الجمعة 09 ماي 2025

لم يحضر لمساندة منتخب بلاده في المونديال.. ما وراء غياب ملك المغرب عن الدوحة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
لم يحضر لمساندة منتخب بلاده في المونديال.. ما وراء غياب ملك المغرب عن الدوحة

هناك العديد من رؤساء الدول والملوك الذين يحضرون المراحل النهائية من كأس العالم. لم يخفوا أبدًا اهتمامهم بكرة القدم بشكل عام وخاصة منتخباتهم الوطنية.

كأس العالم غير المسبوق الذي تنظمه قطر لا تشكّل استثناءً عن القاعدة. بدءاً بأمير قطر، مشجع كرة القدم الكبير، الذي حضر الغالبية العظمى من المباريات، والذي قدم تشجيعه للمنتخبات العربية والإفريقية معا، وفي نفس الوقت أبدى بعض نظرائه العرب اهتماماً متبايناً بما يحدث في الدوحة.

كيف يفسر غياب العاهل المغربي عن حضور نصف نهائي المونديال الذي حقق منتخب بلاده إنجازاً بارزا ببلوغه المربع الأخير؟

لم يستثمر الملك محمد السادس والمخزن كثيرا في تشجيع أسود الأطلس، باستثناء مسافة قصيرة بالسيارة في أحد شوارع الرباط “للاحتفال” بالتأهل لنصف النهائي. صورةٌ أخرى غير مألوفة للملك، بدون تأثير.

من جهة أخرى، أراد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تجشّم عناء السفر إلى الدوحة، كما أنه يعتزم العودة إلى هناك، الأحد المقبل، لحضور المباراة النهائية، الاتصالَ بالعاهل المغربي يوم الأربعاء للحديث حول هذا اللقاء المثير ومعرفة ما إذا كانا سيلتقيان في الدوحة!

ولكن الواقع مختلف تماما.

فالملكُ الذي لم يعد يحكم، لم يعد يغامر بمغادرة المغرب، أو منتجعه، لأسباب صحية واضحة وخاصة لأسباب سياسية، والوضع في المملكة هو الأكثر تفجرا. علاوة على ذلك، فإن مشاهد الابتهاج بعد كل انتصار لأسود الأطلس لم تحدث إلا في بضعة شوارع بالرباط والدار البيضاء. إن المغاربة، الذين يعانون من الجوع والبرد والذين يستعدون ليوم مظاهرات حاشد، رؤوسهم منشغلة بالتفكير في أمور أخرى.

أما السبب الآخر الذي جعل العائلة المالكة المغربية بارزةً بغيابها في قطر، هو الحضور القوي للألوان الفلسطينية في مدرجات هذه البطولة العالمية في قطر، التي يحتضنها وللمرة الأولى في التاريخ بلد عربي. لقد اجتمع لاعبون مغاربة لالتقاط صورة جماعية مع العلم الفلسطيني، الأمر الذي أغضب الوصاية الإسرائيلية على المغرب. هذا المشهد هو الدليل الألف على أن الشعب المغربي يرفض التطبيع بشكل قاطع. كان الملك ومحكمته خائفين من رد فعل المدرجات وقبل كل شيء كانت تل أبيب قد نصحتهم بتجنب رحلة محفوفة بالمخاطر إلى قطر.

في النهاية، أدت كأس العالم هذه، والتي حققت نجاحًا تامًا هو الأفضل على جميع المستويات، إلى مزيد من الإحباط للملك والمخزن.

رابط دائم : https://dzair.cc/es20 نسخ