الأحد 08 جوان 2025

‏لماذا نحب الجـــزائـــر ؟ … بقلم الكاتب الموريتاني سيدي علي بلعمش

نُشر في:
بقلم: الكاتب الموريتاني سيدي علي بلعمش
‏لماذا نحب الجـــزائـــر  ؟ … بقلم الكاتب الموريتاني سيدي علي بلعمش

منذ أكثر من 15 سنة ، لم أدخل سفارة للجزائر ولم ألتق دبلوماسيا جزائريا ولا مثقفا جزائريا ..

لم أزر الجزائر يوما ، مع الأسف و لم أمتهن التسكع بين سفارات العرب بحثا عن علاقة مشبوهة و لا عن صداقة مُدِرَّة للدخل ..

و حين طلبت مني صحفية مشهورة ، تقدم برنامجا مهما في إذاعة الجزائر الدولية ، إعداد مقابلة معي ، تصاممت عنها ، لأنني أخشى أن تقود إلى الحديث عن أبعد من الجزائر أو أن أظهر فيها كبائع خدمة على غرار من لا يفهمون غير ذلك !!

فتحية تقدير و احترام للزميلة الجزائرية اللامعة و لبرنامجها الأسبوعي الرائع .

*لكن ، لماذا نحب الجزائر و لماذا نتباهى بحبها* ؟

نحب الجزائر لأنها البلد العربي الوحيد الذي يخجل أن يقال يوما ، خانت الجزائر العرب أو خذلت العرب أو أهانت العرب ..

إذا كان فيكم من يستطيع أن يقول “فعلتها بلادي” ، فليتقدم : الكناش التاريخي مفتوح وسع الخجل !!

نحب الجزائر لأنها البلد العربي الوحيد الذي لا يؤاخذ الشعوب العربية بأخطاء حكامها ..

إذا كان فيكم من يقول “تفعلها بلادي” ، فليتقدم ؛ الأحداث التاريخية مفتوحة وسع الخطل ..

نحب الجزائر لأنها (خارج الجامعة العربية) ، لم تجلس يوما في أي مكان تهان فيه العرب ..

إذا كان فيكم من تفعلها بلاده ، فليرمِ الجزائر بألف حجر ..

نحب الجزائر لأن العروبة لا تهانُ على أرضها .. لأنها تحب جميع العرب .. لأنها تعادي كل من يعادي العرب ..

الجزائر مجد العروبة ..
الجزائر فخر العروبة ..
الجزائر كبرياء العروبة ..
الجزائر شموخ العروبة ..
الجزائر هيبة العروبة ..
فهل من بينكم اليوم ، من يستطيع ، إذا استجمع كل قواه العابرة للخجل و كل مهاراته الخارقة في الكذب ، أن يقول “مثل ما تفعل بلادي” !؟

و لأننا كنا سنستصغر من الجزائر أن تقول فعلنا و فعلنا إكراما للعرب ، كان من واجبنا نحن أن نقولها ..
أن نصرخ بها عاليا ..
أن نعانق السماء فخرا و اعتزازا بوفاء الجزائر لأمجاد يركبها اليوم كل من أساؤوا إليها ..

دين على كل مثقف عربي يؤلمه حال العرب اليوم ، أن يشيد بمواقف الجزائر العظيمة ..

دين على كل مثقف عربي أصيل ، أن ينبه ، في أدنى سُلَّم الاعتراف بالجميل ، بمواقف الجزائر الثابتة من كل قضايا العرب ..

دين على كل مثقف عربي يتباهى بأقل قدر من الإعتزاز بعروبته ، أن أن يسجل موقفا في زمن إهانة العرب و إذلالهم على أيادي حكامـ”هم”، من المواقف الجزائرية المُعلنة بكل فحولة الأشاوس و كبرياء العظماء ، في كل المحافل الدولية ..

الإساءة إلى الجزائر عقوق للعروبة ..
الإساءة إلى الجزائر عداء معلن للعروبة ..
الإساءة إلى الجزائر ماركة مسجلة للذل و الخيانة و العمالة ..

الإساءة إلى الجزائر حماقة ، لا تمر من دون عقاب (يا فرنسا إن ذا يوم الحساب / فاستعدي وخذي منا الجواب) ..

على من ينتظر “الجواب” الجزائري أن لا ينام لحظة مهما تأخر الرد !!

على من ينتظر “الجواب” الجزائري أن لا يغفل لحظة مهما طال الزمن !!

كبرياء الجزائر اليوم يتجلى في صمتها خجلا من مواقف قادة العرب ..
في صمتها شفقةً على نخب العرب ..
في صمتها رحمةً بجبناء العرب ..

لو فعل أي ملك عربي أو أمير عربي أو رئيس عربي مُحَنَّط ، 5% مما فعله تبون في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية ، من اكتفاء ذاتي في أهم المجالات التي كانت تستنزف طاقات بلده ، لكان اليوم موضوع حديث الجميع .

لكن ، لأن هذا يحدث في بلد غير عادي ، يقوده رجل غير عادي ، في زمن غير عادي ، كان من العادي أن يكون أمرًا عاديا !!

اليوم تتكالب كل قوى الشر على الحزائر لاعتراض ثورة إقلاعها .

و لا تحتاج الجزائر إلى طبول العرب الموتورة على لحن الخذلان و الخيانة و إنما تحتاج النخبُ العربية الماشية على جراحها ، إلى دروس الحزائر العظيمة في توكل الأنبياء !!

إقلاع الجزائر ليس دعاية سخيفة مثل أصحابها ، تتباهى بشراء أغلى ناقة أو صناعة أكبر كعكة ..

إقلاع الجزائر ليس رقصة عيَّالَة تتمايل فيها خصور المخنثين على وقع انتصار مضحك الديوثة ..

إقلاع الجزائر مفخرة أمة أذلتها المؤامرات الداخلية و العمالات لأعداء الأمة و البطولات المكذوبة لجيوش حراسة الحدود الصهيونية المبجلة ..

إقلاع الجزائر أمل أمة أنهكتها المؤامرات و أذلتها المجاراة و أخذلتها أكاذيب الجمهوريات و المملكات و الإمارات ..

فاسمعوا و عوا و تذكروا ”

“قسما بالنازلات الماحقات
و الدماء الزاكيات الطاهرات
و البنود اللامعات الخافقات
في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…”

رابط دائم : https://dzair.cc/klk9 نسخ