السبت 07 جوان 2025

محمّد السّادس.. المغربي الوحيد الذي ذبح أضحيته بعد أن منع رعيته من إقامة الشعيرة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
محمّد السّادس.. المغربي الوحيد الذي ذبح أضحيته بعد أن منع رعيته من إقامة الشعيرة

منع ملك المغرب محمد السادس المغاربة من إقامة شعيرة عيد الأضحى، تحت ذريعة الجفاف الذي تسبب في تناقص أعداد القطيع المغربي من الأغنام والأبقار والإبل التي توجه لإقامة هذه السنة النبوية المؤكدة.

غير أن رأس نظام المخزن، الذي يبدو أنّه يحلّ له أن يحرم ما أحلّ الله ويمنع ما ندب إليه الشرع الحنيف، متدخلا بذلك في التشريع الإسلامي بما لا يجوز له، فهو مجرّد ملك علماني حتى وإن أضفى على نفسه صبغة دينية بأن سمى نفسه “أمير المؤمنين”، وحتى وإن ادعى الانتساب إلى نسل فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إنها فتوى معرضة، هذا ما يؤكده سكوت محمد السادس أمام ما يتم هدره من ثروة مائية هائلة على زراعة فاكهة الأفوكادو بالتعاون مع شركة صهيونية حيث يتم توجيه غلّتها المقدرة بـ 100000 طن في سنة 2024 إلى الكيان الصهيوني، وهي فاكهة كما تعلمون تستهلك مخزونا ضخما من المياه الجوفية لدولة المغرب، ما يجعل من منع أداء شعيرة أضحية العيد الذبح أمرا مشكوكا فيه بقوة، لأنه لو صح وجود جفاف بالمملكة لتسبب ذلك في انخفاض صادرات هذه الفاكهة التي تحتاج لكميات ضخمة من المياه وهو الأمر الذي لم يحدث.

إنّ هذه الفتوى التي أصدرها الملك محمد السادس، قبل نحو ثلاثة أشهر هي عبارة عن نزوة مزاجية لا علاقة لها بمقاصد الشريعة كما حاولت المؤسسة الدينية المخزنية الترويج له، فالتعامل المزدوج والمتناقض مع مشكلة الجفاف، والذي يبيح لأشجار الأفوكادو أن تُسقى ليستهلك الصهاينة فاكهتها، ويمنع لحوم الأضاحي من أن يتذوقها المغاربة بعد أن يتقربوا إلى ربهم بذبحها، لهو دليل واضح أنّ الأمر لا يتعلّق بخشية الملك على ثروة المغرب الحيوانية من التناقص.

إنّه بالمختصر الهوى والمزاج، الذي يمثل استمرارية لطريقة حكم ملك المغرب للمغاربة الذين عليهم أن يذعنوا لسطوة عرشه دون أن يناقشوا، حتى ولو تعارضت تلك السلطة المسيطرة والمهيمنة مع إرادة الله وأوامره، وهي مظهر من مظاهر الطاعة المطلقة التي تلتقي مع مظاهر الركوع له وتقبيل ويديه والسجود عند قدميه.

اليوم كان عيد في المغرب، وكغيره من الأعياد التي دأب الملك على أن يجبر شعبه على الاحتفال بها لوحدهم، بعيدا عن احتفال أغلبية دول وشعوب العالم الإسلامي، يفعل ذلك وقد صام المغاربة يوم عرفات في يوم العيد حتى في جبل عرفات ومكة، قاطعا بذلك الصلة الروحية بين الحجاج المغاربة وأهاليهم في المغرب.

في عيد الأضحى في نسخته المغربية الشاذة عن المسلمين، نهض الملك متأخرا جدا وصلى صلاة العيد على الحادية عشر، ضاربا عرض الحائط توقيتها المتفق عليه، وقد بدا الأمر مكيدة مدبرة حيث كان الغرض منها تفويت وقت ذبح الأضحية على المغاربة الذين يضحون في العادة بعد أن يمرّر محمد السادس سكينته على رقبة كبشه الأقرن والأملح أمام الكاميرات في مشهد مليء بالرياء والنفاق والتصنّع.

المغاربة وبعد نهاية صلاة العيد عادوا إلى بيوتهم وأغلقوا عليهم أبوابهم وخلت الشوارع من المارة وحتى الأطفال، إلا من مُخبري المخزن الذين تم تكليفهم بمراقبة مدى التزام المغاربة بأوامر الملك بالامتناع عن ذبح الأضاحي، في مشهد مأساوي يتنافى مع مشاعر الفرح التي تصاحب الأعياد عادة، وحتى مع سنة رسول الله الذي يدعي محمد السادس أنه “حفيده”.

رابط دائم : https://dzair.cc/qewe نسخ