشاط الجسماني المنتظم ”يحد من خطر الوفاة لأي سبب من الأسباب بنسبة 30 بالمئة ومن خطر الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة مثل أمراض القلب بنسبة 35 بالمئة ومرض السكري من النوع الثاني بنسبة 42 بالمئة وسرطان القولون بنسبة 30 بالمئة“.

إلا أن الباحثين توصلوا إلى أنه كلما تمكن المشاركون من الربط بشكل صحيح بين بعض الأمراض وتراجع النشاط الجسماني كانوا أكثر نشاطا وممارسة للتمرينات، وقال الباحثون في دراستهم إن مبادرات تحسين الصحة ينبغي أن تهدف إلى زيادة الوعي بأنواع الأمراض المرتبطة بعدم ممارسة تمرينات رياضية.

وتشير مراجعة بحثية إلى أن ممارسة مجموعة متنوعة من التمرينات الرياضية المكثفة مع الحرص على فترات راحة وجيزة تتخللها ربما تساعد على خسارة الوزن أكثر من الركض بوتيرة ثابتة على جهاز المشي أو ركوب الدراجة الثابتة في صالات الألعاب.

وغالبا ما ينصح الأطباء من يحاولون خسارة الوزن بالتركيز على خفض السعرات الحرارية وزيادة نشاطهم البدني. لكن باحثين كتبوا في الدورية البريطانية للطب الرياضي يشيرون إلى أن النموذج الأمثل للتمرينات والقدر الكافي منها للوصول إلى الوزن المثالي ليس واضحا، وفي إطار بحثهم الحالي.

كما أن التمرينات المتقطعة تزيد من خسارة الدهون وأن تمرينات السرعة المتقطعة ربما تكون فعالة للغاية في هذا الصدد“، واستمرت جلسات التمرينات المتقطعة 28 دقيقة في المتوسط مقارنة مع 18 دقيقة فقط لجلسات تمرينات السرعة المتقطعة و38 دقيقة من التمرينات المستمرة المتوسطة، وتتنوع برامج التمرينات الرياضية، لكن أكثرها شيوعا هي التمرينات المكثفة المتقطعة التي يستغرق كل منها أربع دقائق وتتخللها فترات راحة لمدة ثلاث دقائق.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن النشاط البدني غير الكافي أحد العوامل الرئيسية للوفاة المبكرة في أنحاء العالم، كما أنه يزيد خطر الإصابة بأمراض غير معدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري.

خلصت دراسة أمريكية إلى أن ممارسة الرياضة تحد من ظهور أعراض الأمراض النفسية وتحسن الحالة المزاجية، وقال الباحثون إن هذه النتيجة ربما تنطبق حتى على القيام بالأعباء المنزلية، وبحث فريق الدراسة بيانات أكثر من 1.2 مليون بالغ في الولايات المتحدة.

وكل تمرين بما في ذلك المشي يرتبط بتخفيف مشكلات الصحة النفسية“، وأثبتت الدراسة أن كل أشكال الرياضة تؤثر على حديث المرء عن شعوره بحالة نفسية سيئة، وكانت الصلة أقوى في حالات من بينها الرياضات الجماعية وركوب الدراجات إذ ارتبطت بتقليل أيام الشعور بحالة نفسية سيئة 22 في المئة مقارنة بعدم ممارسة.

شارك المقال على :