الاثنين 04 أوت 2025

فيما أكدت أنّ نصرة غزة ليست ترفا بل فرض عين.. جماعة العدل والإحسان تحذّر من خطر تغلغل الصهيونية في المغرب

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
فيما أكدت أنّ نصرة غزة ليست ترفا بل فرض عين.. جماعة العدل والإحسان تحذّر من خطر تغلغل الصهيونية في المغرب

دعا محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، إلى استنفار شامل لدعم غزة في مواجهة الإبادة الجماعية والحصار المشدد، محذراً من أن التقاعس في النصرة يشكل خزيًا وعارًا وحسرة في الحياة الدنيا والآخرة. خلال كلمة بثها مباشرة عبر قناة “الشاهد” بمناسبة اليوم العالمي لنصرة غزة، الذي يصادف الثالث من أغسطس الجاري، شدّد عبادي على ضرورة تجاوز حدود الانفعال والتنديد باتجاه أفعال عملية تمنع تقدم المشروع الصهيوني.

عبادي حذر من خطر تغلغل المشروع الصهيوني في المغرب، مشيراً إلى ضرورة إدراك العامة خطورة السماح بتمدده داخل المجتمع على المستويات السياسية، الثقافية، الاقتصادية والفنية. وأضاف أن هذا التوغل قد يعرض البلاد لهيمنة صهيونية إذا لم تتصدى الأمة لهذا الخطر، منتقداً الدور السلبي لبعض المتنفذين الذين سمحوا بتحقيق هذه الاختراقات.

واعتبر عبادي أن الاكتفاء بالكلام لم يعد مجديًا أمام الجرائم المستمرة للصهيونية، مؤكداً أن الشجب والمشاعر المحضة لا تقدم شيئاً يذكر في مواجهة الظلم والدمار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. ودعا إلى هبّة دائمة من الأمة وأحرار العالم لكسر حصار غزة، معرباً عن خجل أهل الأمة من تقصيرهم في نصرة أشقائهم هناك، ومواسياً أهل غزة بأن موعد شهدائهم جنات النعيم وفق وعد الله.

أوضح عبادي أن الله يمهل الظالمين ليبلغوا ذروة فسادهم واستعلائهم قبل أن يأخذهم أخذ قوي قادر. وفي الوقت نفسه، حمل الأمة مسؤولية الوقوف إلى جانب الفلسطينيين باعتبار ذلك جزءاً من امتحانها الإلهي، مؤكداً أن الله قادر على تدمير العدو ولكنه يريد أن يثبت الحجة على خلقه عبر الاستنهاض.

وفي سياق حديثه، عبّر عبادي عن التزام جماعة العدل والإحسان بدعم القضية الفلسطينية قلبًا وقالبًا، مشددًا على أنهم لن يتوقفوا عن الدعاء أو عن النزول إلى الشوارع للتنديد بجرائم الاحتلال والصمت المريب لبعض الحكام. وانتقد أيضًا ضعف ضمائر وآذان المسؤولين، قائلاً إن أصوات المظلومين لا تجد حياة لدى من يُناشدونهم.

وجه عبادي دعوة مباشرة لحكام الدول الإسلامية، يحثّهم على عدم الاكتفاء بترف الجيوش والأسلحة دون مواجهة العدو الصهيوني الذي يشكل أكبر تهديد للأمة. وشدد على أهمية المصالحة بين دول الجوار وتوحيد الصفوف وقوتها بدل التناحر والتشتت.

وطالب عبادي علماء الأمة بالخروج من دائرة إصدار البيانات والنزول إلى الميدان لتوعية الناس وتوجيهها نحو المواقف العملية الداعمة لفلسطين. وعبّر عن استنكاره لبُعد بعض العلماء عن أدوارهم الحقيقية، مذكّراً بقصة العابد الذي هلك مع قوم ظالم لأنه لم يعترض على فسادهم أو يُظهر وجه الغضب لله.

اختتم عبادي رسالته بنداء للشعوب الإسلامية بالتحرك العملي لدعم غزة، مُستنكراً أن تكون الشعوب الأوروبية أكثر جرأة واستجابة في الدفاع عن مظلومين بعيدين عنها جغرافيًا بالمقارنة مع الشعوب المسلمة التي تربطها بغزة أواصر الدين والتاريخ واللغة. وذكّر بأن القضايا التي تواجه أهل غزة قد تصيب غيرهم عاجلًا أو آجلًا إذا استمروا في السلبية والتخاذل.

رابط دائم : https://dzair.cc/wdys نسخ