عفو إنساني أم مخرج دبلوماسي؟ … مساهمة للإعلامي كريم قندولي
أنا هكذا أقول رأيي ولو وقف العالم ضدي، وليس ممن يخشون قول كلمة في زمن الأزمات.
في السياسة ليس كل ما يلمع ذهبًا، وأحيانًا القرار الحكيم هو الذي يقي البلد أخطر الأضرار.
بوعلام صنصال رجل في الثمانين، يعاني آفاتًا وأمراضًا خطيرة وسرطانًا متقدمًا — إبقاؤه في السجن لم يكن خيارًا منطقيًا، بل كان سيكلف الجزائر ثمناً إنسانيًا ودبلوماسيًا باهظًا.
الاستجابة لطلب الرئيس الألماني شتاينماير لم تَكُن تنازلاً فارغًا، بل مخرج طوارئ ذكي: ألمانيا تكفّلت بنقله وتحمل تكلفة علاجه، والقرار استند إلى المادة 91/8 من الدستور بعد مشاورات قانونية.
بهذا الشكل ربحنا هدنة إنسانية وفتحنا نافذة مع شريك استراتيجي قد يفيدنا في مشاريع اقتصادية وطاقة متجددة مستقبلية.
السيادة تُمارَس بفطنة وذكاء لا بعناد. ومن يصلّب رأسه “بالتاغنانت” كمن يلقي بصخرة لتغرق في البحر، هو نفسه الذي يصرّ على معارك لا طاقة لنا بها، ويضع البلد في مأزق لا نحتاجه.
لقد قلتها منذ البداية: سجن صنصال لم يكن ضروريًا — كان من الأجدر منعه من الدخول بدل أن نسقط في فخٍّ أُعدّ لنا. فرنسا لو أرادت أن تضغط فلن تتوقف، وكان الرفض سيحوّل الملف إلى عاصفة دبلوماسية أشد.
رجل نصف ميت أشعل أزمة… ولو مات النصف الثاني (الحي) لالتَهبت المعركة الدبلوماسية على مصراعيها.
نتمنى أن يفتح هذا الباب عفوا كبيرا عن مساجين الرأي والحراك الشعبي وكل من دخل السجن بسبب تصريحات أو منشورات على الفايسبوك…
هم أولى من الخـائن بالعفو عند المقدرة .
بقلم الكاتب الصحفي كريم قندولي
