الثلاثاء 24 جوان 2025

مصطفى جاليط مدرب شبيبة الساورة في تصريحات لـ”دزاير توب”: ” قدمـــنا مشوار بطل في نهاية الموسم…و فاجعة 5 جويليــة أحزنـــت كل الجزائــريين”

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
مصطفى جاليط مدرب شبيبة الساورة في تصريحات لـ”دزاير توب”:  ” قدمـــنا مشوار بطل في نهاية الموسم…و فاجعة 5 جويليــة أحزنـــت كل الجزائــريين”

أبدى مدرب نادي شبيبة الساورة، مصطفى جاليط تأثره الكبير للفاجعة التي ألمّت بالكرة الجزائرية، إثر وفاة 3 مناصرين لمولودية الجزائر يوم السبت الماضي، في مواجهة النادي العاصمي أمام نجم مقرة برسم الجولة الـ 30 والأخيرة من الرابطة المحترفة الأولى، مشيرا أنّ الحادثة الأليمة سببت جرحا لن يندمل بسهولة لدى كل أنصار الأندية الوطنية بشكل عام وجماهير مولودية الجزائر على وجه الخصوص كيف لا وهي التي تحولت أفراحها بالتتويج بلقب البطولة للمرة الثانية تواليا إلى أقراح بتشييع جنازة مناصريها.

وقدّم مصطفى جاليط الذي نزل ضيفا على برنامج “دزاير سبور” بقناة “دزاير توب” الإلكترونية، تعازيه الخالصة لأسرة الفقيد داعيا من الله عز وجل أن يرحم موتاهم، ويلهمهم الصبر والسلوان، وقال في مستهل حديثه: “نحن أمام فاجعة حقيقة، والكل متحسر على ما آلت إليه الأمور، كان من المفترض أن تكون الفرحة هي السائدة قبل أن تتحول إلى مأتم، ما أقوله هو عظم الله أجركم وأجرنا، ونطلب من الله أن يرزق عائلات الضحايا جميل الصبر والسلوان”، مؤكّدا أنّ حادث ملعب 5 جويلية خلف حزنا عميقا لدى الجماهير الجزائرية، وتابع “أجل المناصرين الشباب قد حان، في الوقت الذي أعلن فيه الحكم صافرة النهاية وكان الجماهير سعيدة بالتتويج وأطلقت فرحتها عنان السماء حدثت الكارثة كرة القدم فقدت نكهتها، وأي متابع للبطولة الوطنية حينما يشاهد هذه الأمور يقول نفس الأمر”، واعترف مدرب “نسور الجنوب” بأنّ ما جرى يشكّل صدمة قوية سواء بالنسبة لعائلات الضحايا أو الأنصار “من الصعب تقبل هذه الصدمة، خاصة حينما ترى أنّ الأنصار تريد الفرح بتتويجاتها، قبل أن يعودوا جثامين إلى منازلهم، ما عسانا إلا أن نقول رحمة الله عليهم ويرزق أهلهم الصبر والسلوان”.

“ضرورة إعادة النظر في معايير السلامة بمختلف الملاعب”

وعلى صعيد ذي صلة، شدّد مصطفى جاليط على ضرورة، إعادة النظر في معايير السلامة في مختلف الملاعب الوطنية، والمنشآت الرياضية في الجزائر، التي أضحت تحصد أرواحا المناصرين عوض أن تكون مكانا للفرجة والاستمتاع بكرة القدم “، وواصل حديثه “يجب إعادة النظر في معايير السلامة بالملاعب الوطنية، من المفترض أنه مع نهاية الموسم نعيد التفكير مجددا ونعاين النقائص والأمور التنظيمية وحتى جاهزية المنشآت الرياضية، من أجل إعادة ترميمها وإصلاح ما يجب إصلاحه”، مشيرا أنّ سلامة الأنصار هي الأولى خاصة وأن الملاعب تشهد حضور فئات مختلفة من المجتمع الجزائري سواء الأطفال أو الكبار، وهو ما يفرض بالضرورة توفير حماية أكثر والحفاظ على سلامتهم من خلال وضعهم في أفضل الظروف.

“هذه الحادثة الأليمة ستبقى راسخة في الأذهان”

وبخصوص التضامن الكبير من قبل جماهير كل الأندية الوطنية مع فريق مولودية الجزار، فقد اعتبر جاليط أنّ الأمر ليس غريبا على الجزائريين الذين يهبون لتقديم يد المساعدة في الأوقات الصعبة، فما بالك بالمصائب، وأشار “الشعب الجزائري معروف عنهم التضامن وقت المصائب والأزمات، حتى أنّ الذين لا علاقة لهم بكرة القدم ولا يهتمون بها، تجدهم يعبرون عن حزنهم بعد الحادث الذي أدى إلى وفاة مناصري مولودية الجزائر، هناك من تأثر وهناك حتى من بكى بسبب هذه الفاجعة التي ألمت بالكرة الجزائرية الأشقاء العرب وعدة أندية أبدوا تضامنهم وقدموا التعازي لأسر الضحايا”.

“شبيبة الســـــاورة أنهت الموسم في المركز الرابع بجدراة واستحقاق”

وعلى صعيد منفصل، عرّج المسؤول الأول على العارضة الفنية بشبيبة الساورة على مشوار “نسور الجنوب” خلال الموسم الكروي المنصرم 2024-2025، معتبرا أنّ الفريق قدم مشوار بطل في نهاية الموسم، ويستحق احتلال المرتبة الرابعة، قائلا في ذات الصدد :”الحمدلله على تحقيق هذه المرتبة، وهذا المشوار الذي قدمناه في الجولات الأخيرة مع شبيبة الساورة، جاء بفضل الأشخاص الذين تعبوا وعملوا على تحقيق الديكليك بعدما كان الفريق قريبا من دخول متاهة حسابات السقوط، والحمدلله تمكنا في الأخير من إنهاء الموسم في المركز الرابع، بعد عدة مباريات بطولة حقق فيها النادي الأهم”.

ونوّه ضيف “دزاير توب” بالعمل الكبير الذي قام به الطاقمين الفني والطبي، بالإضافة إلى اللاعبين والإدارة وحتى الجماهير التي ساندت الفريق بقوة “كنت أعمل مع طاقم متكامل، مثل مدرب الحراس حسان بلحاجي، والمحضر البدني سيافكس الذي كان يعمل في أقبو وشبيبة القبائل بالإضافة إلى محلل الفيديو حسيني عبد الوهاب، وأيضا طاقم الطبي، الذي قام بعمل جبار في الآونة الأخيرة بعد السفريات التي تعبنا فيها كثيرا، وكان علينا التركيز على الاسترجاع”، وواصل “وأشكر الطاقم الإداري وعلى رأسه مراد بلخضر، وكذلك محمد زرواطي الذي كان وراء دخولي عالم التدريب”، وأكمل “كما أشكر الجماهير التي وضعت ثقتها في وشجعتني، والحمدلله كنت عند حسن الثقة، دون أن ننسى اللاعبين الذين كانوا أبطالا فوق أرضية الميدان، وأتمنى لهم التوفيق سواء من يبقى في شبيبة الساورة الموسم المقبل أو من يغادر الفريق”.

“عشنا ضغطا رهيبا في نهاية الموسم وهذا سر تحقيق الانتفاضة”

وكشف جاليط بأنّ الفريق عاش ضغطا رهيبا في نهاية الموسم الكروي المنصرم، خاصة وأنّ الشبيبة كانت قريبة جدا من حسابات السقوط وهو ما شكل عاملا إضافية أثقل كاهل الطاقم الفني واللاعبين، مشيرا، أنّ عرف كيف يحفز اللاعبين لتقديم كل ما لديهم، وهو ما يعكس النتائج الإيجابية التي حققها الفريق خارج القواعد وقال “حققنا الفوز في شبيبة القبائل، وفي الشلف وبارادو وتعادل أمام شباب قسنطينة خارج الديار، هذه النتائج لم تأت من فراغ، عشنا ضغطا رهيبا في الآونة الأخيرة، من يكون فوق أرضية الميدان وحده يستطيع الشعور بحجم الضغط الذي كانت علينا، خاصة بعد سلسلة النتائج السلبية، عملت جاهدا على غرس ثقافة الفوز لدى اللاعبين حتى خارج الديار، وقد أتت بثمارها، الحمدلله تعبنا كثيرا في الآونة الأخيرة رفقة الطاقم الذي كنت أقوده أنا وزميلي لطفي بوذراع، الذي قدم الإضافة للفريق، فبعد اعتذار عدة مدربين عن تدريب شبيبة الساورة، قبلت المهمة رفقة بوذراع ورفعنا التحدي لتحقيق الهدف المسطر”.

“لهذا السبب فقدت أعصابي في الندوة الصحفية بملعب حسين آيت أحمد”

وعاد مدرب شبيبة الساورة، إلى الحادثة التي جرت له بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، وذلك خلال ندوة صحفية حينما دخل في ملاسنات مع أحد الصحفيين، مشيرا أنّ الضغط الذي عاشه الفريق آنذاك بالإضافة إلى الكلام الاستفزازي جعله يفقد أعصابه: “في تلك الحادثة، سألني إنسان محترم وصحفي قدير، كنت أعلم أنّه كان يمزح، ولكن بعدها جاء سؤال ثاني من صحفي قال لي سأرى ما تفعلونه أمام مولودية الجزائر، وهو ما أثار أعصابي، خاصة وأننا كنا تحت ضغط كبير بعد تلك المقابلة، لأننا استقبلنا مولودية الجزائر مباشرة بعدها، والمواجهة كانت أصعب لأنّ الهزيمة كانت تعني دخولنا في متاهة الحسابات، وتمكنا من تحقيق التعادل وكنا قادرين على الفوز بها، قدنا مباراة في القمة والتعادل مكننا نبين للجميع بأنّ الفريق يمضي قدما”، وتابع جاليط “بعدها تنقلنا إلى الشلف وعدنا بالفوز، ثم تعادلنا أمام شباب قسنطينة وكان باستطاعتنا الفوز، لولا تأثرنا الكبير بالسفرية، تنقلنا من الساعة السابعة مساء من بشار ووصلنا في حدود الساعة السادسة صباحا إلى العاصمة، واضطررنا إلى الانتظار إلى غاية الساعة الخامسة مساء قبل أن نسافر إلى قسنطينة ونصل ليلا، ثم خضنا المباراة في اليوم الموالي، ولعبنا مباراة يوم الثلاثاء ثم يوم الجمعة لم نخض أي حصة تدريبية واكتفينا بالاسترجاع فقط، وهذا ما صنع الفارق وقدمنا مباراة جميلة في قسنطينة”.

“مستعد للبقاء مدربا للساورة الموسم المقبل”

من جانب آخر أبدى مصطفى جاليط استعداده للبقاء على رأس العارضة الفنية لشبيبة الساورة خلال الموسم المقبل وذلك بعد النتائج الإيجابية التي حققها خلال الفترة التي تولى فيها زمام الأمور خلفا لـلتونسي مراد العقبي، وقال “بالنسبة لوضعيتي مع شبيبة الساورة، كنت قد تحصلت على ديبلوم c وb وحاليا أنا أستعد للحصول على شهادة CAF A ، سأجتاز الامتحان في جويلية المقبل، وبعدها سيكون بإمكاني الجلوس على كرسي الاحتياط، مسيرتي التدريبية بدأت حديثا وسأعمل على المواصلة”. وختم “الحمدلله بدأت مشواري في التدريب ويجب أن أواصل، أدرك جيدا بأنّ الطريق لن يكون سهلا، ويجب علي أن أتحلى بالإرادة والطموح لأحقق أهداف والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى”.

رابط دائم : https://dzair.cc/kd3b نسخ