الثلاثاء 01 جويلية 2025

ما تبقى من طابع اجتماعي للدولة المغربية معرّض للزوال.. المخزن يخطّط لبيع مؤسسات الدولة للخواص ويرهن مصير الشعب الفقير

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
ما تبقى من طابع اجتماعي للدولة المغربية معرّض للزوال.. المخزن يخطّط لبيع مؤسسات الدولة للخواص ويرهن مصير الشعب الفقير

شرعت حكومة المخزن في فرض سياسة رأسمالية متوحشة على قطاعات حيوية واستراتيجية في الدولة المغربية، لا غنى عن الفئات الشعبية الهشة عن دعم الدولة لها، بما في ذلك قطاعات التربية والتعليم والصحة والمرافق العامة الضرورية من مياه وكهرباء وطاقة.

ويشهد قطاع التربية والتعليم في الآونة الأخيرة إضراب للمعلمين، والذي يتواصل لأسبوعه السادس دون أن يعرف له طريقا نحو حل المشاكل العويصة التي كانت قاعدة لانطلاقه، ما دفع أولياء التلاميذ إلى التوجه نحو القطاع الخاص خوفا من مصير مجهول يتربص بأبنائهم.

وفي ظلّ هذه القبضة الحديدية التي يفرضها المخزن على الشعب المغربي المقهور، وجدت العائلات الفقيرة نفسها مجبرة على تحمّل تكاليف إضافية باهظة لتعليم أبنائها المتمدرسين بعد أن أضحوا ضحية تدفع ثمن هذا التعنت غير المبرر والمشوب بلا مبالاة تنم عن عدم مسؤولية لدى السلطات المركزية في المخزن.

وفي هذا السياق، بلغت المفاوضات بين النقابات وحكومة المخزن مداها بعد أن وصلت إلى طريق مسدود في منتهاه تصرّ سلطات المخزن على رفض الاستجابة للمعلمين المتظاهرين في الشوارع، وتمعن في تجاهل اعتراضهم على إصلاح وضعهم الاجتماعي والمهني وزيادة رواتبهم،غير مبالية بمطالب أولياء التلاميذ  المتأثرين بهذا الإضراب الذي طال أمده من خلال إيجاد حلّ مستعجل تفاديا لشبح سنة بيضاء بدأ يتراءى في الأفق ويهدّد المغرب بمصير خطير ينذر بالقضاء نهائيا على المنظومة التربوية في المملكة.

إنّ هذه الأساليب اللامسؤولة تثبت أنّ المخزن يُبيّت نية سيئة تجاه الشعبي المغربي ويضمر له الشر المستطير الذي من المؤكد أنه سيرهن مستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية ويسلمها للثلاثية الاستعمارية؛ الفقر والجهل والجوع، فهم يسعى دون أدنى شك لتمرير خطة جهنمية تهدف إلى خوصصة قطاع التعليم والصحة والمرافق العامة الضرورية التي سيتضرر المواطن البسيط من اقتحام جشع رجال الأعمال والشركات الخاصة إليها، إنها آخر ما يتبقى من دولة تحافظ على طابعها الاجتماعي المتضامن مع الفئات الشعبية الهشة والضعيفة.

وفي ظلّ هذه المغامرة مجهولة الوجهة والتي يصرّ المخزن من خلالها على المقامرة والتلاعب والعبث بمصير الشعب المغربي، لن يجد المغاربة بعد اليوم ما يأمله المحكومون من حكامهم، ستضيع بلا ريب تلك الحماية الاجتماعية التي تشكّل صمّام أمان للجبهة الشعبية وستنحل تلك الرابطة الوثيقة بين محكومين يثقون في حكامهم، ولن ينتهي هذا المشهد إلى بالثورة على عرش بدأت أركانه تهتز على وقع زلزال شعبي ثائر.

رابط دائم : https://dzair.cc/uaxg نسخ