الثلاثاء 24 جوان 2025

صور صادمة تفضح الوجه الحقيقي لكيان يتهاوى تحت الرعب، بعدما ضحك مستوطنوه على معاناة الفلسطينيين… واليوم يتجرعون ذات الألم ..بقلم: د. هناء سعادة

نُشر في:
بقلم: د. هناء سعادة
صور صادمة تفضح الوجه الحقيقي لكيان يتهاوى تحت الرعب، بعدما ضحك مستوطنوه على معاناة الفلسطينيين… واليوم يتجرعون ذات الألم ..بقلم: د. هناء سعادة

في مشهد يعكس انقلاباً دراماتيكياً في الرواية الصهيونية، انتشرت خلال الساعات الماضية فيديوهات مهينة توثّق حالة من الذعر والانهيار النفسي في صفوف المستوطنين الصهاينة، المكدّسين في الملاجئ تحت الأرض، يتذمرون من الروائح الكريهة، ويشتكون من نقص الهواء والضغوط النفسية، وبعضهم لا يخفي دموعه وخوفه.

الفيديوهات، التي التُقط معظمها بهواتف شخصية من داخل الملاجئ المنتشرة في مستوطنات الداخل المحتل، أظهرت وجوهًا شاحبة، وأصواتًا مرتجفة، وأحاديث تتحدث عن “الجحيم”، في مشهد يناقض تماماً الصورة المتغطرسة التي اعتاد الاحتلال تصديرها للعالم، وعنجهية مستوطنيه الذين طالما ضحكوا وسخروا من دموع الفلسطينيين تحت القصف والحصار. في أحد المقاطع، تظهر مجموعة من النساء وقد غطين أنوفهن بقماش مبلل، فيما تصرخ إحداهن: “لا نتحمّل الرائحة… لا يوجد مكان للنوم!”، بينما يوثق مقطع آخر شباناً يتهامسون بخوف: “ماذا لو ضربونا مجدداً؟ لا نعرف ماذا نفعل!” — عبارات تنضح بالرعب، وتظهر هشاشة كيان استعماري بُنِي على القمع والتنكيل بالآخر.

وفي مفارقة مؤلمة، يعجز بعض المستوطنين عن إخفاء غضبهم من قادتهم، متهمينهم بالكذب والتضليل، متسائلين: “أين القبة الحديدية؟ لماذا نحن هنا؟ لماذا نُعامل كالحيوانات؟”. تلك الأسئلة، التي طالما تجاهلها الاحتلال حين وجّهها الفلسطينيون من تحت الأنقاض في غزة أو جنين، أصبحت اليوم ترتد إلى صدره.

المعاناة في الملاجئ ليست فقط مادية، بل تكشف تصدعًا نفسيًا ووجوديًا لدى كيان حاول ترسيخ صورة “المنعة”، لكنه يبدو اليوم مكشوفًا وعاريًا من أي غطاء أخلاقي. الذين ضحكوا بالأمس على صور الأطفال الفلسطينيين المرتجفين في المدارس المحاصرة، هم أنفسهم من يرتجفون اليوم في الظلام، يشتكون من ضيق التنفس ويطلبون النجدة.

لقد انكشفت الحقيقة. ما كان يُسوّق على أنه “واحة ديمقراطية في الشرق الأوسط”، يبدو اليوم كمنشأة حديدية يختنق داخلها من ادّعى التفوق. هذا هو الوجه الحقيقي لكيان لم يعرف سوى الاستعلاء، واليوم يتجرّع الخوف والذل، تمامًا كما أذاقه لضحاياه لعقود.

ولا تقتصر المشاهد الصادمة على من بقوا داخل الملاجئ يواجهون الذعر والاختناق، بل تتعداها إلى آلاف المستوطنين الذين يفرّون خارج الأرض المحتلة، في ما يُعرف إعلاميًا بـ “الهجرة العكسية” — وهي ظاهرة متسارعة تعكس انهيار الشعور بالأمان وانعدام الانتماء الحقيقي لتلك الأرض. إنهم يغادرون جماعيًا، يتركون خلفهم “الحلم الصهيوني” المتداعي، ليؤكدوا بأنفسهم ما ظلّ الفلسطينيون يرددونه على مدى عقود: هذه الأرض ليست أرضهم، ولا جذور لهم فيها، وكل ما بنوه كان زيفًا فوق ركام الحقيقة والتاريخ. الهجرة العكسية ليست مجرد هروب فردي، بل شهادة جماعية بفشل المشروع الاستيطاني وانكشاف زيفه أمام العالم.

رابط دائم : https://dzair.cc/jska نسخ