30 سبتمبر، 2025
ANEP الثلاثاء 30 سبتمبر 2025

معتقلو الريف يُعيدون من الزنانزين صدى “جيل زد” في الشوارع ويؤكدون وقوفهم مع الشباب الغاضب من ممارسات المخزن

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
معتقلو الريف يُعيدون من الزنانزين  صدى “جيل زد” في الشوارع ويؤكدون وقوفهم مع الشباب الغاضب من ممارسات المخزن

الاحتجاجات الشعبية التي يقودها شباب “جيل زد” في المغرب لم تعد مجرد حدث عابر، بل تحوّلت إلى زلزال سياسي واجتماعي يهدد ركائز نظام المخزن. الجديد هذه المرة هو دخول معتقلي “حراك الريف” التاريخي على خط هذه الانتفاضة، بإعلان تضامنهم الصريح مع المحتجين وإدانتهم القاطعة لآلة القمع التي استُخدمت ضد المتظاهرين السلميين.

ناصر الزفزافي، أيقونة الحراك الشعبي، وجّه رسالة نارية من سجنه عبر عائلته، أكد فيها أن “المخزن بإيمانه بسياسة القمع والاعتقالات يجرّ المغرب نحو الويلات”، واعتبر أن ما يجري اليوم ليس سوى دليل جديد على عقلية الاستبداد التي ترى في الشعب خصمًا لا شريكًا. أما رفيقه محمد جلول، فقد حيّا المتظاهرين في كل المدن المغربية، مشددًا على أن “السلمية ليست ضعفًا، بل قوة ونبل وشجاعة” في مواجهة عنف دولة لم يعد لديها ما تقدمه سوى الهراوات والاعتقالات.

هذا التضامن بين سجناء الأمس ومحتجي اليوم يكشف استمرارية المعركة ذاتها: معركة ضد منظومة متغوّلة تحتكر السياسة والاقتصاد وتكمّم الأفواه. جيل جديد يرفع الشعارات نفسها التي رفعها الريفيون قبل سنوات: الكرامة، العدالة، والمساواة. واللافت أن السجون لم تنجح في كسر رمزية الحراك، بل تحولت إلى منابر لإعادة شحن الشارع بطاقة نضالية أكبر.

المشهد يؤكد أن المغرب يعيش لحظة تاريخية من التراكم النضالي. فجيل “الغضب الرقمي” يتلاقى مع جيل “الحراك الميداني”، في معركة واحدة ضد الاستبداد والفساد. المخزن، الذي راهن على عامل النسيان والزمن، يجد نفسه اليوم محاصرًا بصوتين: صوت الشارع المنتفض وصوت السجون الصامدة.

السؤال الكبير اليوم: هل يواصل النظام الهروب إلى الأمام بالقمع والفبركة، أم أنه سيجد نفسه مضطرًا للاعتراف بأن المغرب تغيّر وأن جيلًا جديدًا يكتب مصيره بدماء وعرق الساحات؟ المؤكد أن التحام أصوات المعتقلين مع هدير الشارع يفتح الباب أمام مرحلة لا مكان فيها للسكوت أو التراجع. إنها مواجهة مباشرة بين شعب يتوق إلى الحرية ونظام لم يعد يمتلك سوى أدوات البطش.

رابط دائم : https://dzair.cc/jc89 نسخ