الأربعاء 30 جويلية 2025

محمّد السّادس يمدُّ يداً كاذبة ً وآثمة ويدسُّ أخرى غادرة وفاجرة خلف ظهرٍ يتستّرُ على عداوة المخزن المفضوحة للجزائر

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
محمّد السّادس يمدُّ يداً كاذبة ً وآثمة ويدسُّ أخرى غادرة وفاجرة خلف ظهرٍ يتستّرُ على عداوة المخزن المفضوحة للجزائر

بقلم: معمر قاني

لا تزال خطابات ملك المغرب محمّد السادس، تؤكّد صحّة خيارات الجزائر تجاه نظام المخزن ذي الطبيعة العدوانية غير القابلة للتغيّر أو التبدّل أو التحوّل، وتثبت أن الجزائر كانت على حق حينما قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع مملكة الأباطيل والمخدرات والدسائس والمكائد والمؤامرات.

وفي كل مناسبة يخرج ملك المغرب بوجهٍ يرتدي قناع الحمل الوديع حتى يستر به قُبح الوحش الفظيع، ليخادع شعبه ويزيّف الحقائق أمام العالم، بعد أشهر من الغياب الطويل يفرضها على جسده المهترئ منطقُ الأمراض الخطيرة التي تحاصره، وليُكثر من البكاء والعويل لعلّه يثير الشّفقة، ويسترسل في اختلاق الأكاذيب وتغيير الوقائع، فيكون حاله كمن صدق فيه المثل “ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، صورةٌ تجسّد خسّة ودناءة ذلك الشخص الخبيث الذي يأكل مع الذئب وينوح مع الراعي.

نعم.. كلّ ما تبقى للمغرب من ممارسة دبلوماسية هو مجرّد نفاق وشقاق وسوء أخلاق؛ ملكٌ مرتعش يحاول أن يقدّم نفسه لشعبه وللعالم الخارجي في صورة ملاك بريء، يسوّق لها من خلال خطاب مغالط ومغاير تماما لواقعٍ مليء بالخبث والمكر والدسائس، بل وبالسياسات المفضوحة المعادية للجزائر ومصالحها، إنّها صورة الشيطان التي تمثّل جوهر وحقيقة ملك المغرب، ومن ورائه أبالسة السياسة على مختلف مراتب المسؤولية المصطفّين في سلّم هرمية نظام المخزن، ينتظرون دورهم للحصول على الإيعاز المتناسب مع مهامهم الخسيسة في محاولة بائسة لزعزعة أمن واستقرار الجزائر والانتقاص منها وتشويه صورتها.

خطابات محمّد السادس المليئة بالهراء الذي يحسبه الظمآن ماء، أضحت لا تحرّك للجزائر شعرة واحدة، فضلا عن أن تثير حنقها أو تستفزها –كما يحاول المخزن من وراء خطاب سيّده- أن ينال منها، منذ أن أدركت أنها تحوّلت إلى كذب مفضوح، حينما يدّعي أنّه يمدّ يده لها، لكنه يخفي عن شعبه وعن العالم كيف أنّه يدّس بيده الأخرى خنجراً مسموماً خلف ظهره، الذي يستر به في عجز واضح منظومة كاملة ومتكاملة من الحقد الأسود الذي يُضمره قلبٌ بنفس اللون يحمله المخزن بين أضلع الخيانة والغدر، ومن الهجمات والمكائد والحملات المغرضة والفتن، فكيف تريد يا مدّعي للبراءة ومتقمّصَ السذاجة من الجزائر أن تأمن جانبك وترتكب أكبر خطأ في تاريخها.

كلّا، إنّ الجزائر لا تُلدغ من نفس “المخزن” مرّتين، فالجزائر موطن الفطنة والعبقرية والدهاء، لن تمدّ يدها ليدٍ ملطخة بالإثم والعدوان، لن تسلّم نيتها الصافية النقيّة لماكرٍ غدّار، ستظلّ تشكّ في خيال المخزن حتى يندحر ويسقط عرشه المهتز.

كيف للجزائر أن تمدّ يدها لنظامٍ استعماري توسعي، لا يزال يعلّق في قصر الملك صورة “المغرب الكبير” المزعوم، التي تقتطع جزءاً كبيراً من الجنوب الغربي الجزائري تعتقد أنّها أراضٍ مغربية، وتلتهم الأراضي الصحراوية التي يصرّ المخزن على أنّها “مغربية” عبر التحايل وممارسة المراوغة بعد أن خضع لضرورة تمكين شعبها من حقه في تقرير مصيره، ثم انقلب بعد ذلك وجاء بأكذوبة “الحكم الذاتي” التي كان يُخفي من ورائها نيته المبيّتة في فرض مشروع “مغربية الصحراء” بقوّة الواقع الإقليمي والدولي لا بشرعيتهما وقوانينهما.

كيف تمدّ الجزائر يدها البيضاء الناصعة ليدٍ آثمة جلبت الصهاينة للمنطقة وطبّعت علاقاتها معهم، بعد أن خضعت لإغراءاتهم المخادعة بالاعتراف بسيادتها المزعومة على الصحراء الغربية ذات السيادة، بإقرار الاتحاد الإفريقي الذي يُعتبر المغرب أحد أعضائه الذين صادقوا على قوانينه ومواثيقه المغلّظة، وبإقرار الشرعية الدولية التي تعتبر الصحراء الغربية آخر مستعمرة إفريقية تنتظر تقرير المصير.

كيف يتجرّأ ملك المغرب أن يمدّ يدا صافحت الصهاينة واستقبلتهم على أراضٍ عربية وإسلامية هي المغرب الأقصى، الذي تجرّأ مسؤولون صهاينة على توجيه تهديدات للجزائر انطلاقا منه، خلال زيارتهم له في إطار اتفاقيات التطبيع، ليؤكّد بذلك أنّه خائن وعميل يخدم مصالح إخوانه الصهاينة ويساعدهم على تنفيذ أجندتهم المشبوهة في المنطقة بأكملها، عبر مساعٍ قذرة لإضعاف الجزائر الدولة المحورية والقوة الإقليمية العصيّة على مؤامراتهم الدنيئة.

كيف يريد محمّد السادس من الجزائر أن تمدّ يدها لنظام أعلن عداءه لها مرّات عدّة، حينما قصف بمسيّراته التي اقتناها من الكيان الصهيوني ثلاث شاحنات لسائقين جزائريين كانوا يقودونها في أمن وطمأنينة على أراضٍ غير تابعة للمملكة المغربية، وحينما تجسّس على شخصيات جزائرية عبر برنامج “بيغاسوس”، وحينما جنّد مرتزقة جزائريين عاقّين لوطنهم الأمّ بغرض استهداف القيادة السياسية والعسكرية للجزائر ومؤسساتها السيادية.

كيف تمدّ الجزائر يدها لنظام منافق يزعمُ ملِكُه كذباً انتماءه إلى العائلة العلوية الشريفة ويدّعي بهتاناً انتسابه إلى ذرية رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويرأس لجنة القدس الشريف، لا يتورّع في مدّ يد العون للصهاينة إخوانه الذين تمرّ بواخرهم المشحونة بالأسلحة عبر موانئ طنجة والدار البيضاء، وتشارك مقاتلات الجيش الملكي المغربي وجنوده في قصف قطاع غزة وإبادة سكانها وحصارهم وتجويعهم؟

الجزائر لن تمدّ يدها ولن تضعها في يدٍ تحرّكُ الذّباب الإلكتروني ليلتقط كل القاذورات العفنة وجميع الروائح الكريهة لينشرها في أصقاع العالم، وتنفخ بفمها النّتن على أبواق الإعلام المغرض لكي يثير كل الأحقاد والضغائن في النفوس الضعيفة، ويؤلّبها ضدّ الجزائر ويشوّه صورتها النّاصعة وسمعتها العطِرة في أرجاء المعمورة.

إنّ الجزائر مقتنعة كلّ الاقتناع بأنّ المخزن نظام لا يمكن التعامل معه، فهو غير قابل للإصلاح أو التغيّر، إنّه منظومة مبنية على التآمر والغدر والخداع والدسائس والخيانات، كلامه المسموم فقدَ العسل الذي كان يخدع به العالم من حوله ويتظاهر من خلاله بالبراءة والصدق أمام شعبه الذي تفطّن لتصهينه.

على الشعب المغربي أن يدرك جيّداً أنّه لم يعد له من خيار حتى تقيم دولتهم الخالية من منظومة المخزن، علاقاتٍ أخوية حقيقية مع الجزائر إلا أن يبحث عن بديل للعائلة المالكة وللنظام المخزني الفاسد والمفسد.

رابط دائم : https://dzair.cc/a2m6 نسخ