لجنة التحكيم على مستوى الفيفا تخرق القوانين !!

أيوب بن مومن

لا تزال تداعيات ملف مباراة الجزائر والكاميرون يلقي بظلاله على الساحة الكروية الجزائرية حيث لم يهضم الجمهور الجزائري الطريقة التي تعاملت بها لجنة التحكيم التابعة للفيفا مع الطعن والتظلم الذي ارسله الإتحاد الجزائري لكرة القدم لهيئة الإيطالي كولينا قصد استعادة حق الجزائر الذي سلب في ليلة الـ 29 من شهر مارس الماضي واغتيال أحلام الجزائريين في سبيل رؤية منتخب بلادهم يقتطع تأشيرة التأهل إلى المونديال.

وتواصل الهيئات الرياضية بالجزائرية حملة الدفاع على الملف الجزائري بكل ما أوتي من قوة إيمانا منها بأن هناك قضية حيكت خيوطها بإحكام من أجل اسقاط ورقة الجزائر من مونديال قطر، حيث كشفت جريدة دزاير سبور منذ أيام المساعي الحثيثة لبعض الأطراف للدفاع عن مصلحة الوطن وعن ملف الجزائر وقامت بتقديم بعض الأدلة الملموسة والتي تضمنتها بعض الخروقات القانونية في رد لجنة التحكيم على مستوى الإتحاد الدولي لكرة القدم والذي لم يستوعبه السواد الأعظم من الجزائريين شكلا ومضمونا

خروقات قانونية في لجنة التحكيم للفيفا

بالعودة إلى بيان الفيفا الصادر في الـ 6 ماي 2022 فإن لجنة التحكيم التابعة للفيفا أصدرت قرارها النهائي ببطلان الطعن الذي تقدمت به الفاف وإلى حد كتابة هذه الأسطر فإن كل شيء طبيعي ، لكن الشيء غير الطبيعي الذي يتنافى مع القانون الأساسي واللوائح وهو أن البيان كان موقعا من طرف رئيس لجنة التحكيم ويتعلق الأمر بالإيطالي بييرلويجي كولينا بالإضافة إلى مدير التحكيم على مستوى هيئة الإتحاد الدولي لكرة القدم السويسري ماسيمو بوزاكا ، وهو الأمر الذي طرح أكثر من علامة استفهام حول دخل الأخير في صلاحيات لجنة التحكيم

والأكيد أن مهام مديرية التحكيم على مستوى الفيفا هي تطوير سلك التحكيم على مستوى العالم وليس مناقشة النزاعات التحكيمية التي هي من اختصاص هيئة الإيطالي كولينا وأعضاءه الـ 13، بحيث يعقدون اجتماعا في كل مرة لمناقشة القضايا العالقة والمتنازع فيها قبل الخروج بقرار نهائي، وكل واحد فيهم يدلي بصوته مع الأخذ بعين الاعتبار صوت الأغلبية في القضية ولهذا السبب يتم انشاء اللجان بعدد فردي حتى تضمن الهيئات الكروية الفصل في القضايا المشابهة عن طريق التصويت وهو الأمر الذي لم يطبق في ملف الجزائر والكاميرون بحيث انه ينبغي في مثل هذه الحالات أن يتم مراجعة البيان شكلا قبل أن الرجوع إلى مضمونه وفحواه وعليه فإن بيان الفيفا باطل قانونا

ماسيمو بوزاكا مدير التحكيم يتدخل في قرار لجنة التحكيم؟

ماسيمو بوساكا، من مواليد 6 فيفري 1969 في بلينزونا، حكم كرة قدم سويسري دولي سابق استنجد به الإتحاد الدولي لكرة القدم في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل بحكم أن الأعضاء الـ 13 في لجنة التحكيم التابعة للفيفا هم المخول لهم بدراسة الملف أو التوقيع عليه ، ضف إلى ذلك فهو ليس بنائب لرئيس لجنة التحكيم كولينا وهو مايطرح أكثر من علامة استفاهم حول البيان الأخير للفيفا كما توضحه الصور ، فضلا عن ذلك فإن لجنة التحكيم للفيفا عبر موقعها الرسمي تؤكد على أن المواضيع التحكيمية المتنازع فيها من صلاحيات لجنة التحكيم كما تعرض أسماء الأعضاءها والمقدر عددهم بـ 13 عضوا وهم :

منتخب بلماضي لم يكن لتتأهل حتى أمام غانا أو كونغو الديمقراطية ؟

هذا وأكدت مصادر مقربة من جريدة دزاير سبور بأن الجزائر كانت ستلقى نفس المصير حتى لو أوقعتها القرعة في الدور الفاصل أمام منتخبات أقل قوة من الكاميرون على شاكلة غانا أو كونغو الديمقراطية بحكم أن هناك أمورا خفية كانت تحاك في الكواليس من أجل شطب إسم الجزائر من قائمة المنتخبات المونديالية خاصة وأن المنتخب الجزائري بات مصدر إزعاج الكثيرين عقب التتويج ببطولة كأس العرب وهو الأمر الذي أحرج عديد إتحادات القارة الأفريقية فضلا عن الصراحة والجرأة التي يتمتع بها الناخب الوطني جمال بلماضي في خرجاته الإعلامية ومؤتمراته الصحفية والذي كان في كل مرة يندد فيها على التحكيم وهو ماجعل زميله ومدرب السنغال اليو سيسي ينصحه بالتوقف عن ذلك لأنه سيدفع الثمن غاليا وهو ما حصل في نهاية المطاف

الجزائر في مواجهة هيئة كولينا

ملف مباراة الجزائر والكاميرون بات على صفيح ساخن بحكم أن الفاف تعتزم اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية حتى تشكو لجنة التحكيم التي يرأسها الإيطالي كولينا وهو الأمر الذي سينبأ بصيف حار بحكم أن تحدي أحد لجان هيئة انفانتينو له تداعياته في المستقبل خاصة وأن رئيس الفيفا مقبل على الترشح لعهدة آخرى ويريد بعض الهدوء والسكينة ليظفر بسنوات أخرى على رأس أعلى هيئة كروية في العالم.

صراعات داخلية أضاعت الوقت على ملف الجزائر

الشيء يتأسف له بعض العقلاء وهو الوقت الذي تم إهداره من قبل العديد من الأطراف حول قضية مباراة الجزائر والكاميرون فعوض الإلتفاف حول مصلحة الجزائر كان البعض يتراشق الإتهامات والبعض الآخر يقوم بتصفية حساباته القديمة وكأنه كان ينتظر سقوط المنتخب الجزائري من أجل يظهر سكينه الحاد ، حتى صارت الصحف الأجنبية تستدل بما يحصل في سقطات بعض الأطراف الفاعلة في الوسط الرياضي عبر وسائل الإعلام ، أما القطرة التي أفاضت الكأس فتلك المتعلقة بالفوضى العارمة التي حلت بالفاف ومكتبها التنفيذي وأعضاءه الذين كانوا يتربصون من أجل تولي زمام الأمور على أحر من الجمر.

مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار

المنتخب الذي صنع أفراح الجزائريين وأهدى كأسين غاليتين للوطن يستحق من الجميع وقوف وقفة رجل واحد في هذا الظرف على الأقل من أجل تنوير الرأي العام وليس طمعا للعب المونديال لأن منافسة كأس العالم التي تذوق المنتخب حلاوتها في أربع مناسبات سيعود إليها عاجلا أم آجلا ، وايمانا بأن المنتخب الجزائري تعرض للظلم ولمذبحة تحكيمية وبتواطأ من جهات مختلفة.

 

إعداد : كميل.ب

شارك المقال على :