13 أغسطس، 2025
ANEP الأربعاء 13 أوت 2025

مستشار ترامب السابق للأمن القومي الأمريكي جون بولتون يتهم المغرب بانتهاك القانون الدولي في الصحراء الغربية

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
مستشار ترامب السابق للأمن القومي الأمريكي جون بولتون يتهم المغرب بانتهاك القانون الدولي في الصحراء الغربية

في مقابلة صريحة وكاشفة مع إذاعة “الصحراء الغربية”، قدّم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، أمس الإثنين، تقييمًا قاطعًا لدور المغرب في عرقلة عملية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية. وأعاد بولتون، الذي شغل أيضًا منصب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، النظر في انهيار خطة بيكر الثانية لعام 2003، وهي خارطة طريق تُقدّم حكمًا ذاتيًا محدودًا يتبعه استفتاء على تقرير المصير للشعب الصحراوي.

وألقى بولتون باللوم الكامل على الرباط، متهمًا الحكومة المغربية بـ”عدم وجود نية حقيقية” لاحترام الاستفتاء الذي كان قيد الإعداد منذ عام 1991. وشدد على أن قرارات مجلس الأمن الدولي لا لبس فيها: يجب أن يُسمح للشعب الصحراوي بالاختيار بين الاندماج مع المغرب أو الاستقلال التام. صرح بولتون قائلاً: “رفض النظام المغربي هذا المبدأ رفضًا قاطعًا، واتبع سياسة الأمر الواقع الاستعمارية”.

وأشار بولتون إلى أنه على الرغم من جهود الوساطة المتكررة التي بذلها المبعوث الأممي السابق جيمس بيكر – والتي قُبلت في البداية من قِبَل كل من المغرب وجبهة البوليساريو – إلا أن تعنت الرباط جعل عملية السلام عقيمة. وأدان ما وصفه بـ”حملة العراقيل” المغربية المستمرة منذ ثلاثة عقود ضد تفويض الأمم المتحدة، والتي سهّلتها لامبالاة القوى العالمية.

وذهب بولتون إلى أبعد من ذلك، فربط قضية الصحراء الغربية العالقة بعدم الاستقرار الإقليمي في منطقة الساحل، محذرًا في الوقت نفسه من “طموحات المغرب التوسعية” التي تمتد، حسب قوله، إلى الأراضي الجزائرية والموريتانية – وهي مزاعم قال إنها مدعومة بخرائط عرضها المسؤولون المغاربة.

ولم يُعفِ المستشار السابق للبيت الأبيض أوروبا من انتقاداته، حاثًّا قادة الاتحاد الأوروبي على معالجة النزاع بإلحاح أكبر نظرًا لقربها من القارة وخطر الشلل الداخلي الناجم عن الانقسامات الفرنسية الإسبانية حول وضع الإقليم. واتهم بولتون فرنسا بتمكين الموقف الاستعماري المغربي لحماية نفوذها المتراجع في أفريقيا، قائلًا: “لا ينبغي لدولة تُسمي نفسها ديمقراطية أن تقف في طريق حق الشعب الصحراوي في التصويت”.

وأشاد بولتون بالدبلوماسية الثابتة لجبهة البوليساريو، مؤكدًا أنها لا تزال الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، حيث شاركت باستمرار في المفاوضات بحسن نية. وحذّر من أن استمرار الجمود الحالي “أمر لا يُطاق” ويقوض مصداقية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (المينورسو)، التي اقترح حلها إذا استمر عرقلة الاستفتاء.

ووجّه بولتون بعضًا من أشدّ كلماته لزملائه السابقين في واشنطن، مُنددًا باعتراف الرئيس دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل مشاركة الرباط في اتفاقيات أبراهام. وجادل بولتون قائلًا: “لقد كان من الخطأ الجسيم الخلط بين عملية التطبيع وإضفاء الشرعية على الاحتلال الاستعماري”، مؤكدًا أن لا ترامب ولا جاريد كوشنر يُدركان عمق الصراع وتعقيده. وخلص إلى أن إحراز تقدّم حقيقي يتطلب “رئيسًا أمريكيًا مختلفًا” مستعدًا لفكّ ارتباط السياسة الأمريكية بما وصفه بـ”صفقة خطيرة وغير مشروعة”.

رابط دائم : https://dzair.cc/54e1 نسخ