في تصريحات مضادة لمسؤولين تونسيين سابقين مسيئة للجزائر: منجي الحامدي: “الجزائر تؤدي دورًا محوريًا لحل أزمات المنطقة سلميا عن طريق الحوار”

كحلوش محمد

لقد بات كل من هب ودب يستأسد على الجزائر ويُطلق سهام الغدر والتخوين نحوها وهو ما يؤكد بأن مواقفها المشرفة في مختلف القضايا والملفات تزعج هؤلاء “الحثالة من المتردية والنطيحة وما أكل السبع”.

فيعد الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الذي تطاول على الجزائر بكلمات متعفنة عفن فمه الذي كان عليه قبل أن يذكر اسم الجزائر أن يغسله و يمضمضه 7 مرات على الأقل أو يلتزم حدوده ويزم فمه قبل أن يرغمه الجزائريين على ابتلاع لسان أو قطعه ورميه للكلاب الضالة لتأكله وأظنها لا تفعله وستعافه….!، ها هو وزير خارجية تونس الأسبق، أحمد ونيّس يوجه نقدًا لاذعًا للنظام الجزائري معتبرًا إياه “نظامًا عسكريًا يتولى ترسيخ خريطة الاستعمار في المنطقة المغاربية”.

لكن مقابل ذلك، هناك دومًا تنبعث أصوات الحكمة والتعقل من ركام الأحقاد لتقول كلمة الحق ولو كانت مرة، فقد أكد وزير الخارجية التونسي السابق والمبعوث الأممي السابق لمالي منجي الحامدي، اليوم الأحد أن الجزائر تؤدي “دورا محوريا” لحل أزمات المنطقة سلميا عن طريق الحوار وبالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بهدف الحفاظ على السلم والاستقرار.

وصرح الحامدي لوكالة الأنباء الجزائرية قائلًا : “المعروف عن الجزائر الشقيقة أنها دولة لها ثقل بالمنطقة وإفريقيا وهي تقوم بدور محوري لحل الأزمات بمقاربة سلمية وعن طريق الحوار” بـ”التعاون مع منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وهو ما تفعله الجزائر حاليا في مالي وليبيا وهو دور يهدف -كما قال- الى “الحفاظ على السلم والاستقرار للمنطقة والذي يعود بالنفع على كافة شعوب” افريقيا.

وبعد أن ذكر الدبلوماسي التونسي بأن “الجزائر ساهمت بجهد كبير في حل أزمة مالي والتوقيع على اتفاق السلام والمصالحة بين الأطراف المالية سنة 2015 رفقة الأمم المتحدة” وهي الفترة التي كان فيها السيد منجي الحامدي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى مالي، وصف تصريحات وزير الخارجية التونسي السابق، أحمد ونيس، الذي تهجم فيها على الدولة الجزائرية بــ”المخزية وغير المسؤولة”، مبرزًا أن “الشعب التونسي الذي يكن كل التقدير والاحترام للجزائر شعبا ودولة لن يقبل بوصف الجزائر بمثل هذه العبارات”.

وأوضح الحامدي أن تصريحات أحمد ونيس “لا تمثل الحقيقة” لأن “الدولة الجزائرية لديها مؤسسات محترمة وملتزمة بواجبها في إطار القانون وعدم التدخل في شؤون الغير بما في ذلك جيشها الجمهوري (الجيش الوطني الشعبي)”، مضيفا بأن هذه التصريحات كذلك “لا تليق بالعمق التاريخي” للعلاقات الجزائرية-التونسية و” لا لروابط الشعبين”.

كما أنها “غير مقبولة من أي تونسي” لان الجزائر “وقفت دائما بجانب تونس وساندتها في أيامها الصعبة خاصة بعد أحداث 2010 (ثورة الياسمين)”.

وأكد الدبلوماسي التونسي في الأخير أن التهجم على الجزائر بمثل هذه التصريحات “لا ينقص لا من وزنها ولا من دورها المحوري التاريخي في المنطقة ولا من متانة العلاقات التاريخية المتجذرة بين الشعبين الجزائري والتونسي”.

وزير خارجية تونس الأسبق يزعم بأن الجزائر استولت على المئات من الكيلومترات من صحراء بلاده في عهد بورقيبة…!

وزير خارجية تونس الأسبق،أحمد ونيّس الذي سبق له أن كان سفيرًا لتونس في موسكو وكذا في نيوديلهي قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية في حكومة الغنوشي الثانية، اعتبر في تصريحات على أثير إذاعة تونسية خاصة أن النظام العسكري في الجزائر “يلعب بالنار” في منطقة المغرب العربي.

وأكد الديبلوماسي التونسي، أن منطق النظام العسكري في الجزائر اتجاه قضية الصحراء الغربية، هو ما دفع المغرب إلى البحث عن صفقة مع الإدارة الأمريكية، وكذا إعادة العلاقات مع إسرائيل بعد أن جرّب “كل الخيارات” لحل مشكل الصحراء الغربية، من الحرب إلى السلم، ثم توظيف الديبلوماسية إلى خيار ترك الملف لعامل الزمن، لكن لا شيء جعل الجزائر تغير منطقها الاستراتيجي في “خنق المنطقة” بهذا الملف، ومحاول “قضم الصحراء الغربية من المغرب كما فعلت ذلك مع تونس على عهد بورقيبة”.

الجزائر استولت على المئات من الكيلومترات من صحراء تونس في عهد بورقيبة…!

وعاد وزير الخارجية التونسي الأسبق للحديث عمّا فعله النظام العسكري الجزائري في حق تونس كما يفعل مع المغرب منذ 45 سنة، حيث أكد أحمد ونيّس أن الجزائر نالت استقلالها بفضل الدعم التونسي والمغربي،-لكنه نسي بأن المغرب و تونس نالا إستقلالهما سنة 1956 بفضل الجزائر التي رفضت فرنسا الاستعمارية التفريط فيها و سمحت في المغرب و تونس- قبل أن تنقلب على البلدين، مشيرًا إلى أن النظام العسكري الجزائري “افتك المئات من الكيلومترات من صحراء تونس على عهد بورقيبة” الذي لم يستطع أن يفعل شيئًا، غير أن الحسن الثاني جَابَه نظام العسكر في الجزائر ورفض قضم أراضٍ داخل بلاده، وخاض من أجل ذلك حربًا ضد الجزائريين.

واعتبر الديبلوماسي التونسي، أن المغرب لم يكن لديه أي خيار بخصوص صفقته مع ترامب، بالرغم من أنه تفاجأ بخطوة إعادة العلاقات مع إسرائيل، غير أنه يتفهمها، بحكم أن الرباط أرادت استغلال فرصة ما تبقى من إدارة دونالد ترامب لعقد هذه الصفقة التي كان فيها الملك محمد السادس “جريئًا”، حسب وصفه، خصوصًا أنه لم يقبل التطبيع مع إسرائيل من أجل إسرائيل، بل من أجل التخلص من انفصال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية.

وأشار الديبلوماسي التونسي إلى أن خيار بناء المغرب العربي كسّره النظام الجزائري الذي “أحرق المنطقة” وأدخلها في خيارات الحرب، بدأها مع تونس في “كبسة”، وهو العدوان الوحيد الذي كان ضد بلاده منذ استقلالها، قبل أن يدخل في حرب طويلة ضد المغرب، مشيرًا إلى أن النظام العسكري الجزائري يعاني منه حتى الجزائريين أنفسهم، حيث أكد السياسي التونسي أنه كان يمني النفس بتغيير النظام العسكري الجزائري مع الحراك ليصبح نظامًا ديمقراطيًا، وهو ما كان سيفيد المنطقة ككل، غير أن الحاصل هو أن نظام العسكري في الجزائر يصر على “ترسيخ خريطة الاستعمار في المنطقة المغاربية”.

هي تصريحات خطيرة بلا شك خاصة وأنها صادرة عن مسؤول تونسي سابق وبالتالي تستوجب رد صارم وحازم من الجزائر لإخراس كل هذه الأصوات المزعجة والتي تريد الإساءة للجزائر وتشويه صورتها.

بعد تصريحات وزير سابق حول قضية الصحراء.. تونس تؤكد قوة علاقتها مع الجزائر

أكد وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، الثلاثاء الماضي، أن صفاء العلاقات التونسية الجزائرية “لا يمكن أن تكدره مواقف غير رسمية لا تلزم تونس في شيء، ولا تلزم إلا أصحابها”.

وأفاد بيان للخارجية التونسية بأن الجرندي أعرب خلال لقائه بالسفير الجزائري عزوز باعلال “عن اعتزاز تونس بعلاقات الأخوة مع الجزائر”، مبرزا ما تحظى به “العلاقات التونسية الجزائرية من متابعة يومية من قبل رئيس الجمهورية، الذي يحرص كل الحرص على التنسيق والتشاور مع أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، بشأن قضايا المنطقة والمسائل ذات الاهتمام المشترك”.

وقال موقع “موزاييك أف أم” إن تأكيد الجرندي على صفاء العلاقات التونسية الجزائرية، يمثل فيما يبدو ردا على تصريحات أدلى بها وزير الشؤون الخارجية الأسبق، أحمد ونيس، أمس الاثنين لإحدى الإذاعات الخاصة، انتقد فيها الدور الجزائري بخصوص تطورات الأوضاع في الصحراء وملف تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب.

عمّـــــار قـــردود

رابط فيديو:https://youtu.be/4gvK7WvYWis

 

شارك المقال على :