13 أغسطس، 2025
ANEP الأربعاء 13 أوت 2025

مؤكدا أن المغرب والصحراء الغربية لم يكونا يومًا دولة واحدة… مستشار ترامب السابق يحذر من تداعيات النزاع في المنطقة على أمن واستقرار إفريقيا وأوروبا

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
مؤكدا أن المغرب والصحراء الغربية لم يكونا يومًا دولة واحدة… مستشار ترامب السابق يحذر من تداعيات النزاع في المنطقة على أمن واستقرار إفريقيا وأوروبا

جدد الدبلوماسي الأمريكي والمستشار السابق للأمن القومي، جون بولتون، دعوته لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، معتبرًا أن تسوية هذا النزاع باتت أمرًا ملحًا لتفادي تهديدات تمس استقرار القارة الإفريقية وأمن أوروبا.

وفي حوار أجراه، أمس الثلاثاء، مع الصحفي الإسباني هيكتور سانتوروم عبر إذاعة ثورة الصحراء الغربية، ذكّر بولتون بالاتفاق الذي تم سنة 1991، والذي نصّ بوضوح على منح الشعب الصحراوي الحق في تحديد مستقبله عبر صناديق الاقتراع. وأكد أن ذلك لم يكن بهدف تقسيم بلد، “فالمغرب والصحراء الغربية لم يكونا يومًا دولة واحدة”، على حد تعبيره.

ووصف بولتون تعطيل تنظيم الاستفتاء بأنه “ظلم واضح”، مؤكدًا أنه لا بد من إيجاد حل عادل ودائم، وأن استمرار بقاء آلاف الصحراويين في مخيمات اللاجئين ليس خيارًا مقبولًا.

وأضاف جون بولتون أن المغرب، رغم موافقته على الاستفتاء قبل أكثر من ثلاثة عقود، تراجع لاحقًا ولجأ إلى فرض سياسة الأمر الواقع، معرقلًا تنفيذ القرارات الأممية منذ أكثر من 30 سنة.

كما حذر المسؤول الأمريكي السابق من أن تداعيات الأزمة تتجاوز حدود الصحراء الغربية، لارتباطها المباشر باستقرار منطقة الساحل وبـ “أطماع المغرب التوسعية”، التي قال إنها تتجلى في بعض الخرائط الرسمية، مؤكدا أن استمرار الفوضى في منطقة استراتيجية من إفريقيا قد يفتح الباب أمام انتقال عدم الاستقرار إلى أوروبا، داعيًا الدول الأوروبية لإيلاء القضية اهتمامًا أكبر نظرًا لقربها الجغرافي.

وفي رده على سؤال بشأن الموقف الفرنسي، انتقد بولتون انحياز باريس للمغرب، معتبرًا أن “دولة تزعم دعم الديمقراطية كان ينبغي أن ترى في حق الشعب الصحراوي بالتصويت أمرًا بديهيًا، لكنها لم تفعل”.

وعن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، أوضح بولتون أن مهمتها الأصلية كانت محددة وقصيرة المدى، أي التحقق من إحصاء إسبانيا لعام 1975، وضمان بيئة آمنة لإجراء استفتاء حر ونزيه. لكنه أشار إلى أن غياب آلية لمراقبة حقوق الإنسان، وعدم قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ الاستفتاء بعد 35 عامًا، يعكسان ضعف المنظمة الأممية.

كما تطرق بولتون إلى محاولات المغرب لتشويه صورة جبهة البوليساريو، موضحًا أن هذه المحاولات فشلت أمام المراقبة الصارمة للأمم المتحدة، مشيدا بدور البوليساريو في الحفاظ على دعم إفريقي واسع لفكرة الاستفتاء، وفي إبقاء الحكومات الغربية على اطلاع بموقفها، مبرزًا أن الحركة لا تطالب سوى بتطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقًا.

وختم بولتون حديثه منتقدًا عجز المجتمع الدولي عن إنجاز “مهمة بسيطة” لا تشمل سوى تنظيم استفتاء في منطقة ذات تعداد سكاني محدود، رغم مرور قرابة 35 عامًا على الاتفاق.

رابط دائم : https://dzair.cc/91t7 نسخ