10 سبتمبر، 2025
ANEP الأربعاء 10 سبتمبر 2025
×
Publicité ANEP
ANEP PN2500010

Annonce Algérie Poste
ANEP PN2500010

فرنسا على صفيح ساخن… احتجاجات “شلّ البلاد” تكشف عمق الغضب الاجتماعي

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
فرنسا على صفيح ساخن… احتجاجات “شلّ البلاد” تكشف عمق الغضب الاجتماعي

باريس – 10 سبتمبر 2025

شهدت فرنسا اليوم الأربعاء واحدة من أوسع التعبئات الشعبية في السنوات الأخيرة، بعدما دعت حركة “Bloquons-Tout” (فلنشلّ كل شيء) إلى يوم احتجاجي شامل ضد سياسات الحكومة والموازنة الجديدة، رافعة شعار “شلّ البلاد”. ورغم أن الهدف المعلن لم يتحقق بالكامل، فإن الرسالة وصلت قوية: الغضب الاجتماعي في تصاعد مستمر، والاستياء من السلطة يتعمق.

احتجاجات في كل الأرجاء

انطلقت المظاهرات في أكثر من 550 نقطة تجمّع شملت باريس وليون ونانت وتولوز ومرسيليا، مع 262 عملية تعطيل شملت الطرق الدائرية والموانئ والمطارات، إلى جانب “عمليات رمزية” مثل فتح بوابات الطرق السريعة مجاناً أو تعطيل أنظمة الدفع الإلكتروني. وبحسب وزارة الداخلية، تراوح عدد المشاركين بين 175 ألفاً و250 ألفاً، في حين أكدت النقابات أن الأعداد أكبر بكثير.

انتشار أمني غير مسبوق

استنفرت السلطات نحو 80 ألف شرطي ودركي، بينهم 6 آلاف في العاصمة، لمواجهة أي تجاوزات. ورغم ذلك، سجل اليوم أكثر من 470 اعتقالاً، بينها 200 في باريس وحدها، مع استخدام مكثف للغاز المسيل للدموع في بعض المواقع. وشهدت تولوز ونَانت مواجهات عنيفة، فيما تعطلت حركة القطارات مؤقتاً بعد إشعال النار في حافلة قرب محطة تولوز.

غضب اجتماعي عابر للأحزاب

الحركة التي انطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما تحولت إلى دينامية سياسية مدعومة من أحزاب يسارية مثل “فرنسا الأبية” والخضر والشيوعيين. في المقابل، رفضت أحزاب اليمين واليمين المتطرف المشاركة. لكن استطلاعاً للرأي أظهر أن 63% من الفرنسيين يتعاطفون مع الحركة، حتى لو فضّل معظمهم التظاهر التقليدي على التعطيل الشامل.

أزمة سياسية خانقة

تأتي هذه التعبئة بعد سقوط حكومة فرنسوا بايرو إثر حجب الثقة، وتعيين سيباستيان لوكورنو رئيساً جديداً للوزراء، ليكون الرابع في ظرف عامين. هذا التغيير المتسارع في السلطة يعكس هشاشة الوضع السياسي، ويضاعف الضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يواجه قريباً تقييماً حساساً من وكالة “فيتش” بشأن الديون الفرنسية.

هل بدأت مرحلة جديدة؟

رغم أن البلاد لم تُشل بالكامل، إلا أن الاحتجاجات وجهت رسالة واضحة: الشارع لم يعد يقبل بسياسات التقشف التي تمس الفئات الهشة، والغضب الاجتماعي قد يتحول إلى حراك أكبر وأكثر تنظيماً. بالنسبة للمتظاهرين، “الكرامة الاجتماعية” لم تعد قابلة للمساومة، وأي تجاهل رسمي قد يفتح الباب أمام موجات احتجاجية متتالية يصعب السيطرة عليها.

رابط دائم : https://dzair.cc/xovm نسخ