رد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل السعيد سعيود، على سؤال كتابي وجهه النائب البرلماني عز الدين زحوف إلى الوزير الأول سيفي غريب، بخصوص الاستراتيجية المتخذة للحد من الحوادث المميتة الناجمة عن الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون.
وفي رده، قال سعيود: “لقد تلقيت ببالغ الاهتمام، سؤالكم الكتابي المتعلق بالإجراءات المتخذة للحد من الحوادث المميتة الناجمة عن الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون”.
وأضاف: “وفي هذا الشأن، وبتوجيه من الوزير الأول، يشرفني بداية أن أنهي إلى كريم علمكم، أن استراتيجية الحكومة للحد من هذه الظاهرة متعددة القطاعات والفاعلين، حيث تعمل بالتنسيق فيما بينها لوضع السياسات الكفيلة بضمان أرواح الأشخاص والحفاظ عليها”.
وتابع وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل: “في هذا الإطار، تباشر دائرتنا الوزارية في إطار الوقاية من أخطار الحوادث المنزلية لاسيما الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، في كل سنة بتسطير برنامج خاص بفصل الشتاء، وتسهر المديرية العامة للحماية المدنية على تنفيذه عن طريق مختلف مصالحها ووحداتها المنتشرة عبر إقليم التراب الوطني”.
وفي هذا الصدد، كشف الوزير سعيود : تم تسطير مخطط توعوي تحسيسي، لتجنب وقوع ضحايا خلال موسم الشتاء لسنة 2025 بهذا الغاز القاتل الصامت، حيث يتضمن تنظيم حملات وطنية وقائية تحسيسية انطلقت بتاريخ 06 أكتوبر وتمتد إلى أواخر شهر مارس من سنة 2026، تحت شعار “شتاء بلا حوادث … من أجل دفى أمن”.
ويتضمن هذا البرنامج – وفقاً للوزير – عدة نقاط منها تعزيز العمليات التحسيسية الجوارية على مستوى كل البلديات وعلى مستوى المجمعات السكنية التي تم ربطها حديثا بشبكة غاز المدينة، وذلك من خلال تنظيم قوافل وقائية تحسيسية حول أخطار القاتل الصامت لفائدة السكان، بالإضافة إلى العمل مع مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز على مراقبة وتفقد أجهزة التدفئة والتوصيلات خلال العمل التحسيسي الجواري رفقة الشركاء الفاعلين في المجال، وكذا مرافقة ذات المصالح في عملية تركيب أجهزة كشف الغاز أحادي أكسيد الكربون، كما تعمل مصالح الحماية المدنية على إشراك المساجد والأئمة في هذه العملية التحسيسية لاسيما أيام الجمعة، وكذلك على تجسيد هذه العملية في المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها من خلال تقديم دروس بيداغوجية حول خطر الاختناقات، وكذا في مراكز التكوين المهني بالخصوص لفائدة الطلبة المتخصصين في الترصيص، بالإضافة إلى الجامعات.
وفي نفس السياق، تم تكثيف الحصص الإذاعية والتلفزيونية التوعوية بإشراك كل الفاعلين والمتدخلين، وبث ومضات تحسيسية عبر قنوات التلفزيون والإذاعات الوطنية والمحلية، مع إرسال رسائل نصية عبر متعاملي الهاتف النقال الثلاثة أيام 06 و 20 و 30 أكتوبر 2025، على أن تتم مواصلة العملية بإرسال رسائل نصية أخرى طيلة موسم الخريف والشتاء، فضلا على استغلال الساحات العمومية، بإقامة معارض توعوية تحسيسية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبث مختلف الومضات والمطويات التحسيسية، حسبما جاء في رد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل.
وفي إطار عرض محور الاستراتيجية الوقائية من خطر غاز أحادي أكسيد الكربون – يتابع الوزير سعيود رده: “أحصت مصالحنا ما يزيد عن 5291 عملية تحسيسية عبر كافة ربوع القطر الوطني منذ بداية السنة منها 1387 نشاط تحسيسي في الساحات العمومية 1831 نشاط في المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة 1604 نشاط تحسيسي في المساجد أيام الجمعة، 276 نشاط في معاهد التكوين المهني لاسيما المتربصين في تخصص الترصيص الصحي، 193 نشاط تحسيسي في مؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 95000 مطوية تحسيسية تتضمن الحوادث المنزلية، لاسيما خطر الاختناق بأحادي أكسيد الكاربون.
وأشار الوزير، إلى أن هذا البرنامج الوطني يتم بالتنسيق مع مختلف الدوائر الوزارية كالصحة، التربية الشؤون الدينية والأوقاف التكوين المهني التجارة الري الأشغال العمومية، ومختلف المؤسسات كالجامعات، شركة توزيع الكهرباء والغاز وكذلك بالتنسيق وبمساهمة كل من الفاعلين المتدخلين في الميدان من مجتمع مدني ووسائل الإعلام بمختلف أصنافها البصرية والسمعية والمكتوبة بغرض إعطاء صدى أوسع لهذه العملية، حيث تم وضع حيز التنفيذ كل النشاطات التي تم برمجتها من أجل ضمان نشر واسع لمختلف النصائح والإرشادات، وقصد غرس ثقافة الوقاية من الأخطار لدى المواطنين وكيفية التعامل معها لتجنبها أو التقليل من حدتها بالتركيز على العمل الوقائي الجواري.
وفي هذا الإطار، شدد الوزير على أنه لابد من التنويه أن هذه الحملات كان لها الأثر الإيجابي، بحيث تم تسجيل تراجع في عدد الضحايا خلال سنة 2025، مقارنة بسنة 2024 أين سجلت مصالحنا منذ الفاتح جانفي إلى غاية 30 سبتمبر من السنة الجارية، 541 تدخلا سمح بإنقاذ 1272 شخصا.
*وفي التالي نص السؤال الذي توجه به النائب البرلماني عزالدين زحوف:*
السيد الوزير الأول،، تحية طيبة وبعد،،
يُعدُّ الاستشراف الاستراتيجي أداة حيوية للانتقال من ثقافة رد الفعل إلى الفعل الاستباقي، ومن إدارة الأزمات بعد وقوعها إلى بناء مستقبل أكثر أمناً. وانطلاقاً من هذا المبدأ، واستناداً إلى البيانات الصادمة عن حصيلة سنة 2024 التي سجلت 114 حالة وفاة و 2178 شخصاً تم إنقاذهم بسبب اختناق الغاز، فإننا نتوجه إليكم السيد الوزير الأول بهذه الأسئلة لتحويل هذه المأساة المتكررة إلى نقطة انطلاق لسياسات وقائية فعالة.
1. ما هي الاستراتيجية الشاملة والمندمجة التي تتبناها الحكومة، للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تحصد أرواح المواطنين بشكل متكرر، خاصة مع حلول فصل الشتاء؟
2. كيف يتم التنسيق بين القطاعات الوزارية المعنية (الطاقة، الداخلية، التجارة، الصحة) لمعالجة الأسباب الهيكلية لهذه الحوادث، مع التركيز بشكل خاص على:
· تعزيز الرقابة على جودة وسلامة الأجهزة الجديدة والمستعملة في السوق.
· ضبط مهنة تركيب وصيانة الأجهزة بشكل يمنع الممارسات غير الآمنة.
3. هل توجد خطة لتعزيز الحملات التحسيسية لتشمل ليس فقط توعية المواطنين، ولكن أيضاً التنبيه المبكر للمخاطر الناشئة عن أنواع معينة من الأجهزة أو أنماط الاستخدام الخاطئة؟
4. ما هي الآليات الجديدة التي يمكن تطبيقها للرقابة الاستباقية على قنوات تسويق وبيع الأجهزة (خاصة المستعملة أو غير المطابقة للمعايير) عبر الإنترنت وفي المحلات؟
5. ما هي الإجراءات العقابية الرادعة المطبقة فعلياً بحق المتلاعبين بسلامة المواطنين من خلال ترويج أجهزة غير آمنة أو القيام بتركيبها بشكل غير مهني؟
تفضلوا، السيد الوزير الأول، بقبول فائق الاحترام والتقدير.
