صحة و رياضة : ممارسة مرضى الربو للرياضة

أيوب بن مومن

يعد مرض الربو من الأمراض الرئيسية غير المعدية، ووفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية هناك 235 مليون شخص يعانون من الربو، وتضمن ممارسة الرياضة وجود نظام مناعة قوي وصحي لدى الإنسان وهو أمر بالغ الأهمية في ظل عدم وجود لقاحات أو علاجات معتمدة لوباء معدٍ مثل كورونا المستجد، لذا يجب أن يعمل جهاز المناعة في الجسم بشكل فعال لمحاربة العدوى.

وأثبتت الأدلة العلمية أن الأفراد الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة والأمراض المزمنة أكثر عرضة للتأثر بشدة بفيروس كورونا، وبالتالي زيادة خطر الوفاة، وطالما كانت الرياضة المحفز الطبيعي لتقوية جهاز المناعة، كما تشير معظم الأرقام إلى أن الذين يتبعون نمط حياة صحيا قادرون على التعافي بشكل أسرع.

ممارسة التمارين الرياضية ينعكس إيجابيا على الصحة العامة للجسم، فهى مفيدة لصحة العظام وتساعد في حرق الدهون لذلك يُنصح بالحرص على ممارستها بشكل منتظم، لكن يعتقد البعض أن الرياضة تضر مرضى الربو، وتؤدي إلى زيادة حدة الأعراض، إلا أنه اعتقاد خاطئ، حيث يمكنهم ممارستها لكن بشروط معينة.

الربو الشعبي مرضى التهابي مزمن يؤثر على الشعب والقصبات الهوائية في الرئتين، وتظهر أعراض متغيرة ومتكررة عند التعرض لبعض المؤثرات مثل الهواء البارد، وفقا لما قاله الدكتور أحمد شوقي، أستاذ أمراض الصدر ومدير مستشفى الصدر الجامعي بكلية الطب جامعة طنطا، مضيفا أنه يحدث انسداد شعبي قابل للانعكاس وأزمات متكررة من ضيق التنفس، والسعال، الأزيز لكنها تتحسن تلقائيا بزوال المؤثر أو بالعلاج.

عند ممارسة الرياضة يحتاج الإنسان إلى كميات كبيرة من الهواء، لزيادة احتياج الجسم إلى نسبة أعلى من الأكسجين، ما يؤدي إلى التنفس بسرعة من الأنف أو الفم لهواء بارد وجاف وغير منقى للممرات الهوائية، وبالتالي يسبب تهيج وانقباض في العضلات المحيطة بالممرات الهوائية، لذلك يعتقد البعض أن مريض الربو الشعبي يجب أن يتجنب ممارسة الرياضة.

إلا أن أستاذا لأمراض الصدر أكد أن هذا الاعتقاد خاطئ، خاصة أن الرياضة لها تأثير صحي ومضاد للالتهاب، وبالتالي تعزز فاعلية العلاج الدوائي وتقلل الجرعات المستخدمة، وتوجد دراسات كثيرة مؤكدة لذلك، فالرياضة لا تتعارض مع الربو بل ضرورة ولكن تحت إشراف طبي لتحقيق الهدف العلاجي، ولتجنب حدوث أزمات قبل وأثناء وبعد التدريب، مع ضرورة اتباع بعض النصائح كالالتزام بالأدوية للسيطرة على المرض، استخدام موسعات الشعب الهوائية الاستنشاقية طويلة المدى في الصباح وقصيرة المدى قبل بدء التدريب

بحوالي نصف ساعة وأيضا بعد التدريب، استنشاق موسعات الشعب الهوائية قصيرة المدى عند أي طارئ.

ولا بد من الاحماء قبل البدء في التدريبات القوية، تجنب ممارسة الرياضة في ظروف غير ملائمة من أتربة ورطوبة، الراحة السلبية (عدم ممارسة الرياضة) أثناء فترات البرد والانفلونزا.

بشكل عام، ينصح مرضى الربو بضرورة ممارسة الرياضة، لأنها تساعدهم على التخلص من الإفرازات المخاطية والبلغم، وتسهم في تحسين التنفس وزيادة السعة الحيوية، وزيادة نسبة الأكسجين مع التأكيد على الإشراف الطبي.

شارك المقال على :