24 أغسطس، 2025
ANEP الأحد 24 أوت 2025

مركز الرصد العالمي (الولايات المتحدة الأمريكية): احتلال المغرب للصحراء الغربية أخطر تهديد للسلام والاستقرار في شمال أفريقيا

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
مركز الرصد العالمي (الولايات المتحدة الأمريكية): احتلال المغرب للصحراء الغربية أخطر تهديد للسلام والاستقرار في شمال أفريقيا

في ندوة دولية نظمها مركز الرصد العالمي (الولايات المتحدة الأمريكية) في نيويورك، برز إجماع واسع على أن استمرار احتلال المغرب للصحراء الغربية، إلى جانب طموحاته التوسعية، يُشكل أخطر تهديد للسلام الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، أكد المشاركون على أن سياسات المغرب ليست مجرد نزاع ثنائي، بل هي عامل زعزعة للاستقرار يُغذي انعدام الأمن في شمال غرب أفريقيا. ودعوا إلى إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية بشكل عاجل، مُشددين على أنه لا يمكن تحقيق استقرار مستدام في ظل تمسك المغرب بسياسة القمع والهندسة الديموغرافية والتوسع الإقليمي.

من جهته، قام البروفيسور جاكوب موندي، الباحث الأمريكي المتخصص في دراسات السلام والصراع بجامعة كولجيت، بتفكيك الرواية المغربية من خلال إعادة النظر في السجل التاريخي والقانوني. استذكر الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام ١٩٧٥، الذي نفى رفضًا قاطعًا أي ادعاءات سيادة للمغرب على الصحراء الغربية.

ووفقًا لموندي، كان غزو المغرب مدفوعًا بمزيج من أزمات الشرعية الداخلية، وطموحات الهيمنة، وإغراء الموارد الطبيعية الوفيرة للصحراء الغربية، مما يكشف عن نظام مدمن على التوسع كاستراتيجية للبقاء.

بدورها، قدّمت خبيرة القانون الدولي كاثلين توماس، التي عملت سابقًا مستشارة قانونية في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، شهادة مباشرة على عرقلة المغرب.

وشرحت كيف تلاعبت الرباط بعمليات تحديد هوية الناخبين، واستوردت مستوطنين بأعداد كبيرة في محاولة صارخة لتشويه التوازن الديموغرافي في المنطقة. وأكدت أن “المغرب يخشى الاستفتاء، لأنه يعلم أن الشعب الصحراوي سيختار الاستقلال بأغلبية ساحقة”.

كما رفضت توماس ما يُسمى بـ”خطة الحكم الذاتي” المغربية، واصفةً إياها بمناورة استعمارية، تهدف إلى إضفاء الشرعية على الاحتلال العسكري، مع حرمان الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. كما سلّطت الضوء على نفاق نظام يقمع مواطنيه، متظاهرًا بمنح الحقوق للشعب الذي يحتلّه.

من جانبه، أكد سيدي محمد عمر، متحدثًا باسم جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة، رفض الشعب الصحراوي لمقترحات المغرب، واصفًا إياها بـ”الجوفاء” و”الباطلة قانونًا”. وأكد أن النضال من أجل تقرير المصير سيستمر بكل الوسائل المشروعة، حتى تحقيق الاستقلال.

في حين أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قد أنشأت مؤسسات ديمقراطية متجذرة في التسامح والتعددية واحترام القانون، يواصل المغرب تصدير عدم الاستقرار من خلال الاستبداد والعسكرة والتوسع.

وخلص الخبراء المشاركون في الندوة إلى أن الصحراء الغربية الحرة والمستقلة من شأنها أن ترسخ السلام والأمن في شمال أفريقيا، في حين يظل احتلال المغرب للمنطقة بمثابة قنبلة موقوتة للصراع الإقليمي.

رابط دائم : https://dzair.cc/qqcq نسخ