محمد لاسات مـــــــدرب نادي إتحاد العاصمـــــــــة لـ “دزاير توب”: “وعدت الأنصار بالكـأس ووفيـت بــوعــدي.. ولم أحسم مستقبلي بعد”

جدّد مدرب نادي اتحاد العاصمة محمد لاسات، سعادته الكبيرة بقيادة الفريق للتتويج بكأس الجزائر، عقب الفوز أمام شباب بلوزداد بثنائية دون مقابل، في النهائي الذي احتضنه ملعب نيلسون مانديلا ببراقي يوم السبت الماضي، مضيفا بأنّ هذا اللقب هو أحسن رد على المشككين.

وخلال نزوله ضيفا على قناة “دزاير توب” الإلكترونية، عبّر لاسات الذي تولى مهمة تدريب “سوسطارة” بشكل مؤقت خلفا للبرازيلي ماركوس باكيتا، عن استيائه الكبير من الطريقة التي تمّ التعامل بها معه من قبل بعض المحليين والصحفيين، مؤكّدا: “حينما يتم انتقاد مدرب على عمله التقني أو التكتيكي، من الأفضل استعمال العبارات التي لها علاقة بالإنسانية، إذا تكلم عني مناصر في وسائل التواصل الاجتماعي سأتقبلها بصدر رحب، لكن حينما يأتيك النقد من صحفي أو محلل أو مدرب سابق بتلك الطريقة فهذا أمر غير مقبول تماما، البعض كان يروّج بأنّ الفريق يتواجد في أزمة كبيرة قبل النهائي وهناك من طالب عليق بالتعاقد مع مدرب جديد في أسرع وقت”.

“هـــــــدفي كان التتويــــــــج بالكأس مع الاتحاد”

وأبرز ذات المتحدث، بأنّ هدفه كان هو التتويج بكاس الجزائر، بعد تيقنه من عدم قدرة الفريق على المنافسة على مركز الوصافة المؤهلة للمشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية قائلا “كنت بعد كل لقاء أطمئن الأنصار وأحاول التوضيح لهم بأنّ الهدف الأول والأخير لاتحاد العاصمة هو كأس الجزائر، رغم أنّ الوعد كان كبيرا، إلا أنّني كنت متفائلا بشدة خاصة بعد رؤية اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني يبذلون كل ما في وسعهم ويضحوا بأنفسهم من أجل المباراة النهائية”، وأردف: “كنت عقب كل مقابلة، أحاول تهدئة الجمهور وأؤكد لهم أنّنا نجهز ورقة طريق خاصة بالكأس، مواجهات البطولة لم تكن مهمة جدا، لكنني ركزت على التحضير البدني أكثر من النتيجة”.

وأشار لاسات بأنّ الانتقادات التي تعرض لها لو كان مدربا شابا آخر مكانه كانت ستحطمه وهو في بداية مشواره “أنا في مجال التدريب منذ 39 سنة، وأعرف كيف أتعامل مع هذه الانتقادات، لكن لو يتم التعامل مع المدربين الشباب بهذه الطريقة سيحطمونهم قبل بداية مشوارهم”.

“ما حز في نفسي هو مطالبة عليق بالتعاقد مع مدرب وأنا لازلت في منصبي”

وأشار لاسات إلى أن الانتقادات التي تعرض لها قد تجاوزت الحدود قائلا: “لكن ما حز في نفسي أكثر هو أنني مدرب جزائري وسط جزائريين، لكن أن يتم إهانتي بتلك الطريقة والحديث عني بذلك الأسلوب في البلاطوهات فهذا أمر غير مقبول تماما، ابني في عمر 17 سنة، كان يطالبني بأن أتوقف عن التدريب بعدما شاهد الانتقادات في حقي، حتى أن هناك من قال أنّ على عليق التعاقد مع مدرب جيد أفضل من ذلك الذي يقود الفريق حاليا”

“عانيت من الغيابات وكان من الأجدر الانتظار لنهاية الموسم قبل الحكم علي”

وعاد ضيف قناة “دزاير توب” للحديث عن المشاكل التي واجهته منذ تسلمه زمام العارضة الفنية للنادي العاصمي، بعد رحيل المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا مع نهاية شهر أفريل الماضي، مؤكّدا أنّ لعنة الإصابات كانت هاجسا حقيقيا بالنسبة له وأوضح”تسلمت فريق اتحاد العاصمة في ظرف حساس جدا، الفريق كان يعاني من الإصابات، واللاعبين فقدوا الثقة في أنفسهم، كان من المفترض أن ينتظروا إلى غاية نهاية الموسم قبل تقييم عملي، هناك من حكم علي في بداية مهمتي وكانوا يروجون بأن هناك تسيب في التدريبات”، وواصل “عانيت كثيرا من الغيابات بسبب الإصابات حتى أنّه في إحدى المباريات كان هناك 13 لاعبا خارج القائمة بسبب الإصابة، تكلمت مع المحضر البدني وطالبت بتجهيز 20 لاعبا على الأقل لنهائي كأس الجزائر، لكني يوم اللقاء وجدت 26 لاعبا متاحا، وهذا أمر جيّد بالنسبة لي ويثبت حكم العمل الذي يقوم به الطاقم المساعد”

“لم أكن أتوقع هذا السيناريو ولاعبو بلوزداد دخلوا بثقة زائدة”

ومن جانب آخر، قال المدرب السابق لنادي شبيبة القبائل، أنّه لم يكن يتوقع سيناريو النهائي أمام شباب بلوزداد، مبرزا أنّ جاهزية لاعبيه البدنية والثقة الزائدة للمنافس هي من صنعت الفارق “صراحة لم أكن أتوقع هذا السيناريو، طالبت اللاعبين بالضغط على المنافس، وكنت أتوقع فوزا بهدف دون مقابل، شددت على اللاعبين على منع لاعبي بلوزداد من الخروج بالكرة، لأنني أدرك بأنّ تلك هي نقطة قوتهم، واللاعبون كانوا في المستوى وتمكنوا من تسجيل ثنائية في بداية اللقاء”، وتابع “لم يكونوا ينتظروا هذا الضغط، كانت بمثابة مفاجأة لمدرب المنافس الذي قام بإجراء تغييرات مبكرة، كما أنهم لم يدرسوا فريق اتحاد العاصمة بشكل جيّد، هذا بالإضافة إلى تحفيز اللاعبين وذلك عن طريق فيديو يحتوي على رسائل أهالي اللاعبين، هناك من تأثر وبكى”، وأردف لاسات :”شباب بلوزداد دخلوا النهائي بثقة تامة، وكنوا قد شرعوا في تجديد عقود اللاعبين والتخطيط للموسم المقبل، حتى فاجأناهم في النهائي، وكنا نحن في مرحلة شك، وهناك من يتحدث عن رحيل 15 لاعبا في الميركاتو، لكن مواجهة واحدة غيرت جميع الأمور”

“هذا ما قلته للرئيس تبون بعد النهائي”

وكشف مدرب نادي اتحاد العاصمة عن الحديث الذي دار بينه وبين الرئيس عبد المجيد تبون عقب المباراة النهائية يوم السبت الماضي قائلا “من هذا المنبر أحيي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي يقف إلى جانب الشباب الجزائر، وأتمنى أن يواصل الطريق لقيادة الجزائر نحو الريادة، لقد هنأني على التتويج بالكأس، وقلت له أتمنى أن تبقى وتمنح لنا كأسا أخرى في المستقبل وهذا ما أضحكه”.

“لم أحسم مستقبلي بعد.. ولست متحمسا للعمل خارج الجزائر”

ونفى المدرب محمد لاسات، الأنباء التي تم تداولها مؤخرا بخصوص اتفاقه مع نادي رائد القبة للإشراف على الفريق خلال الموسم المقبل، مشيرا أنّه لم يدخل في مفاوضات رسمية مع أي فريق حتى الآن، رغم اعترافه بوجود عروض من أندية في القسم الأول والثاني قائلا “نعم تلقيت بعض الاتصالات من فريقين في القسم الثاني وحتى القسم المحترف الأول، وفريق من الخارج لكنني لست متحمسا لخوض تجربة خارج الجزائر”، وختم “لكن لحد الآن لم أحسم وجهتي بعد عكس ما يشاع”.