الأربعاء 21 ماي 2025

غضب عارم يجتاح الشارع المغربي بسبب مشاركة لواء غولاني الصهيوني في مناورات عسكرية بالمملكة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
غضب عارم يجتاح الشارع المغربي بسبب مشاركة لواء غولاني الصهيوني في مناورات عسكرية بالمملكة

أثارت مشاركة جنود وضباط من جيش الاحتلال الصهيوني من لواء غولاني تحديدًا نخبة الجيش الإسرائيلي، في مناورات عسكرية في المغرب، استنكارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا أنها تتزامن معَ استمرار حرب إبادة يشنُّها الكيان الصهيوني على غزة منذ أكثرَ من ثمانيةَ عشَرَ شهرا.

وكانت سلطات المخزن قد وجّهت دعوة لجيش الاحتلال بغرض استضافة لواء غولاني في مناورات عسكرية، حيث يأتي ذلك عقب شهرين فقط من قتله 15 مسعفاً في 23 مارس الماضي بإطلاق نار مباشر في رفح ودفنوهم في مقبرة جماعية، وفي أعقاب 590 يوماً من الإبادة في غزة والضفة الغربية، فما هي قصة سماح سلطات المخزن لهذا اللواء المجرم والدموي بالمشاركة في مناورات عسكرية لا مبرر لإقامتها من الأساس؟

منذ 12 مايو الجاري، يستضيف المغرب جنود لواء غولاني في تدريبات على قتال المدن والأنفاق، ضمن مناورات “الأسد الإفريقي 2025” التي تحتضنها المملكة، بحسب ما أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، حيث يشارك لواء غولاني في الحرب على غزة، التي خلّفت حتى الآن أكثر من 53 ألف شهيد، وأكثر من 180 ألف جريح.

ما هي مناورات “الأسد الإفريقي”؟

مناورات “الأسد الإفريقي” (African Lion) هي سلسلة من التدريبات العسكرية السنوية المشتركة التي تُجرى منذ عام 2007، وتُنظَّم بشكل رئيسي من قبل القيادة الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM)، بالتعاون مع القوات المسلحة الملكية المغربية.

وبحسب الموقع الخاص بالجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، فإن الهدف المعلن من هذه المناورات هو “تعزيز التعاون الأمني الإقليمي، وتطوير القدرات التكتيكية والتشغيلية لجيوش الدول المشاركة، إضافةً إلى رفع جاهزية القوات في مواجهة ما تصفه هذه الدول بـ “التهديدات الإرهابية” والهجمات غير النظامية”.

وتشمل هذه المناورات – إلى جانب تدريبات أخرى وتبادل خبرات – محاكاة ظروف واقعية، مثل: الإنزال الجوي، والعمليات البرمائية، وحرب المدن والأنفاق.
بالإضافة إلى الولايات المتحدة والمغرب، تضم المناورات دولاً حليفة مثل: فرنسا، وبريطانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتونس، والسنغال، وغانا، والإمارات، ومصر، والكيان الصهيوني.

المشاركة الصهيونية: لواء “غولاني” في المغرب

للمرة الثانية، يشارك جيش الاحتلال الصهيوني في مناورات “الأسد الإفريقي”، حيث أُعلن عن مشاركة وفد مكوّن من 12 جندياً وقائداً من لواء “غولاني” في نسخة 2025. وينتمي هؤلاء الجنود وقائدهم إلى وحدة الاستطلاع التابعة للواء “غولاني”.

وتأتي هذه المشاركة بعد أن كان الكيان الصهيوني قد شارك في نسخة 2023 كمراقب فقط، وتُركّز التدريبات على سيناريوهات قتالية تشمل حرب المدن والأنفاق، وهي مجالات يُعتبر لواء “غولاني” متخصصاً فيها.

كما شارك الجنود الصهاينة ضمن المناورات في تمارين بالذخيرة الحيّة، وفي تدريبات على التنسيق العملياتي متعدّد الجنسيات، ويقيم الوفد الإسرائيلي في منشآت عسكرية مغلقة في المغرب، بعيداً عن المناطق المدنية، وذلك لضمان السرية والأمان خلال فترة المناورات.

وعلى الرغم من مشاركة جيش الاحتلال في المناورات، لم تُصدر السلطات المغربية تصريحات رسمية تُعلن فيها عن هذه المشاركة. وقد فُسّر هذا التحفّظ من قبل بعض المراقبين على أنه محاولة لتجنّب إثارة المزيد من الجدل الداخلي والاحتجاجات الشعبية.

وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن هيئة الأركان أكدت إصابة جنديين خلال هذه المناورات.

ويعمل المغرب والكيان الصهيوني على تعميق التعاون بينهما على الصعيد العسكري، والأمني، والتجاري، والسياحي، منذ تطبيع العلاقات بينهما في ديسمبر 2020، في إطار الاتفاقات الإبراهيمية.

مجزرة المسعفين في #رفح: جريمة جديدة تُنسب إلى لواء غولاني الصهيوني

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن تفاصيل صادمة لمج. ـزرة ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يوم 23 مارس 2025، حيث استهدفت قافلتين من سيارات الإسعاف وشاحنة إطفاء، كانت جميعها تحمل علامات واضحة وتُشغّل أضواء الطوارئ.

وبحسب التقرير، أطلقت قوات الاحتلال النار على القافلتين دون سابق إنذار، ورغم وضوح كونها مركبات إنقاذ. وبعد تنفيذ الهجوم، تم دفن جثث الضحايا في مقبرة جماعية. وبعد ستة أيام، تمكن فريق تابع للأمم المتحدة من العثور على الموقع وانتشال الجثث.

وأوضحت نتائج تشريح الجثث أن العديد من الضحايا أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة في الرأس والصدر، كما وُجدت على بعضهم علامات تقييد في الأيدي والأرجل، وهو ما يشير بقوة إلى تنفيذ عمليات إعـ .ـدام ميدانية بحقهم.

من جهته، أقرّ جيش الاحتلال الصهيوني بمسؤولية جنود من لواء غولاني عن إطلاق النار على القافلتين. وكان هؤلاء الجنود يعملون تحت قيادة اللواء الاحتياطي 14 المدرع، والذي يُعد جزءاً من فرقة عسكرية يقودها العميد يهودا فاخ.

وبحسب شهادة ضباط سابقين وتحقيق أجرته صحيفة هآرتس العبرية، فإن العميد فاخ أعطى تعليمات مباشرة حدد فيها ما يُعرف بـ”مناطق قتل” غير رسمية في عدة مناطق من قطاع غزة. هذه السياسة أدت إلى وقوع عمليات قتل تعسفية ضد المدنيين الفلسطينيين.

ووفقًا لما نقلته هآرتس، فقد أخبر فاخ جنوده بأن “لا يوجد أبرياء في غزة”، وهو تصريح يعكس ذهنية متطرفة تجاه السكان المدنيين، ويشكل مؤشراً خطيراً على النهج العملياتي المتبع.

وتُضاف هذه الحادثة إلى سلسلة من الانتهاكات الموثقة التي ارتكبتها وحدات من لواء غولاني في قطاع غزة، وتثير تساؤلات حادة بشأن المساءلة الدولية ومحاسبة المسؤولين عن جرائم حرب محتملة.

استنكار شديد بالمغرب ومقررة أممية: انتهاك للقانون

تتواصل حملة الانتقادات للسلطات المغربية بسبب مشاركة إسرائيل في مناورات الأسد الإفريقي، حيث وصفت مقررة أممية الأمر بالانتهاك للقانون الدولي، وعبرت هيئات مغربية عن تنديدها معتبرة أنه يشكل استفزازا لمشاعر المغاربة الذين لم يفتروا عن التضامن في الشوارع مع الفلسطينيين ضد حرب الإبادة الصهيونية.

وتعليقا على مشاركة كتيبة غولاني الإسرائيلية المسؤولة عن مذبحة 15 مسعفا في غزة قبل شهرين، قالت فرانشيسكا ألبانيز المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 إن هذا الأمر إذا تأكد أن هذا الاستقبال يعد انتهاكا للالتزام الدولي بالتحقيق مع الأفراد المتورطين في جرائم فظيعة ومحاكمتهم.

وحثت المقررة الأممية الخاصة السلطات المغربية على احترام سيادة القانون، منبهة إلى أن العالم يراقب.

وبدورها، نددت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بمشاركة جيش الاحتلال الصهيوني في المناورات العسكرية “الأسد الإفريقي” بالمغرب، من خلال فرقة غولاني المعروفة بجرائمها المروعة في حق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها جريمة اغتيال 15 موظفا نهاية مارس المنصرم، من طاقم الهلال الأحمر والدفاع المدني والأونروا في رفح، ودفنهم مقيدي الأيدي بدم بارد.

ووصفت الجبهة في بيان هذه المشاركة بالفعل الشنيع المنفلت من كل الضوابط الأخلاقية، والذي لا يقيم أي اعتبار لمشاعر الشعب المغربي، في ظل استمرار حرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.

وأدانت الجبهة بشدة مشاركة جيش الاحتلال الصهيوني المجرم في هذه المناورات العسكرية، واعتبرت ذلك توغلا في التطبيع الرسمي مع الكيان، واستفزازا للشعب المغربي قاطبة وخيانة للقضية الفلسطينية.

ودعت الجبهة التي تضم عدة هيئات إلى وضع حد نهائي لهذه المناورات أصلا بسبب طبيعتها المعادية لمصالح الشعوب، وفي مقدمتها شعوب القارة الافريقية والشرق الأوسط بصفة عامة.

رابط دائم : https://dzair.cc/iiva نسخ